قال رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج الأستاذ جليل أحمد علي الصبيحي إن الأحداث الأخيرة التي حدثت في العاصمة الجنوبية عدن وبعض محافظات الجنوب بين قوات الشرعية الإخوانية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي فُرضت على الجنوب إجباريا من قبل القوى الإرهابية المخترقة للشرعية اليمنية.

وأكد أن الجنوب أثبت خلال تلك الأحداث أنه مع الاستقرار ومع الحوار.

جاء ذلك في الحوار الذي أجرته "الأمناء" مع رئيس انتقالي المضاربة ورأس العارة بلحج الأستاذ جليل أحمد علي الصبيحي، فإلى نص الحوار:

• كيف تقيمون الأحداث الأخيرة التي حدثت في الجنوب؟

• الأحداث الأخيرة التي جرت بالعاصمة عدن وبعض محافظات الجنوب بين قوات الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي فُرضت إجباريا على الشعب الجنوبي تحت قيادة المجلس الانتقالي في هذه المرحلة المصيرية من قبل ما تسمي بالشرعية التي لا تألو جهدا بأن تجرنا إلى مستنقع الفوضى عبر اللوبي الشمالي المهيمن على شرعية الفساد.. وأثبت شعب الجنوب من خلال تلك الأحداث أنه ضد هذه المشاريع وأنه ينشد الاستقرار وتوحيد الصفوف من أجل القضاء على الانقلاب الحوثي  وأنه أيضا في كل الأحوال والظروف مع الحوار من أجل حل كل القضايا. والحمد لله كانت الأحداث الأخيرة لصالح الجنوب، ويجب أن يحافظ الجنوب على هذا الإنجاز العظيم ويفي لتضحيات ودماء الشهداء والجرحى.

• رافقت أحداث عدن الأخيرة أعمال سلب ونهب للمصالح الخاصة والعامة ومداهمات للمنازل.. هل يؤثر ذلك على وحدة الصف الجنوبي ويفجر صراعا أهليا (جنوبي - جنوبي)؟

• نحن ضد هذه الأعمال التي تفرّق ولا تسد، ونعتبرها من ضمن سياسات الإخوان المسلمين الإرهابية والعدائية والممنهجة في الجنوب، ولكن القيادة السياسية في المجلس الانتقالي ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي تتابع ما يحدث ولن تستمر هذه الأعمال التخريبية.

• برأيك ماهي المكاسب التي سيحققها الانتقالي بعد أحداث الجنوب الأخيرة المشار إليها سلفا؟

• المكاسب التي سيحققها المجلس الانتقالي وشعب الجنوب أجمع بعد أحداث الجنوب الأخيرة هي سياسية أكثر مما هي عسكرية؛ لأن العالم يتابع ما يدور، وعليه يمكننا أن نقول: إن من خلال الأداء السياسي الراقي والتعامل الإيجابي مع مثل هكذا مواقف بالفعل سيكسب مجلسنا الموقر وشعبنا المناضل نقاطا سياسية تضاف إلى إنجازات الثورة الجنوبية السلمية وتخدم قضية الجنوب إلى حد كبير.

• ماهي الآمال التي تعلقونها على حوار جدة؟

• من خلال حوار جدة يمكننا أن نوصل رسالة للتحالف العربي والعالم من نحن في الجنوب وما هو هدفنا؛ لأن هناك صورة مغلوطة توصلها قيادات ما تسمي بالشرعية عن الشعب الجنوبي من خلال الإعلام المضلل وشبكات العلاقات التي يمتلكونها في العالم ومن خلال حوار جدة التي ترعاه المملكة العربية السعودية سنعري الحزب المتأسلم ونظهره علي حقيقته في تآمره علي التحالف ووضع مافيا الفساد التي يديرها تحت مظلة الشرعية على الطاولة، وهناك أدلة دامغة  ووثائق تثبت فساد الشرعية المختطفة  من قبل حزب الإصلاح بشكل لم ولن يحدث في أي دولة. ونعلق  آمالا كبيرة على حوار جدة كلها تصب في بوتقة عملنا من خلال حوار جدة على إقناع العالم بمنح الجنوب استقلاله ودولته.

وأعتقد أن هناك نتائج ملموسة حققها المجلس الانتقالي من خلال حوار جدة ومنهاأنلجنة العقوبات الدولية التابعة للأمم المتحدة تدرج معين عبدالملكرئيس وزراء اليمن وبعض الوزراء بحكومته من ضمن الأشخاص والهيئات التي ستطالهم يد العدالة.

• هل لدى الانتقالي ضمانات عن أي خطوة يقوم بها أم أنه يغامر؟

• كل خطوات المجلس الانتقالي مدروسة بعناية فائقة، وكل خطوة يقوم بها يراعي فيها فرص النجاح بدلاً عن التعثر أو التصادم مع المواقف الإقليمية والدولية  بشكل يعرضه للعقوبات ويعرقل مسيرته والضمانات هي عدالة قضيتنا، وكما قلت سلفا: الأحداث الأخيرة فُرضت علينا  وأُجبرنا على العمل من أجل تطهير الجنوب من الإرهاب والإقليم والعالم تفهّم جيداً لهذه القضية وهو يقف لجانبنا وإن شاء اللًه كل الأمور تسير في صالح الجنوب وباتجاه تمكينه من انتزاع كافة حقوقه وبمباركة عالمية بدون أي قيد أو شرط وفق أي أجندة محلية أو خارجية.

• ماهي رسالتك لشعب الجنوب؟

• رسالتي لشعب الجنوب أجمع، قمة وقاعدة بدون استثناء، هي دعوتي لهم بالصبر والتوحد والتلاحم وتوحيد الصفوف، فالمرحلة حاسمة وتتطلب من الجميع الترفع فوق كل الصغائر والجروح من أجل التصدي لكل مؤامرات الأعداء ولكي نسير بأمان نحو تحقيق حلمنا الجميل وهو فك الارتباط عن الشمال اليمني من خلال استعادة دولتنا الفتية على كامل امتدادها الجغرافي والتاريخي المعروف، وأملي كبير في عمل شعب الجنوب على تجاوز كل التحديات  والإبحار نحو شاطئ النصر.

• تعرضت لمحاولة اغتيال فاشلة.. حدثنا عن هذه الحادثة؟

• محاولة الاغتيال حدثت في منطقة الوهط بمحافظة لحج يوم الأربعاء الدامي الموافق  28 أغسطس 2019م، التي شنت فيه مليشيات حزب الإصلاح الإرهابي حربها على عدن والمدن الجنوبية. ومثل هذه الأعمال تعودت عليها قيادات وكوادر الجنوب، بطريقة ممنهجة مسلحون مجهولون يطلقون النار على الأبرياء دون سابق إنذار ولاذوا بالفرار، وهناك خيوط ستتابعها الجهات الأمنية حتي تطال الجناة إن شاء الله يد العدالة. وإصابتي الأخيرة كانت بطلق ناري  اخترق فخذي الأيسر، ولولا لطف الله لكنت في عداد الموتى وأحب أن أشير أيضا إلى أني جريح يوم الكرامة بساحة العروض خور مكسر  عام 2012 م وكل ذلك في سبيل الوطن.

• هل المجلس الانتقالي الجنوبي فاتح ذراعه لباقي المكونات الجنوبية؟

• المجلس الانتقالي الجنوبي فاتح ذراعيه  لكل الفصائل والكيانات الجنوبية التي تؤمن بحق الجنوب بالاستقلال التام، وهناك لجان شكلت للحوار وقد باشرت أعمالها وجلست مع الكثير منهم، وكما قال الرئيس عيدروس الزبيدي: من لم يستطع الوصول إلينا سنصل إليه، والمجلس الانتقالي فوض شعبيا أمام مرأى ومسمع الجميع.

• جبها ت الصبيحة صنعت المجد.. أين استقر الحال بجبهات الصبيحة في الوقت الراهن؟

• جبهات الصبيحة جزء لا يتجزأ من جبهات الجنوب وما يعطى للجبهات يعطى للصبيحة من قبل التحالف، ومازالت بعض جبهات الصبيحة مشتعلة حتى اللحظة في حيفان طور الباحة وكرش والساحل الغربي، ومن خلالكم ندعو التحالف العربي وقيادات المجلس بمتابعة ما يدور هناك ومدّهم بما يلزم؛ لأن مقاتلي حزب الإصلاح تركوا مواقعهم وأسلحتهم للحوثي ما شكل عبئا علي المقاومة هناك.

