آخر تحديث :الاحد 14 سبتمبر 2025 - الساعة:00:10:56
تقرير: قيادات إخوانية بارزة تدعو عبر قناة 24 الإسرائيلية إلى «تطبيع» وتنسيق عسكري مع تل أبيب ضد الحوثيين
(الامناء نت/خاص:)

في خطوة غير مسبوقة تكشف عن تحولات سياسية مثيرة للجدل في الملف اليمني، بثّت قناة 24 الإسرائيلية سلسلة حلقات متواصلة ناقشت الأوضاع في اليمن والخليج ومخاطر جماعة الحوثي المدعومة من إيران على الملاحة الدولية واستهداف السفن في البحر الأحمر، لتكشف خلالها عن دعوات صريحة من قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح (جماعة الإخوان المسلمين – فرع اليمن) إلى الانفتاح على إسرائيل والتنسيق معها عسكرياً وسياسياً لمواجهة الحوثيين وقطع النفوذ الإيراني في اليمن والمنطقة.

دعوات تطبيع وتحالف عسكري

خلال إحدى الحلقات، أدلى المحلل السياسي البارز بقناة بلقيس الإخوانية  عادل المسني، المحسوب على حزب الإصلاح والمقيم في إسطنبول، بتصريحات لقناة 24 الاسرائيلية أثارت جدلاً واسعاً ، فقد أكد أن «المرحلة الراهنة تتطلب تطبيع العلاقات مع حكومة إسرائيل والتنسيق مع جيش الدفاع الإسرائيلي، وبدعم أمريكي مباشر، لمساندة الجيش الوطني اليمني في جبهات مأرب وتعز والحديدة والتقدم نحو العاصمة صنعاء لتحريرها من مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن».

وأشار المسني إلى أن «الضربات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي وجهاز الشاباك داخل اليمن نجحت في استهداف قيادات حوثية مهمة في صنعاء، لكن الأمر يحتاج إلى تنسيق أكبر مع القيادات الميدانية للجيش الوطني لفتح الطريق أمام عملية تحرير واسعة تشمل صنعاء وعمران وصعدة والجوف والبيضاء وتعز والحديدة، بعد فشل السعودية والإمارات في حسم المعركة خلال سنوات الحرب الماضية».

اتهامات للسعودية والإمارات

القيادي الإصلاحي الدكتور عبدالكريم الأنسي ذهب أبعد من ذلك، حيث شدد في مداخلته لقناة 24 الاسرائيلية على أن «وقف استهداف السفن في البحر الأحمر لن يتحقق إلا من خلال تدخل طيران جيش الدفاع الإسرائيلي لمساندة الجيش الوطني اليمني بغطاء جوي مباشر، ما يتيح له التقدم برياً لتحرير المحافظات الساحلية، خصوصاً ميناء الحديدة الذي يمثل الشريان الاقتصادي والعسكري الأهم للمليشيات الحوثية».

واتهم الأنسي دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، بأنها «ساهمت بشكل غير مباشر في تمكين الحوثيين من السيطرة على المحافظات الشمالية عبر وقف دعمها للجيش الوطني، رغم أنه كان على مشارف ميناء الحديدة في مراحل سابقة». 

كما أكد أن «حزب الإصلاح سيكون أول حزب يمني يعلن انفتاحه على إسرائيل وإقامة علاقات رسمية معها، بتنسيق أمريكي، لإنقاذ اليمن من المشروع الإيراني».

أصوات إعلامية إخوانية  تبرر التعاون مع إسرائيل

أما الصحفي والباحث الحقوقي الإخواني سيف المثنى فقد أكد للقناة 24 الإسرائيلية أن «ضرب الخطوط الأمامية للحوثيين داخل اليمن سيمهد الطريق أمام الجيش الوطني للتقدم نحو صنعاء»، داعياً إلى «تعزيز قدرات الجيش الوطني وتزويده بالدعم العسكري واللوجستي، بعد أن تخلّت عنه السعودية والإمارات وأوقفتا مساعدته في معركة استعادة  العاصمة صنعاء » حسب تعبيره.

قراءة في السياق الإقليمي

هذه التصريحات، التي وُصفت بأنها جريئة وغير مسبوقة، تكشف عن توجهات جديدة داخل حزب الإصلاح اليمني ، لطالما عرف بتحالفاته الإقليمية التقليدية مع دول الخليج، لكنها اليوم تطرح علامات استفهام حول إعادة تموضعه الاستراتيجي مع اسرائيل في ظل تعقيدات الحرب باليمن.

كما تأتي هذه الدعوات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً متواصلاً بين إسرائيل وجماعة الحوثي، بعد سلسلة هجمات نفذتها الأخيرة ضد سفن مرتبطة بتل أبيب في البحر الأحمر، وردت عليها إسرائيل بضربات جوية في العمق اليمني ، وهو ما يجعل مسألة أي تعاون علني أو غير مباشر بين أطراف يمنية وإسرائيل محور نقاش ساخن على المستويين الإقليمي والدولي.

تداعيات سياسية داخلية

ويرى مراقبون أن مجرد ظهور شخصيات إصلاحية بارزة على قناة إسرائيلية والتحدث علناً عن «تطبيع وتنسيق عسكري» مع تل أبيب قد يفتح الباب أمام أزمة سياسية داخلية في اليمن، إذ قد يواجه الحزب انتقادات واسعة من قوى سياسية ومجتمعية تعتبر أي تقارب مع إسرائيل خيانة للقضية الفلسطينية وخروجاً عن ثوابت الشعب اليمني.

في المقابل، يعتبر مؤيدو هذا التوجه داخل حزب الإصلاح اليمني « جماعة الإخوان فرع اليمن»  أن الانفتاح على إسرائيل هو خيار «اضطراري» تفرضه المعركة ضد الحوثيين الذين يشكلون ذراعاً عسكرياً لإيران على البحر الأحمر، ويهددون أمن الملاحة الدولية، الأمر الذي دفع قوى إقليمية ودولية إلى التفكير في خيارات غير تقليدية للتعامل مع الأزمة اليمنية المستعصية.


#
#
#
#
#
#

شارك برأيك