الاربعاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00
يبدو أن بن دغر لم يتعظّ مما جرى لرئيسه المصروع "علي عبدالله صالح" من نهاية، كان (لصالح) السبب الأكبر في أن تكون كذلك ، كنتيجة لأعماله التي اقترفها بحق الآخرين .
وعلى بن دغر أن يعرف أنّ استمراره في أي أعمال مضرة تمس الجنوبيين في أمنهم ومعيشتهم وخدماتهم وقضيتهم ، أو التي من خلالها يحاول السيطرة على عاصمة الجنوب (عدن) والاستقواء على المقاومة الجنوبية، لا يكون من شأنها إلا إضعاف الجبهات التي فيها تقاتل المقاومة الجنوبية بكل قوة وشراسة ، خاصة جبهات الساحل الغربي التي تحققت فيها انتصارات كبيرة بطرد قوات الحوثي منها و تحريرها ، بمعنى أن أي أعمال تآمرية من بن دغر ضد الجنوبيين في عدن ، تعتبر بمثابة تقديم خدمات للحوثيين أن يصمدوا في جبهات الشمال ، لأن المقاومة الجنوبية حينها سيكون لها شأن آخر مع بن دغر ومع من يريد أن يقوّيهم على الجنوبيين .
تكون الأفكار شيطانية متى ما كان صاحبها ينوي من خلالها التعمّد في الإضرار بالآخرين ، في دمائهم وحرياتهم وفي حقوقهم وأوطانهم، ولأننا لا نعلم غيب أفكار الآخرين ، إلا أنه ومن خلال بعض التصرفات والسلوكيات والأقاويل - يراودنا الشك في مرادها - قد يكون بن دغر يحاول هذه الأيام أن يستقوي على الجنوبيين مقاومةً وقضيةً ، و سياسةً ، مستشعرا أنها فرصته وقد جاءت إلى عنده ، مستغلا ذهاب (صالح) وإلى الأبد ، ونزوح كوادر حزبه وقادة جيشه وعساكره من بعده إلى عدن ، مع من نزحت من الأسر المستحقة أن نفتح لها قلوبنا وبيوتنا وجنوبنا ، وأيضاً مستغلاً تحالف دول التحالف مع قوى الصريع (صالح)، حزب المؤتمر وقوات الحرس الجمهوري .
فهو - أي بن دغر- يحاول أن يتقوى على الجنوبيين من خلال اهتمامه الغير عادي في ترتيب أوضاع كوادر وأعضاء المؤتمر، وقادة وعساكر الحرس الجمهوري والأمن القومي ، الذين هربوا إلى عدن ، والإعداد الجيد في لملمة كيانهم من جديد ، ليجعلهم قوة فاعلة في يده ، يستخدمهم في الضغط على الجنوبيين سياسياً و عسكرياً ، وخاصة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي ومقاومته ، على اعتبار أن الجنوبيين لا يستطيعون في هذه المرة أن يمنعوه أو يقيدوه عن ما يراود مخيلته في تحقيق ذلك ، وأن هذه الترِكة التي خلفها صالح والتي جاءت إلى عنده على طبق من ذهب ، لم تعد هي تلك القوة التي كانت في عداء وحرب مع دول التحالف العربي ، وإنما هي اليوم قد صارت جزءاً لا يتجزأ من التحالف في حربه ضد الحوثي ، وأي اعتراض أو رفض من الجنوبيين عليها وعلى ما يوليها من اهتمام في ترتيب أوضاعهم الوظيفية والسياسية و العسكرية والاجتماعية، وخاصة إذا كان الاعتراض أو الرفض من المجلس الانتقالي الجنوبي ، فإن ذلك ما يريده بن دغر مما يبطنه ، مكيفا ذلك أمام دول التحالف العربي ، كذباً وزوراً كما هو عهد الإخوان والشرعية، أن الانتقالي الجنوبي مع الحوثي وإيران وضد التحالف العربي .
ونحن بدورنا وفي هذا المقال نحاول أن يوصل هذا المقال إلى بن دغر ، كنصيحة له حتى يبتعد نهائياً عما يدور في رأسه من أفكار شيطانية - إذا كان فعلاً قد اعتمدها في رأسه - كمحاولة منه للقضاء على الانتقالي الجنوبي ومقاومته الباسلة ، وخدع التحالف فيما يظهره عنهما من صور زائفة أمامها .
نقول لك يا بن دغر : " عليك أن تتعظ وتعتبر مما حدث لرئيسك (صالح) ، ومن يدري قد تكون آخر نقلة لك تنتقل إليها هي الشرعية ؟! ، فمنها حاول أن تلعبها صح مع أهلك ووطنك (الجنوب) ، ولا تتبع الشيطان في الإساءة إليهم ، وخذ من شيم أخلاقهم في عفوهم وتسامحهم وعلوهم عن الدناءات و المحقرات. ها هم اليوم يفتحون قلوبهم وبيوتهم ووطنهم للأسر النازحة من صنعاء ، بمن فيهم كوادر حزبك وقادة الجيش ممن كنا نطلق عليهم المحتلين وقتلة الجنوبيين ! ، إنها السماحة والثقة بالنفس .. بل ها هم اليوم أبناء الجنوب يقاتلون إلى جانب قوات الشرعية الممثلة بالإصلاح و المؤتمر ، لتحرير وطنهم (الجمهورية العربية اليمنية) من قبضة الحوثي وجبروته وسيطرته، إنها النظرة الصائبة والعقيدة السليمة، إن الحوثيين أعداؤنا جميعا ، نحن وهم ، و يكون ذلك وفق أن الشمال لأبنائه، وأن الجنوب لأبنائه ، مسلماً به عند جميع القوى الشمالية و الجنوبية .
أعتقد يا بن دغر أن مثل رجال الجنوب هؤلاء بشجاعتهم وأخلاقهم وبشدة تمسكهم بحقهم ودينهم ، والله معهم ، لن يتركوك تنفذ مشاريعك الشريرة فيهم ، وأمامهم لن تستطيع أن تقوي كيدك ومكرك ، ولن يصدقك أحد و ما عليك إلا أن تترك وتتخلى عن كل أفكارك الشيطانية التي تحاول بها الاستقواء عليهم " .
