آخر تحديث :الجمعة 17 مايو 2024 - الساعة:01:26:35
المتقاعدون في بلادنا اليوم وعذاب البريد
محمد سعيد الزعبلي

الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

من المعروف بأن المتقاعدين المدنيين والعسكريين والأمنيين المسنين الذين بلغوا من الكبر عتياً في بلادنا اليوم هم شباب الأمس الذي كان الوطن يعتمد عليهم في جميع مؤسسات الدولة ومرافقها وأجهزتها الإدارية المدنية والعسكرية والأمنية المختلفة، وهم من بذل طاقات شبابهم  في خدمة هذا الوطن وأداروا أعمالهم ونفذوا مهامهم الموكلة إليهم بكل كفاءة وأمانة وإخلاص كلاً في موقعه، وهو ما كان يجب اليوم على الدولة أو  من يقوم بمقامها تكريمهم والاهتمام بهم تقديراً لما قدموه وبذلوه في خدمة وطنهم كما تفعل بعض الدول الأخرى التي تحترم الإنسان وحقوقه في الحياة مع متقاعديها في تقديم الاهتمام والعناية والرعاية الصحية لهم وقيام الرحلات الترفيهية الفصلية والسنوية الداخلية منها والخارجية وغير ذلك من الاهتمام، فسلاماً على من هم كذلك. أما حال المتقاعدين في بلادنا وللأسف الشديد فهم في نظر أولياء الأمر كنفايات يرمى بها إلى براميل القمامة وكأنهم ليسوا  من بني البشر!!.. حسبنا الله ونعم الوكيل..

عزيزي القارئ.. قد تصاب بالحسرة والألم حينما تشاهد أولئك المتقاعدين المسنين في مكاتب البريد للبحث عن رواتبهم الضئيلة وفي طوابير طويلة يوماً بعد يوم وأسابيع وشهور نظراً لعدم وجود سيولة كما يقول أصحاب البريد ،وفي حالة وصول السيولة إلى هذا أو ذاك البريد يأتون حمران العيون من السماسرة الشباب المعضلين ليقف كل اثنين أو ثلاثة منهم في مقدمة الطابور وبالتنسيق مع الصراف طبعاً باعتبار الفساد مشترك بينهم ليقوموا بعملية السمسرة عيني عينك باستخراج رواتب أناس ليسوا في الطابور ومقابل ألفين إلى ثلاثة ألف ريال على كل شخص للشهر الواحد!! وأصحاب الطابور محلك سر ! ويا فصيح لمن تصيح فلا حياة لمن تنادي!! هذا هو حال المتقاعدين اليوم في بلادنا وعذاب مكاتب البريد في عدن التي باتت وكراً للفساد والسمسرة والفوضة والبلطجة وقلة الحياء دون حسيب ولا رقيب ولا خوف من الله ولا من خلقه .. وهكذا توصل الأمور حينما تموت الضمائر وتفسد الأخلاق والله على ما نقول شهيد ..

                                                                                                

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص