
شكراً إمارات الخير .. شكراً عيدروس الزبيدي
من التهميش إلى التمكين .. الإمارات تفتح أبواب التعليم أمام شباب الجنوب
اختيار عادل وشفاف للمنح التعليمية يرسخ وحدة الصف الجنوبي
الرئيس الزُبيدي: الطلاب المبتعثون سفراء الجنوب وحملة راية التنمية
المجلس الانتقالي: التعليم استثمار وطني لصياغة المستقبل
الإمارات والانتقالي.. شراكة تصنع مستقبل التعليم في الجنوب ..
الأمناء – غازي العلــــوي :
في مشهد يجسد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الجنوب العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودّع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، مئة طالب وطالبة من أوائل الثانوية العامة في محافظات الجنوب، مغادرين مطار عدن الدولي إلى أبوظبي ضمن منحة دراسية إماراتية، تمثل خطوة نوعية على طريق تمكين الشباب وتوفير فرص التعليم العالي لهم.
الإمارات.. شريك حاضر في دعم الجنوب
على مدى السنوات الماضية، أثبتت الإمارات حضورها الدائم إلى جانب أبناء الجنوب من خلال مشاريع استراتيجية في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية والإغاثة. غير أن التعليم ظل في صدارة هذا الدعم، باعتباره الاستثمار الحقيقي في الإنسان.
فقد شمل الدعم الإماراتي بناء المدارس وترميم الجامعات وتوفير منح دراسية وفرص تدريبية، ما فتح أمام الشباب الجنوبي أبواباً واسعة للمعرفة، وأتاح لهم سبيلاً عملياً للتمكين والمشاركة في التنمية. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تؤكد التزام الإمارات بنهج ثابت يقوم على الأخوة والتكامل، بعيداً عن الحسابات الضيقة.
معالجة إرث التهميش.. وتمكين الطلاب الجنوبيين
لطالما عانى طلاب الجنوب منذ إعلان الوحدة اليمنية من حرمانٍ ممنهج في فرص الابتعاث، حيث كان التمييز يفضّل طلاب الشمال ويقصي آلاف المتفوقين الجنوبيين. ومع تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، برزت لحظة مفصلية لمعالجة هذا الخلل التاريخي عبر إنشاء مؤسسات تُعنى بالمنح التعليمية وإعادة التوازن بما يضمن حق الشباب الجنوبي في التعليم العالي.
منذ إعلان ما عُرف بالوحدة اليمنية، واجه طلاب وخريجو الجنوب تمييزاً واضحاً في الحصول على المنح الدراسية، حيث تم تفضيل أبناء الشمال على حساب حق الجنوبيين في الابتعاث. هذا التحيز ترك آلاف الشباب محرومين من فرص التعليم العالي في الخارج.
ومع تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، برزت لحظة فارقة لمعالجة هذا الخلل التاريخي. وبصفته ممثلاً لتطلعات شعب الجنوب، يضطلع المجلس بمسؤولية إعادة التوازن وضمان حقوق الطلاب عبر إنشاء هيئات متخصصة تعنى بالمنح والفرص التعليمية الدولية.
شراكة استراتيجية مع الإمارات
العلاقة بين الجنوب العربي ودولة الإمارات تتجاوز الأطر التقليدية للسياسة والمصالح، لتستند إلى بعد إنساني يقوم على الأخوة والتكامل. فقد أثبتت الإمارات حضورها الدائم إلى جانب أبناء الجنوب عبر مشاريع استراتيجية في التعليم والصحة والبنية التحتية والإغاثة.
ويعد التعليم في صدارة هذه الجهود، إذ لم يقتصر الدعم الإماراتي على بناء وتأهيل المدارس، بل شمل توفير المنح الجامعية وفرص التدريب الأكاديمي، ما أتاح للشباب الجنوبي مساراً حقيقياً للتمكين العلمي والمعرفي. ويرى محللون أن هذا الاستثمار يعزز الاستقرار والتنمية في مجتمع يسعى إلى تجاوز آثار الحروب والأزمات.
