آخر تحديث :الخميس 02 مايو 2024 - الساعة:19:03:23
عندما (ينعق) الغراب!
علي سالم بن يحيى

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

في غمار الخوف من جرعة (باسندوية) قاتلة، وهجمات القاعدة، وموجة الاغتيالات، وفشل السلطة، لم يعد الضحك موجودا في قاموس المواطن اليمني!

عادت لي الابتسامة حتى بانت النواجذ، كنت مستمعا ومشاهدا لبرنامج حواري "شؤون البلد" عبر الفضائية اليمنية، وكانا الزميلان عبدالله غراب، مراسل قناة BBC، وخالد الحمادي رئيس مؤسسة حرية، ما أضحكني ذلك (الغراب) وهو يتحدث بأستاذية مطلقة، وغرور عن مهنة الصحافة والدخلاء عليها، كان بمثابة أستاذ جامعي يلقي محاضرته على طلابه بأريحية، وإعجاب بنفسه، تطاول ليكون طاؤوسا!.

عبدالله غراب، المطعون بمهنيته، وقداسة الكلمة، وضميرها الحي، تحدث عن كثير من موبقات الإعلام اليمني، مرسلا عبر جناحيه، حفنة اتهامات، ورزم دروس وعبر لمن يجهلون الصحافة ومهنتها النبيلة...!

كان منفعلا، وثوريا، في نفس الوقت، ومزهوا بنفسه، أراد تعليم (الجهلة) في مدرسته، ومن جمله الاستعراضية الجميلة، الخارجة من شفتيه، وليس من قلبه، ما يلي:

- الخدمة الخبرية مقدسة، يجب عدم التدخل في مضمونها كي لا تقتل!.

- من كانت لديه الحقيقة، لا يحتاج للكذب!.

- عندما تكون عبدا في سوق نخاسة العبيد، تضطر للكذب إرضاء للأسياد!

- هناك إعلاميون باعوا ضمائرهم، ووطنهم من أجل فلان من الناس، أو حزبا، أو كيانا!

- الضعيف المتورط، يوظّف الإعلام لصالحه...!

- وجه الاتهام لصحيفة "الأولى" - التي تعتبر الصحيفة الأولى حاليا- بموالاة القاعدة، وعدم مساندتها للجيش في حربه على الإرهاب!!!.

- توفيق عبدالرحيم، والعيسي مهربا ديزل، من الجرم السكوت عليهما!

من جملة حديثه سيطرت (الأكاذيب) وتكرارها، وكأنه يقصد نفسه، فهناك كثير من الملاحظات ظهرت عليه عند إعداده لتقاريره، وأخباره، لقناته (المحترمة)، محشوة بجملة دسائس وتهم، لمن لا يروقون له، ويقف الحراك الجنوبي السلمي كواحد من ضحايا التعتيم الإعلامي المبالغ فيه من قبل ذلك (الغراب)، بل تمادى في وصفه، بالمسلح، واتهامات لا تعد ولا تحصى، آخرها توجيه اتهامه لشخصيات جنوبية- تنتمي لإحدى فصائل الحراك- ضالعة في هجوم سيئون (القاعدي) وخططت لنهب الأموال من البنوك والبريد العام!.

أية مهنية تلك يا عبد..الله، وأية نخاسة أسوأ من هذه...؟!!!

تتحدث عن فضائل، ونبل، وقيم، وأنت بعيد عنها كل البعد، كنا نتمنى عليك نقل الحقيقة بمرارتها لنا وعلينا، ولكنك أبيت إلا أن تكون مراسلا، خصما، وحكما في نفس الوقت، فقتلت المهنة النبيلة وقدسيتها، والتهمت الحقيقة، إرضاء لمن يقفون خلفك وأمامك، وهي تهمة وقعت فيها، وأشرت بأصابعك نحو عدد من الزملاء بها؟!!.

لمن يحتاجون الضحك، في زمن البكاء، اطلبوا شريط البرنامج، وأطلقوها زفرات من الضحكات على ذلك المتفلسف (الكاذب)، الفاقد للمهنية في زمن (النخاسة) و(الغربان)!!!.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل