آخر تحديث :الجمعة 17 مايو 2024 - الساعة:01:26:35
لقد حان الوقت لفتح المجال أمام وكلاء الاستيراد من تجار الجنوب..
محمد سعيد الزعبلي

الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

ما من شك إذ نقول بأن الاحتلال اليمني قد عمل طيلة رُبع قرن من الزمن على مصادرة كافة الحقوق على أبناء الجنوب في جميع المجالات الحياتية المختلفة والتي يعلمها الجميع من أبناء شعبنا في الجنوب ، ولكن دعوني أتناول واحدة من تلكم الحقوق المصادرة في سياق موضوعي هذا.. ألا وهي (الوكالات التجارية للاستيراد) التي تم احتكارها من قبل التجار الشماليين ومنع التجار الجنوبيين منها بطريقة إقصائية ممنهجة وبتوجيهات عليا من رأس هرم نظام الاحتلال اليمني ، حيث بات في صنعاء يُطلق على كبار تجار الاستيراد بـ(الملوك) حيث يقول أي تاجر من تجار الجملة حينما يكون بحاجة إلى شراء كمية من السكر سأذهب إلى (ملك السكر) وهو المسمى (الحباري) الوكيل الوحيد لاستيراد السكر ، أو يقول سأذهب إلى (ملك القمح) وهو المسمى (فاهم وأولاده) الوكيل الوحيد لاستيراد القمح .. واليوم من خلال أزمات المشتقات  النفطية في الجنوب عرفنا بأن هناك (ملك المشتقات النفطية) وهو المسمى (العيسي) ، وهناك ملوك آخرون لم تظهر أسمائهم على الشاشة بعد ، ولتلك الأسباب الاحتكارية للاستيراد نجد اليوم أن مجمل السلع الضرورية ومنها (الأدوية) على سبيل المثال غير متوفرة في صيدليات محافظة عدن والجنوب عامة وعندما تسأل : لماذا لا يوجد الدواء الفلاني؟! يجيبون علنك أن :( الوكيل في صنعاء ..وصنعاء فيها حرب! ) وهذا ما يجعلنا أمام مفارقة عجيبة وغريبة ، وهو ما يقودنا إلى طرح بعض التساؤلات : هل ما زالت سياسة علي عبدالله صالح هي التي تدير الجنوب؟ وعبر مَن؟ ومن خلال مَن؟  أم أن هناك إهمال متعمد لعدم إحداث أي تغيير إيجابي في الجنوب؟

إننا وبعد كل التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا في الجنوب وبعد تحرير عدن وعدد من محافظات الجنوب فإنه لن يقبل شعبنا في الجنوب بعد اليوم ممارسة أي نوع من أنواع سياسة الاحتلال اليمني في شتى مناحي الحياة ، ولذلك نطالب من سيادة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بتوجيه حكومة بن دغر لاتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة بشأن ما أسلفنا ذكره. لقد حان الوقت لفتح المجال أمام وكلاء الاستيراد من تجار الجنوب لاستيراد كافة متطلبات شعبنا من جميع السلع والمواد لاستعادة حقوقهم المصادرة والمسلوبة وتحريرهم من التبعية ؛ ليعود ذلك بالنفع على الوطن والمواطن
في الجنوب.. هذا ما ينبغي اليوم العمل به عاجلاً غير آجل ونحن في الانتظار لذلك القرار الذي ليس لنا سواه خيار ..والله الموفق إلى ما فيه الخير والسداد لخدمة البلاد والعباد...

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص