آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:05:14:04
تقرير لـ"الأمناء" يتناول دلالات توقيت لقاء الرئيس الزبيدي مع قناتيّ الحدث والعربية والرسائل التي وجهها
("الأمناء" تقرير/ عـــلاء عـــادل حـــنش :)

كيف تعاطى الإعلام العربي والدولي مع اللقاء؟

ما القضايا الهامة والجوهرية التي أثارها الرئيس القائد؟

ما الخيارات الثلاثة المطروحة للحل في الجنوب؟

الرئيس الزبيدي: لسنا بحفلة زفاف لنختار توقيت الإعلان عن مشروعنا

سنسير مع التحالف حتى تتحقق أهدافه وهذا عهد قطعناه على أنفسنا

مشروعنا الجنوبي واضح ولن نتراجع عنه

بعد الإعلان عن أن هناك لقاءً خاصًا للرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي - رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية - على قناتيّ الحدث والعربية السعوديتين مع المذيعة اللبنانية كريستيان بيسري، مساء الخميس المنصرم، تسمر الجنوبيون والعرب لمشاهدة اللقاء؛ لما يحظى به الرئيس الزُبيدي من مكانة لدى أبناء الجنوب قاطبة، والعرب بشكل عام؛ كون الرجل لا يتحدث إلا بصدق وشفافية بعيدًا عن مناورات بعض المسؤولين، وعن الالتفاف بالإجابات التي يجيدها بعض الرؤساء والمسؤولين.

 

رسائل دبلوماسية

وظهر الرئيس الزُبيدي، في لقائه، واثقًا شامخًا، واضعًا علم الجنوب في صدره وخلفه، بشكل بارز، إلى جانب شعار المجلس الانتقالي الجنوبي، الحامل الشرعي لقضية أبناء الجنوب.

إلى جانب ذلك، وضع الرئيس الزُبيدي خلفه مكتبة تحمل عديد الكتب كان أبرزها الكتاب الذي يحمل خارطة دولة الجنوب، في إشارة منه إلى أن استعادة دولة الجنوب أمرًا لا مناص منه، ولا مفر منه، وعلى العالم إدراك ذلك، حيث اعتبر سياسيون تلك الأمور رسائل دبلوماسية موجهها إلى العالم العربي والدولي.

 

تفاصيل اللقاء

وفي تفاصيل لقاء الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، مع الحدث، أكد الرئيس أن طبيعة دولة الجنوب المنشودة بعد انتهاء الحرب يحددها الجنوبيون عبر الاستفتاء، فشعب الجنوب هو وحده من يقرر مصيره ومستقبله السياسي.

وقال: "المشروع الجنوبي واضح ومن حقنا أن نعلنه في أي وقت نراه مناسبا، ونحن الآن على العهد بالمضي إلى جانب التحالف العربي لتحقيق أهدافه".

وأضاف: "رؤية الانتقالي السياسية تتمحور في ثلاثة خيارات على الطاولة تطرح للاستفتاء على شعب الجنوب: خيار العودة إلى ما قبل 1990م، بحدودها المتعارف عليها، وخيار دولة اتحادية كل يحكم نفسه، وبقاء الوحدة، وشعب الجنوب يحدد خياره ويقرر مصيره ومستقبله السياسي، فهو صاحب القرار الأول والأخير في هذه المسألة".

وطالب الرئيس الزُبيدي المجتمع الدولي بإدراج الحوثيين ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن الحوثي ذراع إيران بالمنطقة بات يهدد أمن واستقرار المنطقة، ولا بد من موقف دولي جاد وحازم يوقف تعديهم وممارساتهم.

وشكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على مواقفهم الراسخة لحفظ الأمن والاستقرار وتعزيز جهود مجابهة المد الحوثي الإيراني.

وبيّن الرئيس أن المجلس قدم خطة للتحالف العربي لنقل كافة القوات العسكرية إلى جبهات التصدي للحوثي، لكن هناك قوى في إطار منظومة الشرعية ترفض وتمانع ذلك، موضحًا أن الإخوان يحبطون كل جهود التحالف لمواجهة الحوثي، أو الاستقرار بمحافظات الجنوب المحررة، وعلى رأس تلك المنظومة نائب الرئيس على محسن الأحمر.

 

سؤال سخيف وإجابة ساحقة

وعند سؤال مذيعة قناة الحدث للرئيس الزُبيدي بقولها (البعض اتهمكم أنكم لا تتقنون اختيار التوقيت المناسب لتنفيذ مشروعكم؟)، فكانت إجابة الرئيس الزُبيدي بثقة: "نحن لدينا مشروع وطني، مشروع أرض وإنسان، ولسنا في حفلة زواج، أو حفلة رأس سنة لنعلن اختيار الوقت المناسب.. مشروعنا الوطني نحن من يحدده، وشعبنا هو من يحدد مسار مشروعنا الوطني، ونحن نُعبر عن تطلعات شعب الجنوب، ولولا المشروع العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لقمنا بإعلان مشروعنا بشكل مباشر، وأمام الملأ، ولكننا سنسير مع المشروع العربي حتى ينتهي ذراع إيران باليمن (مليشيا الحوثي)، وهذا عهد قطعناه على أنفسنا".

مراقبون اعتبروا أن سؤال المذيعة كان سخيفًا، لكن إجابة الرئيس الزُبيدي كانت ساحقة، وقد أجاب الرئيس إجابة صادقة وصريحة، حد وصفهم.

 

دهاء وحنكة

وأكد مراقبون سياسيون أن "الرئيس الزُبيدي استطاع، بدهاء وحنكة سياسية ودبلوماسية عالية، الوصول بقضية الجنوب العادلة إلى العُمق الخليجي والعربي، بل والدولي، وفرضها كقضية أساسية لا مفر منها".

وأضافوا: "بل أن الرئيس الزبيدي جعل العرب يدركون أن حل قضية الجنوب لن يكون إلا بما أراده شعب الجنوب، والأخير لن يقبل بأي حلول ترقيعية، بل استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة هو الحل الأنسب، وغير القابل لأي نقاشات".

 

اللبنة الأولى

مراقبون أكدوا أن "تصريحات الرئيس الزُبيدي لقناة الحدث، عكست الاستراتيجية الحكيمة والواعية والراسخة التي يتبعها الانتقالي". مشيرين إلى أن "استراتيجية الانتقالي تمضي نحو تحقيق حلم استعادة الدولة وفك الارتباط باعتباره رغبة شعبية جنوبية، وهي الغاية التي ينشدها المواطنون وتتحرك من أجلها القيادة السياسية".

واضافوا: "تأكيدًا وترسيخًا لذلك، لا يُفوّت قيادات الانتقالي بقيادة الرئيس الزُبيدي مناسبة إلا ويتم التأكيد على أنّ الغاية المطلوبة هي استعادة الدولة، وفقًا للخيار الشعبي الديمقراطي".

وتابعوا: "طرح الاستفتاء على استعادة دولة الجنوب هو عملية سياسية بشكل أو بآخر، فإنّ مصدر هذا التوجه هو قوة شعب الجنوب نفسه، وهو أمرٌ أكّد عليه الرئيس الزُبيدي بقوله إنّ شعب الجنوب يحسم مصيره باستفتاء، وأن موقف المجتمع الدولي لا يعد بديلا عن قرار شعب الجنوب، ما يعني ذلك أنّ أي عملية سياسية يكون قوامها منح الجنوبيين حرية تحديد مصيرهم ورسم معالم مستقبلهم، أمرٌ سيتم تشكيله من داخل الجنوب، وهذا يعني أنّ القيادة السياسية لن تسمح بأي محاولات خارجية للنيل من حرية وحق تمكين الجنوبيين من تحديد مصيرهم".

واستطردوا: "السياسة التي يعبّر عنها الرئيس الزُبيدي مرتبطة بالمرحلة الحالية بأن يكون الجنوب حاضرًا وغير مُهمَّش كما يسعى خصومه دائمًا، وهذا محور آخر أكّده الرئيس عندما قال إنّ الجنوب يذهب إلى طاولة المفاوضات بموقف قوة". مشيرين إلى أن: "قوة الجنوب التي تحدّث عنها الرئيس الزُبيدي تُترجم أولًا في حضور عادل على طاولة المفاوضات وليس تمثيلًا لمجرد التمثيل الصوري الذي لن يفيد قضية الجنوب بشيء، وإشراك الجنوب في مفاوضات الحل السياسي الشامل أمرٌ نصّ عليه اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر 2019م، وهذا الحق الجنوبي يتعرض لمحاولات تهميش تجريها الشرعية الإخوانية في محاولة لعرقلة أي مشاركة للجنوب بمفاوضات مستقبلية".

وأكدوا أن: "تمسك الانتقالي بالحضور على مائدة المفاوضات، والتعهد والتأكيد على أنّ ذلك الحضور سيكون من منطلق القوة، يعني أنّ مستقبلًا مشرقًا ينتظر تطلعات الجنوبيين نحو استعادة دولتهم".

 

مصير مشترك

سياسيون اعتبروا أن: "تصريحات الرئيس الزُبيدي رسّخت حجم الشراكة التي تجمع الجنوب والتحالف، وهي شراكة معزّزة للأمن القومي العربي".

وأضافوا: "تأكيد الرئيس الزُبيدي أنّ القوات المسلحة الجنوبية هي الأكثر نجاعة بمكافحة الإرهاب الحوثي، وأنّ الجنوب ملتزم بمسار اتفاق الرياض خلافًا للممارسات العدائية من قِبل الشرعية الإخوانية، يضع العالم أمام الحقيقة". مؤكدين أن: "تصريحات الرئيس الزُبيدي ترسم إطارًا للسياسات الاستراتيجية التي تجمع بين الجنوب والتحالف، وترسخ مفهومًا ثابتًا حول الهدف الواحد والمصير المشترك الذي يجمعهما".

