آخر تحديث :الاربعاء 08 مايو 2024 - الساعة:00:30:47
صور مؤلمة لقصص وحكايات موثّقة ؛ أبطالها (رئيس شرعي ,وحكومة غارقة بالفساد يعيش وزراؤها في أفخم فنادق الرياض)
(عدن / الأمناء نت / غازي العلوي :)

ليس ثمة ما هو أسوأ من واقع بلد كانت ــ وحتى وقت قريب ــ مأوى للجائعين واللاجئين من شتّى بقاع العالم ... بلد أطلق عليه اسم "السعيد" والذي لم يعد له من السعادة إلاّ اسمه ومن الكرم والغنى إلا بقايا ذكريات ولت واندثرت...

هنا اليمن السعيد...هنا الجنوب العربيّ الحر... في هذا الوطن , في هذه البقعة من جغرافيا الأرض الجنوبية حيث سطر أبطاله الملاحم البطولية ضد الغزاة الطامعين من أذناب إيران , واستطاعوا بإمكانياتها البسيطة تحرير أرضهم من رجس تلك المليشيات خلال مدة لم تتجاوز العام ...هنا ينسج الزمن قصصًا وحكايات مؤلمة تدمي لها القلوب وتدمع منها الأعين ... صور ومشاهد تبكي الحجر أبطالها (رئيس شرعي هارب ,وحكومة يعيش وزراؤها في أفخم الفنادق )ضحاياها أطفال في عمر الزهور فتكت بهم المجاعة ,وشرد أسرهم الجوع ، أسر عفيفة لا يعلم حالها إلا الله ...باتت تقتات من براميل القمامة وأخرى تكتفي بوجبة واحدة...

"هند" شهيدة الجوع  

لم تكن الطفلة "هند" منصورــ ذات الأربعة الأعوام ــ التي فتكت بها المجاعة يوم أمس الأول في أحد مشافي العاصمة عدن بعد أن ظلت لأيام لم تجد فيه كسرة خبز تسد فيه رمقها بعد أن حطت رحالها في عدن هربًا من جحيم الحرب المشتعلة في الحديدة – لم تكن سوى نموذج واحد من بين المئات بل الآلاف من الأطفال الذي بات شبح المجاعة يتهدد حياتهم في حين تواصل شرعية الفنادق المضي في غيها غير مكترثة لمعاناة الناس وأنّات المقهورين بـ غول فسادها وفشلها الذي لم يشهد له مثيل على مر التاريخ .

يا ترى كيف يرى الرئيس الشرعي الهارب وحكومته الفندقية إلى شعبهم اليمني وقد وصل إلى هذا المستوى من المجاعة ــ غير مسبوقة ــ في التاريخ الإنساني وهم ما يزالون مصرين على استمرار الحرب واستثمار معاناة شعبهم وقبض ثمن مآسيهم وموتهم جوعًا ؟ وكيف يتابعون هذه الصور وهم وأسرهم يتمتعون بعشرات آلاف من الدولارات شهريًا من دولة إلى أخرى وفندق إلى آخر ويتمسكون باستمرار الحرب لاستمرار ترزقهم منها ؟

رحلت الطفلة "هند" وهي أول الشهداء من الأطفال للمجاعة التي تضرب البلاد في عهد حكومة الفساد والفقر والجوع التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر ...ذهبت "هند" شهيدة الجوع إلى بارئها ــ جلّ وعلا ــ شهيدة وشاهدة على مصير بلاد في أيادٍ لا تعير بالاً لـدين ولا لضمير ولا إنسانية , تخبر الله عز وجل أنّ هذه الحكومة أفقرت أمة وتركت أطفالها وكبار السن فيها عرضة للجوع ، وليست المجاعة التي تفتك بأطفال الأزارق بالضالع , أو المسيمير  وأرياف تهامة إلاّ أبرز ميادينها التي ظهرت إلى العلن .

 

 وماذا بعد...!

انقطعت الرواتب وانهارت العملة وانهارت معها معظم الخدمات الأساسية ووصل حال الناس إلى حد المجاعة التي بدأت تلتهم فلذات أكبادنا الأطفال في بلد يعد من البلدان المصدرة للنفط والغاز ويمتلك أهم الممرات الملاحية التي تدر على الدولة ملايين الدولارات ... لقد بلغت المعاناة الحناجر وبلغ السيل الزبى , ولم تبقَ هذه الحكومة التي قيل بـ:إنّها شرعية سلاحًا إلا واستخدمته ضد هذا الشعب الصابر الذي كان له الفضل بعد الله تعالى في حفظ كرامتها بعد أن ولّى وزراؤها الأدبار هاربين تاركين هذا الشعب يواجه مصيره المحتوم في مواجهة المد الحوثي غير أنّ صموده ــ بمساندة الأشقاء في التحالف العربي ــ استطاع كسر شوكة المدّ الفارسي , وإعادة الاعتبار للحكومة ورئيسها الذي مازال قابعًا في قصوره العتيدة , وعيشه الرّغيد في العاصمة السعودية الرياض .

ستظلّ لعنة الطفلة "هند" وأطفال الحديدة والأزارق والمسيمير وزنجبار  وأرياف تهامة تلاحق هذه الحكومة التي أقلّ ما يمكن وصفها بـ"حكومة العار" وستظلّ دعوات المقهورين الذين يرزحون تحت وطأة الفقر والجوع شاهدة على هذا الفساد الحكومي الذي يرتقي إلى مستوى الجرائم ضد الانسانية , التي ينبغي تقديم مرتكبيها عبر المحاكم الدولية لمحاكمتهم ومحاسبتهم عن كلّ ما اقترفوها من جرائم وعن حجم الثراء الفاحش الذي باتوا ينعمون به من قوت هذا الشعب الصابر الذي يموت جوعًا ...



شارك برأيك