• عملتم  في الأيام الأخيرة مع الشيخ وضاح عمر على تشكيل حزام أمني لمديريات الصبيحة.. أين توصلتم؟ وماهي مهام هذا الحزام؟

• بالنسبة لقطاع الحزام الأمني في الصبيحة الذي يقوده المناضل ابن الشهيد عمر سعيد رحمه الله الشيخ وضاح عمر سعيد قيد الإنشاء، والعمل جار علي تنظيمه وتشكيله من كل مراكز المديريات الثلاث في الصبيحة طورالباحة والمضاربة وكرش، واختيار الأفراد عبر مجالس القيادات المحلية للمجلس الانتقالي وبعض الشخصيات الاجتماعية. هناك بعض الإشكالات الفنية لكن التحالف وبالذات دولة الإمارات الشقيقة وبإشراف القائد عيدروس ستذلل كل الصعاب وستكون مهام الحزام حفظ الأمن في الطرقات والمدن بالتنسيق مع إدارات الأمن في المديريات ومكافحة التهريب وحماية الحدود إن لزم الأمر.

• ماذا عن دعم الانتقالي لأسر الشهداء والجرحى في الصبيحة؟

• الشهداء والجرحى في الصبيحة خاصة والجنوب عامة هناك تقصير كبير بحقهم من قبل الجميع، وهناك فساد مورس من قبل حكومة الفاسدين التي تلقت مبالغ طائلة من التحالف العربي وبعض منظمات الأمم المتحدة المعنية كدعم لأسر الشهداء والجرحى، ولم يصل منها إلا القليل جدا، طبعا هذه الفئة هي أكثر من يعاني، رغم أن دولة الإمارات مشكورة سفّرت المئات من الجرحى إلى الخارج للعلاج بالتنسيق مع قيادات المجلس الانتقالي.. إلا أن ما تقدمه وقدمته وستقدمه دولة الإمارات يغيض أعداء الجنوب وخصوصا حزب الإصلاح الإرهابي ليس لشيء بل لأنها تدعم كيانا سياسيا منظما ممثلا بالمجلس الانتقالي، وبالتالي كل ما يصدر منهم مسيس وموجه ضد الإمارات، وهذا مدان وغير مقبول من قبلنا.

• كلمة أخيرة تود قولها؟

• كلمتي الأخيرة أوجهها إلى كافة أبناء الشعب الجنوبي الأبيّ بمن بما فيهم عبدربه منصور هادي، وأقول لهم: المطلوب منكم الصبر والتوحد والنصر حليفكم بإذن الله. وأقول لهادي: لن تستطيع أن تقدم لحزب الإصلاح ومن معه ما قدمه علي عفاش  لهم فغدروا به، لذا المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، عودوا واركبوا قطار الثورة الجنوبية تروه مازال يتسع.

وإلى قيادات المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية المسلحة أقول: العدو على الأسوار ونحن أمام معركة مصيرية يتطلب منا الكثير والكثير، من شحذ الهم والتنظيم في الجانب السياسي والعسكري والخروج من دائرة الخيانة والتخوين.

وهنا أحب أن أوضح أن أبناء الصبيحة يدينون ويستنكرون ما حدث لأهلنا في شبوة من قبل عصابات الاحتلال اليمني الإرهابية القادمة من كهوف مأرب وصحاري الجوف ومناطق الشمال ونقول لهم: نحن رهن إشارتكم لم ولن نترككم للإرهاب المنظم مهما كان الثمن.

وفي الأخير أتساءل وأقول: كم من الغدر والخيانة تحتاج الشقيقة السعودية حتى تعي حجم التآمر الذي يكنه لها حزب الإخوان المسلمين (الإصلاح) بالتنسيق مع قطر وتركيا وإيران؟ وما التسليم والاستلام لألوية قتالية بعدتها وعتادها للحوثي إلا دليل واضح وفاضح لهم.