واشاروا إلى أن: "مفهوم الهدف الواحد والمصير المشترك ترسّخ جديًّا فيما شهدته شبوة الجنوبية ومأرب اليمنية، عندما نجحت قوات العمالقة الجنوبية بدحر الحوثي، بدعم وإسناد من قبل التحالف، حيث يرسخ نموذج مكافحة الإرهاب من قِبل الجنوب والتحالف بالفترة الأخيرة، لمرحلة جديدة تتضمن تكثيف العمليات العسكرية على الحوثي بشكل استباقي، ومن منطلق هجومي مفاجئ بما يساهم بدحره".

ويعتقد السياسيون أن "ترابط الجنوب والتحالف يُمثّل اللبنة الرئيسية في إطار مكافحة الإرهاب الحوثي، وتُعوَّل الآمال على هذا الترابط لتفكيك الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي، وكذا مواجهة تبعات السياسات التآمرية التي تتبعها شرعية الإخوان". مؤكدين أن "حسم الحرب سريعًا ودحر المخاطر المحيطة بها أمر يستلزم ضرورة تعزيز الترابط بين الجنوب والتحالف، منعًا لأي تحركات إخوانية - حوثية، من شأنها اطالة أمد الحرب".

كما قالوا إن "شراكة الجنوب والتحالف تمثّل أحد معالم الاستراتيجية الراسخة التي يتبعها الانتقالي، وهي شراكة تتجسد على الصعيدين السياسي والعسكري بما يعزّز آمال استئصال إرهاب الحوثي".

وأضافوا: "الرئيس الزُبيدي جدّد التأكيد على هذه الشراكة من خلال التعبير عن أدلة عملية لهذه الشراكة، إذ قال في مقابلة مع الحدث إن القوات المسلحة الجنوبية منتشرة على الجبهات من الساحل الغربي حتى شبوة، كما أشار إلى أن القوات الجنوبية الأكثر فعالية على الأرض، متطلعا إلى إنهاء الوجود الحوثي بشكل كامل.. تصريح الرئيس الزُبيدي يجدّد التأكيد أنّ الجنوب هو الطرف الفاعل بمكافحة إرهاب الحوثي، انخراطًا من قِبله إلى جانب المشروع القومي العربي الذي يستهدف تحصين المنطقة من خطر وإرهاب الحوثي".

وتابعوا: "يأتي ذلك بوقت تتحقق فيه انتصارات ملحمية للقوات المسلحة الجنوبية التي دحرت مليشيا الحوثي بشبوة أفضت لتحرير مديريات بيحان والعين وعسيلان، ثم تمدّدت لمأرب اليمنية للقضاء على الحوثي، وهذه الجهود جعلت الجنوب أكثر طرف في إطار مكافحة الإرهاب، وبرهنت أنّه الحليف الأقرب والأكثر ثقة لدى التحالف لدحر مشروع الحوثي".

وأكملوا: "أظهرت التطورات العسكرية الأخيرة أنّ التعويل سيظل منصبًا على القوات المسلحة الجنوبية بمكافحة الإرهاب الحوثي، والدليل حجم التنسيق الآخذ بالتمدد بين الجنوب والتحالف وسط غياب تام لشرعية الإخوان عن المشهد بعد تخادمها مع الحوثي".

 

تحذيرات الرئيس

على الصعيد السياسي، أكد السياسيون أن "الجنوب برهن على شراكته مع التحالف عبر التزامه بمسار اتفاق الرياض وتحديدًا فيما يتعلق بالشق العسكري، وهو ما أكّده الرئيس الزُبيدي بإنجاز الانتقالي غالبية الشق العسكري، على عكس موقف شرعية الإخوان، محذرًا من أنّ عدم تطبيق اتفاق الرياض بعراقيل تفرضها شرعية الإخوان يخدم الحوثي".

وأضافوا: "اتفاق الرياض الذي وُقِّع قبل أكثر من عامين لا يزال يراوح مكانه بفعل خروقات إخوانية متواصلة تطال الشق العسكري الذي يستهدف ضبط بوصلة الحرب ضد الحوثي".

وأشاروا إلى أن "عراقيل الشرعية للمسار العسكري جزءٌ رئيسٌ من تخادمها المشبوه مع مليشيا الحوثي، وهذا الأمر يتم من خلال رفض الشرعية مغادرة محافظات الجنوب والتوجه نحو محاربة الحوثي، فيما تعمل بذات الوقت على تحريك عناصرها الإرهابية لمعاداة الجنوب وشعبه وتهديد أمنه".

وأكدوا أن "تحذير الرئيس الزُبيدي يُخلي مسؤولية الانتقالي عن فشل مسار الاتفاق، ويستلزم ضرورة ممارسة الضغوط على شرعية الإخوان لدفعها نحو الالتزام بالاتفاق". مشيرين إلى أن: "ضبط مسار اتفاق الرياض وإلزام الشرعية بتنفيذ شقه العسكري سيوقف عمليات تسليم المديريات للحوثي كما حدث بشبوة".







شارك برأيك