آخر تحديث :السبت 18 مايو 2024 - الساعة:23:39:33
ليس لكم وطن غير الشمال
عادل العبيدي

السبت 27 مايو 2019 - الساعة:11:48:33

سبق وبحّت حناجرنا وجفّ حبر أقلامنا من كثر نصحنا لحزب الإصلاح ولكل شخصية شمالية هربت من الحوثي إلى الرياض وقطر وتركيا، أن ليس لكم إلا وطنكم الشمال والدفاع عنه وتقديم التضحيات لأجله، وحاوِلوا أن تستغلوا المواقف الإنسانية لشعب الجنوب وقوات مقاومته ودعم دول التحالف العربي لكم في الوقوف إلى جانبكم بحربكم ضد الحوثي ومساعدتكم في العودة إلى وطنكم الشمال الذي ليس لكم إلا هو، فقط اتركوا الجنوب وشأنه واتركوا أهله يحددون مصيرهم بأنفسهم، إلا أنكم لم تنصاعوا لنصائحنا وركبتم عقولكم وأصريتم إلا أن تمارسوا همجيتكم وإرهابكم وخبثكم وفسادكم في وطننا الجنوب فكان لكم ما كان من الهزائم والخزي والذل والمهانة.

الفرصة مازالت تلوح نحوكم مرة أخرى  للأخذ بيدكم ومساعدتكم في ردكم إلى وطنكم الشمال، ولكنها في رمقها الأخير التي هي (اتفاق الرياض) وإذا لم تتداركوا أنفسكم في النجاة بها باستغلالكم هذا الرمق المتبقي من خلال تنفيذكم وبنية صادقة لبنوده، فإنها ستكون نهايتكم، وعليكم ستقطع كل الطرق وستضيع كل الآمال في عودتكم إلى وطنكم الشمال، كونكم بعدها لن تجدوا من يمسك بأيديكم في مساعدتكم، ولن يصدقكم أو يسمع لصوتكم أحد، ولا تدرون بأنفسكم  إلا وأنتم خارج الحلبة السياسية اليمنية بعد أن تكون الأمور قد سارت إلى تسوياتها بعيدة عنكم وتغييبكم منها بسبب عنادكم وتجبركم وتكبركم عن الحق الذي جعلكم تسبحون في حلم السيطرة على الجنوب ليكون لكم وطنا بدلا عن الشمال، وهذا مستحيل عنكم أن تنالوه مرة ثانية.

 من خلال النظر إلى بدايتكم الشريرة المخادعة وانحرافكم عن الالتزام في تنفيذ البنود الأولى من اتفاق الرياض كرفضكم صرف الرواتب المستحقة للعسكريين الجنوبيين ومماطلتكم لهم، وخروقاتكم في استقدام عناصر إرهابية إلى عدن كأمجد خالد وحشد قوات من مأرب إلى شبوة، تدل على أنكم لم تعتبروا مما حصل لكم، وأنكم لا تريدون أن تساعدوا أنفسكم في العودة إلى وطنكم الشمال، لا ندري هل هذا غباء منكم أم هو استدراج من الله سبحانه وتعالى لكم حتى يكون هلاككم ونهايتكم في أرض الجنوب جزاء ما اقترفتموه فيها من نهب وسلب وتقييد للحريات وجرائم يشيب منها رأس الولدان.

اتفاق الرياض يعد دوليا ، لا يسمح لكم بتجاوزه، وورقتكم في تهديد السعودية أنكم ستعلنون تحالفكم السري مع الحوثي ضدها، السعودية نفسها قد بللت هذه الورقة ولم يعد بمقدوركم استخدامها من خلال عزمها التحاور مع الحوثي وإنهاء الحرب، وستكونون أنتم فقط المنبوذين شمالا وجنوبا وإقليميا وعالميا، ليس أمامكم خيار غير تنفيذ بنود اتفاق الرياض بحذافيره عسى تستطيعون من خلاله العودة إلى وطنكم الشمال، أما الجنوب فالأصابع قابضة على الزناد.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص