آخر تحديث :الجمعة 17 مايو 2024 - الساعة:16:18:30
الشهيد عبدالسلام الحارثي .. القائد المقدام الذي رفض الذل والهوان
(الأمناء / تقرير : مريم بارحمه + مريم مانع :)

شبوة الكرامة ارض الابطال الذين سطروا اروع ملحمة بطولية يشهد لها  التاريخ الحديث ، فروت دمائهم الطاهرة كل شبر من ارض الجنوب ليرسموا مع اخوانهم في العاصمة عدن ولحج وابين والضالع  اعظم الملاحم البطولية التي ابهرت العالم ، فقد لقنوا مليشيات الحوثي  والمخلوع صالح دروسا في حب الوطن وكيفية الذود عنه بأرواحهم فسقط منهم  الشهيد والجريح ليرووا بدمائهم الطاهرة تربة الجنوب لتنمو شجرة الحرية وينعم بثمارها شعب الجنوبي الابي  . .

نتوقف معكم عند بطل ، حر ، صمد وقاوم حتى استشهد وهو الشهيد البطل عبدالسلام عوض صالح فهيد الحارثي ( ابو ردفان ) ونتعرف على نبذة مختصرة عن حياته ومأساة استشهاده التي تعد خسارة على كل شبوة والجنوب ..

الشهيد عبدالسلام ولد وترعرع في محافظة شبوة مديرية عسيلان العمدة  1974م من اسرة مناضلة ، فوالده  هو الفقيد عوض صالح فهيد الحارثي عضو المكتب السياسي وسكرتير منظمة الحزببمحافظة شبوة وقائد العمليات العسكرية والحربية على سير المعارك في شبوة  اثناء حرب 94م وعمه هو الشيخ ناجي صالح فهيد الحارثي من الشخصيات  السياسية الهامة في شبوة وعلى مستوى الجنوب وهو من اوائل الشخصيات التي ساهمت في تأسيس الحراك الجنوبي في بيحان شخصية سياسية واجتماعية وقبلية داعمة بالمال والرجال من اجل التحرير والاستقلال واستعادة الدولة.

تأثر الشهيد بوالده وعمه منذ نعومة اظافره فنشأ جلداً ، صبوراً ، مناضلاً يعشق الحرية ويكره الظلم والقهر والاستبداد  ..

كان الشهيد ًيعشق الابتسامة فكانت  لاتفارق محياه ، يبتسم في أصعب وأحلك الظروف ، ويحظى بحب الصغير و الكبير وبشعبية جماهيرية كبيرة لانه امتاز بالتواضع والبساطة ودماثة الخلق و الكرم وحب الخير ومساعدة المحتاج.

الشهيد "ابو ردفان" ليس لديه وظيفة حكومية ، وكان  اعتماده على الاعمال الخاصة ..

برز الشهيد في العمل النضالي فكان  يشارك في اللقاءات ويتواصل بالداخل والخارج  ودخل في مواجهات مسلحة مع قوات الجيش اليمني مرات عديدة.

عمل الشهيد البطل "ابو ردفان" في حشد الناس على مستوى شبوه وتلاحم الصفوف ونبذ الماضي وتجسيد مبدأ التصالح والتسامح وترجمته من اقوال إلى افعال ، و كان يدرك ان الخطر محدق بالثورة الجنوبية من كل مكان ، ولكنة كان متفائلاً ، ويقول: "الوطن لن يظل محتلاً من عصابات صنعاء" ..

كانت عنده رؤية وتفاؤل وأمل بانه لابد أن ياتي يوم تقف فيه  الشعوب المتحررة إلى جانب الشعب الجنوبي وتطلعاته بإعادة دولتة الجنوبية المسلوبة ..

كان الشهيد سباقاً لاقامة الفعاليات والمشاركة في كل الفعاليات المطالبة بالتحرير والاستقلال ، له حضور واسع وكبير وقيادي ومن مؤسسي الحراك الجنوبي في عموم مديريات بيحان و شبوة .

القيادة هي النضال والجهد والعطاء

كان يرفض الظهور الاعلامي او التسابق على المسميات الوهمية معللاً بقوله: "القيادة هي النضال والجهد والعطاء وليس التسابق على الخطابات والمنصات وعدسات الكاميرات" !

لم يتاخر _الشهيد عبدالسلام_ يوماً عن المشاركة في أي فعالية في العاصمة عدن والمكلا وشبوة وبيحان والضالع وردفان ويافع وابين ، و لم يتغيب يوما عن المشهد الجنوبي وعن المليونيات والفعاليات والاعتصامات ، وتضحياته في سبيل شعبه ووطنه الجنوبي فقد عاش مناضلاً شجاعاً لايهاب الموت حتى يوم استشهاده رحمة الله عليه.

رحل الشهيد ابو ردفان تاركاً خلفه  9 أفراد ، 6 ذكور ( ردفان ، عوض ، علي ، مفرج ، هذال ، وضاح ) و 2  اناث وزوجته ..

قصة استشهاده ..

 كان الشهيد  شجاعاً ، صلباً وهو أحد قادة معركة السليم النقوب ، وكان دائم الحضور في الصفوف الاولى للمعركة وحين بلغه خبر تقدم قوات الغزو الحوثعفاشي باتجاة بيحان ، بعد أن  بدأت قواتهم الغازية  بالتقدم من عقبة القنذع الرابطة بين بيحان والبيضاء . بدأ الشهيد بحشد المقاتلين والمدافعين عن الارض والعرض في  منطقة الحشد موقع السليم / مديرية عسيلان وقد توافدت مجاميع كبيرة من ابناء شبوة من مختلف مناطق شبوة عندما  بدأت تلك المليشيات بالزحف باتجاة مديرية عسيلان.

وفي الساعة السادسة صباحا يوم الاحد تاريخ 29 مارس 2015 م  تقدم الشهيد البطل  ومن معه من ابطال شبوة من شخصيات وقيادات منها الشيخ البطل عوض بن عشيم والشيخ البطل  عبدالعزيز الجفري ومشايخ وابناء عسيلان وابناء شبوة الأبطال من مختلف المناطق والمديريات وتقدمت المقاومة الجنوبية الباسلة إلى مدينة النقوب حيث تتواجد تلك المليشيات وفعلا بدأت المعركة وكان الشهيد ومجموعة من الابطال الذين كانوا معه قد شنوا هجوماً واسعاً على احد الثكنات التي تتمركز بها قوات الاحتلال المتمثلة  بمليشيات الحوثي و قوات المخلوع صالح ، واستمروا في التقدم باتجاه المدرسة التي تمركزت بها تلك القوات ولحظة اقتحامهم للمدرسة بدأت  الاشتباكات المباشرة فأصيب عبدالسلام  بثلاث طلقات اخترقت  جسده الطاهر بعد مقتل عدد كبير من مليشيات العدو الغاشم  , حينها قام  الشباب الذين كانوا برفقة الشهيد بتغطية مكانه في الجبهة وأسرع رفاقه بإسعافه لمستشفى عسيلان ، فقال لهم  : " الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خاتم الانبياء والمرسلين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا ًعبده ورسوله " ..قال  كلماته الاخيرة بروح القائد البطل   وودع وطنه الذي عشقه وفداه بروحه قائلاً : "وداعا ياجنوب عشتُ مدافعاً ، مناضلاً من أجل استقلالك ..واليوم ربي رزقني الشهادة وأنا أُدافع عن ترابك من رجس ايران وكلاب مران وقوات عفاش.."

وبعد دخوله غرفة العمليات بلحظات فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها شهيداً مدافعاً عن الدين والارض والعرض..

ولأسرة الشهيد الحارثي كلمة :

عم الشهيد : الشيخ المناضل ناجي صالح فهيد الحارثي ،تحدث لـ"الأمناء" قائلاً :

 في البداية اترحم على ارواح شهداء الحرية ، شهداء الثورة الجنوبية الذين سالت دمائهم دفاعا عن الدين والارض والعرض ، ومن اجل حرية وكرامة شعبهم الجنوبي الحر .. وادعو للجرحى بالشفاء العاجل..

واضاف ليس لدي ما استطيع ان اقوله عن الشهيد الا اني خسرت شخصية لا مثيل لها ،  انني خسرت عبدالسلام الاخ ، وعبدالسلام الصديق ، وعبدالسلام الابن ، خسرت رجل اعتمد علية في كل صغيرة وكبيرة!

واردف بحزن : لا استطيع ان اشرح مابداخلي من آلآلم وجراح لفراق بطل من ابطالنا ولكني ادعوا له واترحم علية واسال الله ان يسكنه جنات  الفردوس الاعلى واننا على الدرب سائرون.

صديق ورفيق دربه الشيخ سالم صالح وقزان تحدث لـ"الأمناء" بالقول : في البداية اشكر صحيفة الامناء على هذه اللفتة الكريمة والتي تعد خطوة ايجابية وحق من حقوق شهدائنا الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب وطنهم الجنوبي والتي تعد بادرة طيبة تشكرون عليها..

ابو ردفان اخ وصديق ورفيق نشأنا معاً وترعرعنا معاً هو بمثابة القائد والاخ الاكبر بالنسبة لي ، ففي كل خطواتنا وعملنا ومشاركتنا في العمل السلمي لم اذكر يوما اننا افترقنا عن بعض او تغيب احدنا عن الاخر...

واضاف: الحديث عن ابو ردفان رحمة الله عليه لا استطيع اختزاله في كلمات بل الحديث عنه وعن دوره النضالي والبطولي يحتاج إلى كتاب كامل اذا صح التعبير لكي نستطيع ان نشمل ادوار الشهيد النضالية والبطولية!

لقد خسرنا عبدالسلام الانسان .. خسرنا عبدالسلام التاريخ .. خسرنا عبدالسلام العطاء .. عبدالسلام القائد ..  عبدالسلام المبادئ

واستطرد قائلاً : علاقة الشهيد ابو ردفان بأهله واصدقائه ورفاقه وجيرانه علاقة حميمة يسودها الحب والصدق والوفاء ،  وتواضع ابو ردفان وحبه للاخرين زاده حب واحترام ومكانة ، فالشهيد ابو ردفان معروف بكرمه وصدقه وحبه لعمل الخير ومساعدة المحتاجين ..

 



شارك برأيك