آخر تحديث :الاحد 26 مايو 2024 - الساعة:02:30:36
ما بين بن دغر والخبجي
عادل العبيدي

الاحد 16 مايو 2020 - الساعة:20:44:33

الرجلان من الجنوب ، لا ينكر أيا منا جنوبيتهما ، لكن  بين الرجلان ثمة أشياء ومعادن ومواقف وموالاة جعلت كلا منهما يختلف عن الآخر ، أحدهما يتنفس الحرية للجنوب ، بينما الآخر لا يرى في الجنوب غير قطعة أرض غنية بالثروة مستباحة يجب ضمها للشمال  ولو بفعل الاحتلال العسكري ، الرجلان هما المختاران لرئاسة اللجنة المشتركة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض بين الانتقالي والشرعية ، الخبجي عن الطرف الجنوبي  وبن دغر عن  الطرف الشمالي .

 فرق الاختلاف بين الرجلين يعود إلى ما بعد اجتياح القوات الشمالية للجنوب ، تلك الفترة التي فيها عمل نظام صنعاء على تهميش الجنوب ، على إلغاء هويته ، على نهب ثرواته ، على طمس ندية شراكته في التوقيع على اتفاق ما سمي بالوحدة اليمنية كدولة مستقلة معترف بها دوليا ، وقد تجلى ذلك الفرق بين الرجلين واضحا اليوم من خلال تولي كل منهما مهمة رئاسة اللجنة المشتركة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض .

جنوبية بن دغر لم تأصل فيه مشاعر الحب والوطنية وفخر الانتماء إلى وطن ودولة الجنوب المستقلة ، ولم تحسسه بالغضب لما طال الجنوب أرض وشعب من نهب واستحواذ وجرائم وتطفيش وتسريح وإقصاء ، وأن هناك حق جنوبي يجب إعادته إلى شعبه ، بل أنه استغل جنوبيته أبشع استغلال وهي الشرعنة للاحتلال الشمالي وتواجد قواته على أرض الجنوب ، مازال كما هو لم يعتبر من  إقالته وإحالته إلى التحقيق ، فمن تلك الحالة المهانة المخزية فقد جدد بن دغر  ظهوره علينا وهو مطيع الأنقياد للسيد الزيدي ، يجر من رقبته نحو مهمة عبودية جديدة ، كان المفروض أن يتولاها شخصية شمالية ، وهي رئاسة اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض عن الطرف الشمالي ، ليكون بن دغر هو الجنوبي المحاور المفاوض لصالح الطرف الشمالي ، وهو في ذلك يسعى إلى إعادة وترسيخ الاحتلال الشمالي على أرض الجنوب  .

جنوبية الخبجي كانت غير جنوبية بن دغر ، ففي الخبجي تأصلت مشاعر الوطنية وحب الانتماء إلى الجنوب ، لتكون هي قوة وعزيمة الخبجي نحو النضال والفداء والتضحية ، لهذا ومن خلال ثبات الخبجي في كل مراحل النضال الجنوبي استحق وعن جدارة رئاسة  اللجنة المشتركة عن الطرف الجنوبي لتنفيذ بنود اتفاق الرياض ، التي من خلالها يسعى  إلى استعادة دولة الجنوب ، وأن تكون الثروة بيد الشعب الجنوبي وهو المستفيد منها ، وأن تكون السيادة له دون غيره .

 المؤكد أن الوطنية عند بن دغر ليست بمفهومها الحقيقي ، وغير مستقرة ، لهذا فأن محاكاة بن دغر نفسه لنفسه عن مسمياته ، الحفاظ على الوحدة اليمنية ، الدولة الاتحادية ، الأقاليم الستة ، مخرجات الحوار الوطني ماهي إلا أوهام وخيالات ، وتاريخه خير شاهد على تقلب مبادئه ومواقفه السياسية .

مواقف الرجلين تجاه القضية الجنوبية جعلت لكل منهما وضعه ومكانته الخاصة في نظر الشعب الجنوبي ، الذي  يرى في بن دغر بالجنوبي الخائن بينما يرى في الخبجي بالبطل المناضل .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل