آخر تحديث :الخميس 11 سبتمبر 2025 - الساعة:23:21:17
وإن تأخرت فقد أتت في وقتها ولا تراجع عنها أو التوقف عندها
صالح شائف

الخميس 11 سبتمبر 2025 - الساعة:21:34:29

بعد أن تمادت ( الشرعية ) كثيرا وتجاوزت كل ما قد تم التوافق عليه في إطار شراكة الضرورة المرحلية المؤقته؛ وبعد أن أثبتت بعض أطرافها عجزها بل وعدم رغبتها في تنفيذ ما تضمنه إعلان نقل السلطة في 7 أبريل عام 2022.

والقاضي بتوحيد الجهود والطاقات في جبهة موحدة ضد قوى الإنقلاب في صنعاء - سلما أو حربا - وتحسين الخدمات وغيرها من المهام والأسس التي وردت فيه؛ غير أن الأمور سارت بالإتجاه المعاكس تماما وواقع الحال يشهد على كل ذلك.

ورغم كل ما قد حصل فقد تحمل شعبنا الكثير والكثير جدا؛ وعانى من المتاعب والآلام وذاق أمر أشكال القهر والحرمان من نيل أبسط حقوقه؛ في محاولة لإذلاله وإجباره على التراجع عن مشروعه الوطني واستعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة.

وهو الأمر الذي عكس حالة من الغباء والإستخاف بإرادة شعبنا والجهل الفاضح وغير المدرك لطبيعته العنيدة والعصية على التطويع؛ ودرجة إعتزازه العالية بكرامته وحريته؛ التي قدم من أجلها عشرات الألاف من الشهداء والجرحى.

ولم تكن أهداف ( الشرعية ) وسياساتها خفية من وراء كل ذلك؛ الا وهو محاصرة المجلس الانتقالي الجنوبي؛ أملا بإسقاطه بكونه الكيان الوطني الأكبر والأوسع حضورا ونطاقا على ساحة خارطة الجنوب الوطنية والإجتماعية والجغرافية؛ الذي جعل من تحرير الجنوب واستعادة دولته وسيادته هدفا عظيما معلنا له ولم ولن يساوم عليه.

فقد راهنت هذه القوى والأطراف على تأليب وتحريض جماهير الجنوب على الانتقالي؛ وتحميله كل ما حل بالجنوب من مآسي وبأنه وحده من يتحمل كل ذلك؛ وهي التي جعلت من ( الشرعية ) وسيلتها المثالية لإسقاط مشروع الجنوب الوطني.

ومع كل ذلك أيضا تحمل الانتقالي كثيرا على النتائج التدميرية لتلك السياسات؛ وصبر على أمل أن تجد كل محاولاته للتخلي عن تلك السياسات المتعمدة؛ وتصويب بوصلة المسار الذي رسم لمجلس القيادة؛ وراهن على تدخل التحالف - وربما قد كانت له أسبابه ومبرارته حالت دون ذلك - لإيقاف هذا العبث الذي مارسته تلك القوى والأطراف داخل ( الشرعية ) وخارجها.

غير أن كل جهوده وحرصه لم تجد من يستجيب لها؛ وأعتقد البعض بأن ذلك ليس الا ضعفا وقلة حيلة منه أجبرته على ذلك.

واليوم وبعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من سوء وتدهور شامل لكل مقومات حياة الناس في الجنوب؛ فقد كانت الضرورة الوطنية والتاريخية تحتم على قيادة الانتقالي أن تضع حدا للعبث بمصير الجنوب ومستقبل أهله؛ فكانت قرارات رئيس المجلس الانتقالي التي صدرت يوم أمس الأربعاء ملبية لمتطلبات اللحظة.

ورغم أن هذه القرارات الصادرة قد أتت متأخرة ولأسباب وظروف حكمت على قيادة الانتقالي تأجيل مثل هذه الخطوة؛ وهي بداية موفقة ومهمة وذات مغزى وإن كانت متواضعه؛ ولكنها مؤشر واضح على أن الخطوات سوف تتوالى وحسب ما تقتضيه الظروف والضرورة.

إن حماية هذه الخطوة تتطلب بالضرورة تعزيز وتمتين الروابط الوطنية الجنوبية؛ وبكل الطرق والأشكال المناسبة التي من شأنها ضمان وحدة وتماسك جبهة الجنوب الداخلية.

فنيل الاستحقاقات الوطنية الكبرى لشعبنا؛ تفرض على الجميع تجاوز كل ما يحول دون تحقيق هذه الغاية؛ وأن تتقدم مصلحة الجنوب ومستقبله على كل المصالح الأنانية والحسابات الخاطئة وبأي شكل كانت عليه؛ ومن قبل أي جهة كانت؛ ونذكر الجميع بما كنا قد أكدنا عليه مرارا؛ من أن الجنوب قد كان وسيبقى قبل وبعد الجميع وفوق الكل.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص