آخر تحديث :الثلاثاء 07 مايو 2024 - الساعة:15:41:36
"الأمناء" ترصد أصداء عاصفة بيان المجلس الانتقاليّ الجنوبيّ على كافّة المستويات
(الأمناء/ تقرير/ علاء أبو شوكت:)

بعد أن أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بيانا مهمّـًا ــ نهاية الأسبوع الماضي ــ شهدت الساحة السياسية صخبًا شديدًا، وتوالى المؤيدون والمعارضون ؛ فكانت غالبية المؤيدين أكثر بكثير من المعارضين، الذين انحصروا في بضع وزراء تابعين لحكومة بن دغر ، التي عفا الزمن عنها.

فـ انتقالي الجنوب؛ أعلن في بيانها السياسي المهمّ : إنّ المحافظات الجنوبية مناطق منكوبة نتيجة السياسات الكارثية التي تتبعها حكومة الشرعية.

 

كيف تلقّى أبناء الجنوب البيان؟

أبناء الجنوب عامة، من المهرة وإلى عدن، جلّهم استبشروا، وهلّلوا ببزوغ هذا البيان، الذي يُعد بمثابة إعلان دولة.

فـ السياسي والصحافي الجنوبي/منصور صالح قال:إنّ "الانتفاضة الشعبية قرار شعبي خالص فرضته المعاناة الناتجة عن فساد الشرعية وإنّه لم يعد أمام المجلس الانتقالي إلاّ الوفاء للشعب الذي فوّضه,ومازال يعلّق عليه الآمال في قيادة سفينة الثورة إلى بر الأمان".

وأضاف ــ في منشور على حسابه فيسبوك ــ أنّ "القوى المتنافرة التي توحدت وتكالبت اليوم لتهاجم بيان الانتقالي ؛إنّما هي تلك القوى المعادية لشعبنا,والواقفة ضدّ تطلعاته وحقّــه في الحياة الكريمة " .

وتابع صالح : " ليس لدى شعبنا ما يخسره ــ أكثر ــ ولم تعدّ أمام المجلس من خيارات غير الوفاء للشعب الذي خرج بـ الملايين لتفويضه , ومازال يعلّق عليه الآمال في قيادة سفينة الثورة الجنوبيّة إلى بر الأمان".

أمّا ــ عميد الأسرى الجنوبيين ــ أحمد عمر العبادي المرقشي ؛ فـ أصدرــ من خلف القضبان ــ أوّل بيان تأييدًا لبيان الانتقالي.

وقال المرقشي ــ في بيانه حصلت "الأمناء" على نسخة منه ــ "باسمي ــ شخصياً ونيابة عن الأسرى الجنوبيين خلف القضبان ــ نبارك كل ما جاء في بيان المجلس الانتقالي الجنوبي ، وهو البيان الذي جاء بعد صبر طويل لعلّ وعسى يراجع الفاسدون في شرعية الاحتلال حسابهم ويعودون إلى صوابهم بـ شأن ما جرى ويجري في الجنوب".

وأضاف: "ياجماهير شعبنا الجنوبي العظيم، وحّدوا صفوفكم وكلمتكم، فـ اليوم الأعداء سوف يزرعون الفتنة ــ في ما بينكم ــ بعد هذا البيان، وكلاب شرعية الاحتلال ــ عبر أبناء جلدتنا ــ من باعوا ضمائرهم بالمال والجاه وباعوا قضيتهم وباعوا شرفهم سوف يظهرون لكم بتصريحات بـ اسم القضية الجنوبية من هنا , وهناك " .

وحذّر المرقشي الجنوبيين بقوله: "الحذر...الحذر...الحذر منهم يا جماهير شعبنا الجنوبيّ العظيم ؛ فاليوم وغدًا لكم,وليس لغيركم، ثورة ثورة ياجنوب، والجنوب قادم رغم أنف الحاقدين ".

ووصف بيان المجلس الانتقالي بالبيان التاريخي، وأنّه لا بد من أن يُطبّق.

وتابع المرقشي "نحن شركاء وليس أتباع...يا دول التحالف  ــ خاصة السعودية والإمارات ــ احذروا من غضب شعب الجبارين شعب الجنوب العظيم ؛ فنحن شركاء,وليس أتباع والحليم تكفيه الإشارة،الّلهم إنّي بلّغت اللهم؛فـ اشهد ".

وتعاقبت البيانات المؤيّدة لـ خطوة انتقاليّ الجنوب ، وكان من ضمنها نجل الرئيس الجنوبي/علي سالم البيض، الذي أشاد ببيان المجلس الانتقالي.

وقال هاني سالم البيض : إنّ "البيان يعبر عن معاناة الشعب الجنوبي وحقه في العيش بـ كرامة ".

وأكّد البيض أنّ "بيان الانتقالي صدى وتعبير  صريح عن معاناة  شعب وحقّه في العيش بـ كرامة وحرية وهوية وسيادة على أرضه ".

 

المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب يؤيّد

وأصدرت أمس ــ السبت ــ رئاسة المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب بيانًا سياسيًا  مهمّـًا ؛ أعلنت فيه دعمها وتأييدها ــ بكل قوّة ــ لمضامين بيان هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، داعيا فروعه في المحافظات والمديريات والمراكز والأحياء في عموم الجنوب إلى المشاركة النّشطة,والفعالة في تنفيذ نصوص هذا البيان في السيطرة على الأرض,وإدارة الجنوب بكل الوسائل المتاحة,والخيارات المناسبة.

وجاء في البيان "يا شعب الجنوب الأبيّ ... يا قيادات وقواعد المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب  يأنصار ومؤيدي المجلس في الداخل والخارج؛ إلى كل المناضلين والوطنيين المخلصين للجنوب , المؤمنين بإرادة شعبه وحريته واستقلاله؛ أينما كنتم وحيث تواجدتم ،إلى كل الجنوبيين الذين تعزّ عليهم كرامة وعزة هذ الشعب العظيم الذي قدم تضحيات جسام من أجل استعادة حقوقه كاملة غير منقوصة ويتوق إلى أن تعود له مكانته ودوره واحترامه بين الأمم الشعوب ــ إليكم جمعيًا ــ عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية السانحة , النادرة التي انتظرها شعبنا بـ فارق الصبر؛مهما كانت التباينات،والخلافات إلى الالتفاف حول المجلس الانتقالي للجنوب الذي تنتهي مهمّته عند تحقيق هدف شعبنا بنيل حريته واستقلاله واستعادة وبناء دولته على كامل ترابه الوطني بالحدود المعترف بها دوليًا قبل 22مايو1990م، لكل جنوبي الحق بعد ذلك  أن يختار البرنامج والطريق الذي يؤديه الشعب ".

وأضاف "إنّ هذه اللحظة المفصلية والتاريخية من نضال شعبنا تحتم علينا جمعيا أن نسمو ونتمثّل قيم شعبنا في التصالح والتسامح وأن نلتقط اللحظة النادرة لـ إنقاذ شعب الجنوب الذي يستحقّ منّا أن نكون عند مستوى التضحيات التي قدمها,وعند مستوى مواجهة التّحديات,والمؤامرات التي تحاك ضدّه,وتضلّ مانعةً لتحقيق تطلعاته وطموحه  لبناء مستقبله وأجياله القادمة".

 

نشطاء مؤيّدون

الصحافي الجنوبي البارز/صلاح السقلديّ قال : إنّ " بيان المجلس الانتقالي الأخير حمل رسالة مبطنة للتحالف العربي " .

وأضاف، في تعليقه على بيان الانتقالي : إنّ "البيان لم يتطرّق إلى العمليات الحربيّة التي تخوضها المقاومة الجنوبية في الشمال".

وتابع : "البيان خلا من المفردات السابقة ؛مثل: انقلابيين وحسم معركة الحديدة, التدخّل القطري الإيراني".

وأردف :إنّه ربّما هذه إشارة مبطنة منه للتحالف من أنّ "الانتقالي" بدأ يضيق ذرعًا من وضع كـ هذا, وأنّه قد يصرف نظره عن أيّ مشاركة عسكرية جنوبية في الشمال في قادم الأيام."

وتابع أنّ البيان أكد  : إنّ المجلس في حِلِّ منٍ أيّة التزامات سابقة مع الشرعية ، وهذا الموقف ــ لأول مرة ــ يعلن عنه المجلس بهذا الوضوح قياساً بحالة التذبذب في الفترة الماضية.

وأشار إلى أنّ البيان دعا التحالف ــ لأول مرة أيضا ــ إلى سرعة العمل على إنهاء الحرب والعمل على حلٍّ عادلٍ يضمن حق الشعبين في الشمال والجنوب.

وعن باقي نقاط البيان ؛ قال السقلديّ : إنّها نقاط مكررة , ومنها والدعوة إلى تغيير الحكومة .

بدوره ؛ قال الإعلاميّ المعروف/عادل اليافعي: إنّ " بيان الانتقاليّ واضح لمن أراد أن يفهم".

وأكّد اليافعي أنّ "من سيعاند قناعته ؛ سـ يقول له الجميع : أعانك الله على أوجاعك".

وأضاف ــ في منشور في صفحته ــ : "بيان الانتقالي واضح لمن أراد أن يفهم ومن عاند قناعته نقول :عانك الله على أوجاعك القادمة وصراخك سيزعجك أنت فقط  ــ ولا أحد سواك ــ ".

من جانبه، أكّد السياسي الكويتي/أنور الرشيد :إنّ "بيان وطريقة المجلس الانتقالي في الدعوة للسّيطرة على المؤسسات الحكومية في مدن الجنوب لم تكن موفّقة.

وقال: إنّ العملية يجب ألّا تكون بهذه الطريقة,وبهذا الأسلوب,وهذه السياسة.

وأضاف بالقول :"إن كان رأي المجلس الانتقالي الزحف الجماهيريّ على مفاصل الدولة؛لفرض شرعية ثورية جماهيرية؛لتجنّب ردود فعل إقليمية ودولية ضدّ المجلس الانتقالي ؛ما كان يجب أن يكون بهذا الأسلوب والسياسة".

وأردف "الرسالة نصف موافقة ونصف رفض ومحاولة لنئي المجلس الانتقالي نفسه عن ما يحصل على الأرض " .

 

ماذا كان ردّ فعل الشرعيين , وزعيم المتمرّدين الحوثيّين؟

وكان مدير تحرير صحيفة "الأمناء"، الصحافيّ / غازي العلوي؛ قال في خبر : إنّ "مصادر وثيقة كشفت لـ"الأمناء" عن طلب وصفته بـ الغريب تقدّم به وزير جنوبي ظهر ــ الخميس ــ لنائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر".

وأضاف " المصادر أوضحت بأنّ وزير النقل/صالح الجبواني ؛ التقى يوم الخميس (أمس الأول) بـ الأحمر في العاصمة السعودية الرّياض مبديًا حرصه الشديد على ضرورة الرّدّ على تصعيد ما أسماه بـ"مجلس التمرّد" في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أعلن التصعيد ضد حكومة الشرعية وتعهد بحماية تظاهرات الغضب التي خرجت للتنديد بفساد الحكومة والمطالبة بـ إقالتها ".

وتابع: "وطبقـًا للمصادر فقد طالب الجبواني الأحمر الضّغط ؛ لـ إصدار قرار بإعلان حالة الطوارئ في المحافظات المحررة,وتجريم الخروج بـ أّيّ تظاهرات ضد الحكومة الشرعية,واستخدام السّلاح ضدّ كلّ من يخالف القرار بـ الإضافة إلى تشكيل مليشيات مسلحة لقمع أيّ تظاهرات,أو أعمال تستهدف مؤسسات الدولة والقيادة الشرعية في العاصمة عدن... وأكدت المصادر في سياق إفادتها لـ"الأمناء" بـ أنّ نائب الرئيس/الأحمر رفض كل هذه المقترحات طالبًا من الوزير الجبواني تأكيد حرصه على بقاء الحكومة بالعودة إلى عدن لممارسة مهام عمله من هناك مؤكدًا بـ أنّ من وصفه بـ الجيش الوطني قادر على إخماد أّيّ تمرّد بـ عدن خلال ساعات .

وكان وزير النقل/صالح الجبواني ؛ أكد في تغريدة له على تويتر :إنّ تصعيد المجلس الانتقالي ضد الحكومة جاء تلبية لرغبة الراعي الممول، وإنّ الشعب سيدافع عن الحكومة؛كونها آخر قلاع اليمن .

وقال الجبواني إنّ "ما يسمى بـ الانتقالي يدعو الناس لـ فعل ما عجز عنه وبيانه ؛ ما هو إلّا تصعيد جديد لإسقاط الحكومة ــ تلبية لرغبة الراعي المموّل ــ ".

وأضاف أنّ "الحكومة آخر قلاع الدفاع عن اليمن ولـ يصحَ من أوهامه ويصحح موقفه من يريد إسقاطها ، لأنّ شعبنا سـ يدافع عنها كـ رمز لسيادته ومشروعه الاتحادي بقيادة القائد الرمز الرئيس/هادي".

بدوره؛أعلن زعيم المتمردين الحوثيين/عبدالملك الحوثيّ ــ الخميس الماضي ــ تأييده الكامل لـ بيان المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال ــ في كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة ــ : إنّ "الاحتجاجات التي دعت إليها قيادات جنوبية ــ حسب قوله ــ في المحافظات الجنوبية تعد خطوة مهمّة وركيزة أساسية في تحريرها من العدوان" حسب قوله.

وأضاف إنّ "هذه هي الخطوة المفترضة التي يجب أن يقوم بها كل مواطن يمني حر في المحافظات التي قال : إنّها تحت الاحتلال".

وركز عبدالملك الحوثي في كلمته على المعاناة الاقتصادية في المحافظات المحررة قائلا " انظروا ماذا قدم لكم الأجنبي وتنتظركم أشياء أشد وأفزع حسب قوله. كما دعا الحوثي من أسماهم بالأحرار في المحافظات الجنوبية إلى الانتفاضة الواسعة ضدّ ما أسماها الشرعية,وحكومتها التي وصفها بأنّها رهينة لدول التحالف حسب قوله. وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد دعا أنصاره ومسلحيه أمس الأربعاء إلى الخروج في المحافظات الجنوبية والسيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة.

 

إعلان تمرّدٍ

ورغم موجة التأييد والاتيارح التي قابل بها الجنوبيون إعلان مجلسهم الانتقالي، إلاّ أنّ هناك بعض الأطراف التي لم ترَ في البيان أكثر من "إعلان تمرّد"، وفق تعبير القياديّ الحوثي المنشقّ/علي البخيتي ؛ الذي علّق قائلًا :إنّ "بيان المجلس الانتقالي الجنوبي إعلان انقلاب كامل الأركان مشابه للإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون".

وأضاف ــ في تغريدة في تويترــ "بيان المجلس الانتقالي الجنوبي إعلان انقلابي كامل الأركان مشابه للإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون؛ كما أنّ الدّعوة للتمرّد المسلح والسيطرة على المؤسسات الحكومية ــ بالأخص الإيرادية ــ يعدّ عمل خطير سيؤدّي إلى حرب داخل المحافظات الجنوبية,وسيل من الدماء وفوضىً عارمة".

وتابع البخيتي؛ “كما أنّ الدّعوة للتمرد المسلح والسيطرة على المؤسسات الحكومية  ــ بالأخص الإيرادية ــ يعد عملًا خطيرًا سيؤدي إلى حرب داخل المحافظات الجنوبية,وسيل من الدماء وفوضى عارمة”، وهو ما ردت عليه النّاشطة /حنان محمد فارع؛بقولها “:المجلس الانتقالي الجنوبي؛سيبقى الرقم الصعب في زمن التنازلات والتناقضات، لأنّه يمثّل قضية شعب,ووطن منهوب,ومحاولة النّيل منه؛حمق,وسفاهة عقل”.

 

بن دغر يحذّر من الشّغب

وفي أوّل تعليق رسمي، من الحكومة اليمنية، على البيان الصادر عن المجلس الانتقالي؛حذر رئيس الوزراء/أحمد عبيد بن دغر ؛من "أيّ أعمال شغبٍ من شأنها الإضرار بـ أمن الوطن ووحدته، وأمن وسلامة المواطن اليمني".

ودعا بن دغر ــ في تغريدة عبر حسابه بموقع تويترــ "كل الجماهير إلى رفض كل دعوات الفوضى والتمزق والتقسيم، والأعمال التخريبية والفوضوية والدعوات المناطقية، التي يدعو لها البعض لتقويض الدولة ومساعي تطبيع الحياة".

وقال "نحذّر من أّيّ أعمال شغب من شأنها الإضرار بـ أمن الوطن ووحدته، وأمن,وسلامة المواطن اليمني،والدعوة لكلّ الجماهير إلى رفض كلّ دعوات الفوضى والتمزّق والتقسيم، والأعمال التخريبيّة والفوضويّة والدعوات المناطقيّة، التي يدعو لها البعض لتقويض الدولة ومساعي تطبيع الحياة".

يذكر أنّ بيان المجلس الانتقالي الجنوبي، جاء في وقت تشهد فيه مدن الجنوب، وتحديدًا العاصمة عدن اعتصامات وتظاهرات، احتجاجًا على انهيار العملة، وغلاء المعيشة.



شارك برأيك