المجلس الانتقالي.. التعليم أولوية وطنية
المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، يضع ملف التعليم في صدارة أولوياته باعتباره حجر الزاوية في مشروع بناء الدولة الجنوبية الحديثة. وقد عمل المجلس على تصحيح اختلالات الماضي التي حُرم بسببها طلاب الجنوب من فرص الابتعاث، من خلال إنشاء هياكل متخصصة تضمن توزيعاً عادلاً وشفافاً للمنح التعليمية.
وفي كلمته أثناء وداع الطلاب، أكد الرئيس الزُبيدي أن هؤلاء المبتعثين هم سفراء وطنهم الجنوب، وأن عودتهم محملين بالعلم والمعرفة ستسهم في رسم معالم نهضة حقيقية. كما عبّر عن خالص شكره وتقديره لدولة الإمارات، ممثلةً برئيسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على دعمها السخي والمتواصل لقطاع التعليم الجنوبي.
توزيع عادل وشفاف
الدكتور صدام عبد الله، المستشار الإعلامي للرئيس الزُبيدي، أوضح أن اختيار الطلاب تم وفق آلية دقيقة وشفافة عبر مكاتب التربية والتعليم في مختلف المحافظات الجنوبية، نافياً الأقاويل التي زعمت اقتصار الابتعاث على محافظة دون أخرى، ومؤكداً أن الهدف هو تحقيق العدالة وترسيخ وحدة الصف الجنوبي.
شهادات رسمية ورسائل دعم
وأكد الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الأستاذ عبدالرحمن جلال شاهر الصبيحي، في تصريح صحفي، أن ابتعاث أوائل طلاب الثانوية العامة إلى دولة الإمارات يمثل تتويجًا للجهود الحثيثة التي بذلها المجلس لإيجاد فرص نوعية أمام الطلاب المتفوقين.
وأشار الصبيحي إلى أن هذه الخطوة تعكس حرص الرئيس القائد عيدروس الزبيديُ على الاستثمار في طاقات الشباب، باعتبارهم الركيزة الأساسية لبناء المستقبل، مؤكدًا أن التعليم هو السلاح الأهم الذي يمكن من خلاله مواجهة التحديات ورسم طريق النهضة الجنوبية.
وقال الأمين العام في ختام نصريحة: "إن وقوفنا اليوم مع أبنائنا في هذه اللحظة هو تأكيد لالتزام المجلس برعاية كل ما من شأنه دعم الشباب الجنوبي، وإتاحة الفرص أمامهم لتحقيق طموحاتهم العلمية، ليكونوا اللبنة الأولى في مشروع بناء الدولة الجنوبية الحديثة".
من جانبة بارك خالد محسن الخليفي رئيس هيئة التعليم والشباب والرياضة في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي، في تصريح له الطلاب المتفوقين في الجنوب مشدد على على أهمية أن يواصل الحاصلون على البعثة مسيرتهم العلمية لينتفع بهم المجتمع في بناء مستقبل الجنوب المنشود.
وتقدم الخليفي في تصريحه بالشكر والتقدير والاحترام للرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي على اهتمامه الكبير وحرصه على مواصلة أبناءنا الطلاب لمسيرتهم العملية وكل الشكر والتقدير والاحترام لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على هذه المنحة الدراسية متمنيًا استمرارها من أجل تأهيل طلابنا خارجيا.
الطلاب: فرصة لخدمة الوطن
الطلاب المبتعثون عبّروا عن امتنانهم لهذه المبادرة، واصفين المنحة بأنها فرصة ذهبية لاكتساب معارف وخبرات وتقنيات حديثة، مؤكدين عزمهم على العودة إلى وطنهم للإسهام في مسيرة البناء والتنمية.
رسالة أمل للمستقبل
تمثل هذه الخطوة أكثر من مجرد ابتعاث طلابي؛ فهي مشروع وطني لبناء الإنسان، ورسالة أمل لشعب الجنوب بأن المستقبل يُرسم بالعلم، وبأن الشراكة بين المجلس الانتقالي ودولة الإمارات ماضية في ترسيخ دعائم النهضة والاستقرار.
