آخر تحديث :الثلاثاء 07 مايو 2024 - الساعة:23:57:00
"الأمناء" تنشر تقريرًا يكشف فصول مؤامرة الانقلاب على سلطة حكم الرئيس هادي
(الأمناء نت / خاص :)

لذكرى 21 سبتمبر ألم في نفوس اليمنيين ؛ حيث تعتبر ذكرى مؤلمة نتيجة الانقلاب الحوثي بدعم إيراني على سلطة حكم الرئيس عبدربه منصور هادي.

لكن الذكرى هذه ترتبط بذكريات أخرى أشد إيلامًا وهي التي مهدت لحدوث انقلاب الحوثيين ، وهي اتفاقات حزب الإصلاح اليمني أو ( إخوان اليمن ) مع الحوثيين وبوساطة رعتها دولة قطر ، التي كانت تعمل بسرية مع الحوثيين - وتم اكتشاف ذلك لاحقاً - نصت على الدفع  بالحوثيين نحو الانقلاب على حكم الرئيس هادي وإنهاء مخرجات الحوار الوطني التي اعتبرها علماء حزب الإصلاح برئاسة الزنداني بأنها مخالفة للإسلام وشريعته.

 

 كما ترتبط ذكرى 21 سبتمبر باحتضان حزب الإصلاح في صنعاء الحوثيين في احتجاجات 2011 ، وفتح لهم المخيمات ، في الوقت الذي كانت صنعاء محرم دخولها على الحوثيين كاتفاق بعد الحروب السبعة التي شهدتها صعدة.

 

اتفاقات سرية

لم يكن 21 سبتمبر أن يأتي لولا أن الحوثيين وجدوا من يمهد لهم الطريق إلى صنعاء. وبالطبع كان علي عبدالله صالح حليفًا رئيسًا للحوثيين آنذاك. إلا أن القوات التي كان يمتلكها حزب الإصلاح في صنعاء كانت قادرة على التصدي لأي دخول للحوثيين إلى صنعاء.

لكن ونتيجة لاتفاقيات سرية بين ( الحوثيين والإصلاح ) بوساطة قطر ومعرفة علي عبدالله صالح تمكن الحوثيين من دخول صنعاء ومحاصرة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة ووضعهم تحت الإقامة الجبرية.

وتحدث مراقبون - آنذاك - بأن قيادات الإصلاح عقدوا اتفاقات سرية مع الحوثيين للسماح للحوثيين بالسيطرة على الحكم بمقابل قيام الحوثيين بدخول الجنوب وقمع الحراك الجنوبي وتسليم الجنوب للإصلاح كشريك مع الحوثيين وصالح في الحكم بعد إنهاء حكم هادي.

 

 تدوير الاتفاقات وتقاسم الحكم

بعد التمهيد الذي حصل بدخول الحوثيين إلى صنعاء ، كنتيجة لاتفاقات سابقة ، أبدى الحوثيون فيها شرطاً أن تقوم قيادات الإصلاح بالسماح له بدخول صنعاء مقابل عقد اتفاقات لاحقة بين الطرفين برعاية صالح.

 

وبعد أن نفذ الإصلاح شرط الحوثيين هرعت قيادات حزب الإصلاح إلى صعدة على رأس وفد يرأسه ( عبدالوهاب الآنسي أمين عام الإصلاح).

وشهد لقاء عبدالملك الحوثي بالآنسي اتفاقًا سرياً يوم 28 نوفمبر 2014 ( اتفاق يقضي بلعب الإصلاح دوراً داخل سلطة هادي تتيح تمكين الحوثيين من الانقلاب على سلطة هادي بمقابل شرط اجتياح الحوثيين للجنوب وإخماد الحراك الجنوبي الداعي للانفصال وتسليم الجنوب للإصلاح ، ويتم بعدها إعلان حكومة مشتركة بين الإطراف الثلاثة : الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح ).

 

تأكيد اتفاق الإصلاح والمؤتمر

صحيفة الشرق الأوسط أوردت خبراً مساء السبت 29 نوفمبر 2014م، أي بعد يوم من لقاء ( وفد الإصلاح برئاسة الآنسي بعبد الملك الحوثي في صعدة) وقبل 3 أشهر من إعلان الحوثيين حربهم على الجنوب عقب استكمال سيطرتهم على محافظات الشمال .

وجاء في خبر الصحيفة الذي نشر بصحيفة الشرق الأسط : ( في ساعة متأخرة من مساء أمس، حزب التجمع اليمني الوطني للإصلاح (إخوان اليمن) توصلوا إلى اتفاق تهدئة مع الحوثيين ، جرت خلاله تفاهمات سميت بالتاريخية يقضي على التهدئة وتنسيق العمل المشترك).

وفي نفس خبر الصحيفة قالت : ( إلى ذلك وجه الحوثيون الذين يسعون لتوسيع نفوذهم في اليمن، ثقلهم العسكري نحو محافظة تعز، حيث باتوا على بعد بضعة كيلومترات من عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، في حين تضاربت الأنباء بشأن استيلائهم على مطار المدينة الذي يبعد 18 كيلومترا عن وسطها تعز). أي أن الحوثيين توجهوا لتعز للاستعداد لاقتحام عدن بناءً على اتفاق خرج به لقاء ( وفد الإصلاح بالحوثي ) يوم 28 نوفمبر 2018.

توجه الحوثيون إلى تعز التي دخلوها دونما أي مواجهة من الإصلاح التي تعتبر محافظة تعز قاعدتهم الأكثر شعبية. كان بدءًا لاستعداد الحوثيين لاقتحام الجنوب بعد أن سيطروا على صنعاء ومحافظات الشمال يوم 21 سبتمبر المأساوي.

 

كيف حدث انقلاب 21 سبتمبر؟

حدث انقلاب الحوثي في 21 سبتمبر باتفاق بين الحوثيين وعلي عفاش والإصلاح لكي يتم إنهاء ( مخرجات الحوار الوطني ) التي قادها الرئيس هادي ؛ حيث كانت مخرجات الحوار ضربة قاضية لقوى الحكم في صنعاء التي شاركت بالحوار فقط للتمويه ، في حين رفضت كل ما جاء فيه.

حميد الأحمر قال عنه الرئيس هادي في حوار مع صحيفة عكاظ أنه رجل يرفض الحوار الوطني ، وفي نفس الوقت أصدر مجلس علماء اليمن التابع للإصلاح بياناً كان عبارة عن فتوى تكفير لكل من يؤيد مخرجات الحوار الوطني. بما يعني أن كل القوى الشمالية ترفض مخرجات الحوار وإنما اشتركت فيه لغرض التمويه وقامت فيما بعد بالدفع بالحوثيين للانقلاب.

وفي نفس الوقت جاء 21 سبتمبر بالانقلاب على سلطة هادي ؛ لأنه رئيس شافعي ينتمي إلى الجنوب الشافعي ويحكم في عمق الزيدية التي ظلت ممسكة بالحكم مئات السنين. وعلى هذا اتفقت كل الأطراف الزيدية والقوى الدينية والسياسية في صنعاء على الإطاحة بالرئيس هادي وإسقاط حكمه وعدم تمكين الشوافع في حكم الزيود.

أين اختفت قوات الإصلاح؟!

يمتلك الإصلاح قوة ضخمة في صنعاء وعدد من محافظات اليمن كانت قادرة على التصدي للحوثيين. لكن كل تلك القوات ذابت في ليلة واحدة أمام الحوثيين ، وكان ذلك بناءً على اتفاقات بأن يدخل الحوثي صنعاء ويسقط الرئيس هادي ويتوجه للجنوب لاحتلاله ومن ثم يعلن حكومة شراكة بين الحوثي والمؤتمر والإصلاح.

الفرقة الأولى مدرع التي يقودها على محسن الأحمر كانت تضم العديد من الألوية قوامها نحو (30 ألف جندي) فضلا عن ألوية الإصلاح في بقية المحافظات مثل ذمار وإب وتعز وحتى في الجنوب. جميعها وردتها أوامر عسكرية من الإصلاح بالتسليم الكامل ، بل وفي تعز وردت الأوامر بالانضمام مع الحوثيين للتوجه صوب عدن.

وقبل حدوث 21 سبتمبر أعلنت قيادات بالإصلاح أنها تمكنت من حشد 70 ألف جندي من أتباعها ، ولكن مر الحوثيون صوب صنعاء ولم يتم اعتراضهم وسيطروا وأهانوا الرئيس هادي وحكومته ووزراءه وانتهكوا حرمات منازلهم دون أن يحدث أي تصدي للحوثيين.

سلم الإصلاح للحوثيين كل القوة العسكرية لأن الاتفاقات كانت تنص على ذلك ، طمعًا من الإصلاح في وعود الحوثي بأنه سيقتحم الجنوب وسيسلمهم حكمه لتكون هناك حكومة مشتركة  بين الأطراف الثلاثة التي أرادت تدوير الحكم بينها وخاصة السيطرة على ثروات الجنوب.

 

كيف دخلت إيران على الخط ؟

كان الحوثيون يمضون وفق خطة إيرانية للسيطرة على باب المندب ويعملون على توجيه سياسات الحوثي وعقده الاتفاقيات مع صالح والإصلاح ، والتي كانت مع صالح معلنة ومع الإصلاح سرية ، وهدف إيران من ذلك هو سيطرة الحوثيين الذين بسيطرتهم سيكونون القوة الأقوى وبالتالي المؤتمر والإصلاح سيكونون مجرد ملحق بالحوثيين.

 

21 سبتمبر.. ألم يكوي اليمن

وضعت القوى الشمالية اليمن من جنوبها إلى شمالها وشرقها إلى غربها في بركان نار لم تحسب حسابه نتيجة الأطماع والجشع بتقاسم ثروات الجنوب والوصول للحكم.

لم تكن تلك القوى تدرك أن إيران هي المحرك للحوثيين وورائها مشروع إسقاط اليمن في حضن إيران ، وقد أعلنها مسؤول إيراني بأن اليمن الدولة الرابعة التي تسقط بيد إيران.

فمع أول خطوة لاقتحام الحوثيين صنعاء كان الخليج يستعيد لشن حرب لا هوادة فيها لمعرفته أن الحوثيين سيتوجهون نحو عدن للسيطرة عليها وتسليمها لإيران ؛ فحدث ذلك فعلًا وأعلنت عاصفة الحزم ، ولا تزال اليمن تشهد حرباً قاصمة أهلكت الشعب وخلفت ما يزيد عن 120 ألف قتيل و100 ألف جريح وعشرات الآلاف من الأسر بين النزوح والتشرد.



شارك برأيك