
في حادثة مأساوية هزّت الرأي العام اليمني، تحوّل خلاف عائلي على فناء منزل مشترك إلى جريمة قتل مروعة راح ضحيتها شاب على يد عمّه، في قرية الحويدين بمديرية صهبان – محافظة إب، الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، في ظل تصاعد الفوضى الأمنية وغياب سلطة الدولة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظة إطلاق النار المباشر على الضحية، فيما كانت إحدى قريباته توثّق المشهد المأساوي بهاتفها وتطلق صرخات هستيرية تعكس حجم الصدمة والذهول.
ووفقًا لمصادر محلية، ينتمي القاتل والمجني عليه إلى أسرة واحدة تُعرف بـ"بيت صوفه"، وكان خلاف قديم على فناء المنزل المشترك سببًا في تصاعد التوتر بينهما منذ أشهر، قبل أن ينتهي بقتل الشاب أمام أسرته في مشهد وصف بـ"البشع".
وأرجعت المصادر سبب تصاعد هذا النوع من النزاعات إلى انهيار المنظومة العدلية والأمنية في مناطق الحوثيين، مشيرة إلى أن الفساد القضائي وتعطّل مؤسسات الدولة دفعت المواطنين إلى اللجوء للعنف والسلاح بدلًا من القضاء، ما أدى إلى تزايد جرائم القتل داخل الأسر.
واعتبر حقوقيون أن الجريمة تمثل نتيجة مباشرة لفقدان الثقة بالمؤسسات القضائية، مؤكدين أن قضايا العقارات والميراث في الأرياف اليمنية تُترك دون حلول عادلة، وهو ما يدفع بالأطراف المتنازعة إلى خيارات مأساوية.
وأثار الفيديو موجة غضب واسعة في الشارع اليمني وعلى منصات التواصل، حيث عبّر ناشطون وحقوقيون عن استيائهم من الجريمة، محذرين من تفكك النسيج الاجتماعي في القرى اليمنية بفعل تنامي العنف الأسري وضعف سلطة القانون.
وطالبوا بفتح تحقيق عاجل وتقديم الجاني للعدالة، مشددين على أن تساهل سلطات الحوثي مع الجرائم الجنائية، وخصوصًا في الأرياف، يشجع على ارتكاب مزيد من الانتهاكات وجرائم القتل.
من جهتهم، حذر مراقبون من أن تكرار مثل هذه الحوادث ينذر بانفجار اجتماعي خطير، حيث باتت الأعراف القبلية تتراجع أمام واقع الانهيار القانوني الكامل، مشيرين إلى أن الأرياف اليمنية أصبحت تعيش "فوضى مركبة" تهدد الأمن والسلم المجتمعي.