أطلَّ العام الجديد على البلد وهو طافح بشتى أنواع الكوارث الطبيعية والصناعية التي صنعتها يد البشر، ومنذ بداية العام وما قبله، والجو ملبد بالغيوم السياسية، الأمر الذي انعكس سلباً على حياة المواطنين، الذين عزوا سبب ذلك كله، إلى المراهقات السياسية التي اجترحتها بعض الأطراف السياسية في البلد، سعياً منها للاستحواذ على البلاد بقوة السلاح، والهيمنة على الأمور حسب أهوائها، ليأتي رد لم يكن متوقعاً أبداً، إلا من مخيلة هادي، الذي على ما يبدو أنه كان موعوداً بالتدخل المباشر من قبل قوات التحالف العربي، بعد هربه من إقامته الجبرية في صنعاء متجهاً صوب عدن، ومكوثه إلى أن أتت ساعة صفر لتلك المليشيات التي بدأت بالزحف صوب الجنوب، الذي عدَّ ذلك التحرك غزواً مرفوضاً، ومن هنا بدأت الكارثة التي لم يخرج البلد من رحى حربها حتى اللحظة، ومع ذلك تداخلت الأمور أكثر، ولم تحسم المعارك بعد إلا في المناطق الجنوبية فقط، واستمر تأرجح الأمور شمالاً وجنوباً، كما يتأرجح الحوار بين تلك الأطراف المتصارعة، بيد أن طرفاً يمتلك قوة الحجة الشرعية المعترف بها دولياً مما أوقع الأطراف الأخرى في مأزق الاعتداء على كيان الدولة والشرعية، وعلى هذه الحجة تم التدخل شرعياً باستدعاء شرعي بحت..  

وقالت لـ"الأمناء" مصادر في المقاومة الشعبية أمس السبت بأن مقاتليها صدوا هجوماً شنته مليشيات صالح والحوثيين جنوب محافظة تعز، وعلى مقربة من حدود محافظة لحج الجنوبية المتاخمة لمحافظة تعز الشمالية.

واضافت تلك المصادر إن الحوثيين وقوات صالح شنوا هجوماً على مديرية “القبيطة” شمالي محافظة لحج وجنوب محافظة تعز بهدف السيطرة عليها؛ نتيجة موقعها القريب من قاعدة العند الجوية.

وبحسب المصادر فإن مواجهات عنيفة دارت بين تلك المليشيات، والمقاومة الشعبية “ولم يستطع الحوثيون وقوات صالح التقدم في المديرية”.

إلى ذلك، شنت طائرات التحالف العربي خمس غارات جوية استهدفت موقع “الجبانة” التابع للدفاع الجوي شمال مدينة الحديدة، اضافة إلى غارتين جويتين استهدفتا منطقة “مذاب” بمديرية “الصفراء” في محافظة صعدة.

يذكر أن طيران التحالف العربي شن في وقت سابق السبت سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع الحوثيين وقوات صالح في الحديدة وتعز والبيضاء.

كما استهدفت الغارات أيضاً مواقع للدفاع الجوي، في جبل النبي شعيب غرب العاصمة صنعاء.

وفي وقت سابق، شنت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية، سلسلة غارات، على مواقع يسيطر عليها الجيش الموالي لصالح والحوثيين، في بلدة الحيمة غرب صنعاء.

انتهاء الهدنة

وأعلنت قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ظهر أمس السبت في بيان خاص لها، أعلنت فيه انتهاء الهدنة الممدة منذ وقت سابق.

وقال البيان: إن قيادة التحالف كانت وما زالت حريصة على تهيئة الظروف المناسبة لإيجاد حل سلمي للقضية في اليمن وتمكين الحكومة الشرعية اليمنية من إعادة الأمن والاستقرار لليمن، ولذلك فقد وافقت على الهدنة التي طلبها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، التي تم تمديدها لفترة إضافية، إلا أن استمرار المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح في خرق تلك الهدنة من خلال تكرار الاعتداءات السافرة على أراضي المملكة بإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن السعودية، استهداف المراكز الحدودية السعودية، استمرار إعاقة أعمال الإغاثة والاستيلاء على المواد الغذائية والطبية المقدمة للشعب اليمني، مواصلتهم قصف المساكن وقتل واعتقال المواطنين اليمنيين في المدن التي تخضع لسيطرتهم. 

وأضاف البيان أن "هذا كله يظهر عدم جدية المليشيا وأعوانهم واستهتارهم بأرواح المدنيين ووضوح محاولتهم الاستفادة من تلك الهدنة بتحقيق المكاسب". 

ضابط لبناني يهدد

وقالت صحيفة خليجية، إن قراراً اتخذ بتجميد نشاط اللجنة العسكرية التي شكلتها الأمم المتحدة عقب أبان مفاوضات سويسرا اليمنية منتصف ديسمبر الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية يمنية قولها: "إن قراراً غير معلن، صدر أخيراً بتعليق نشاط اللجنة العسكرية التي شكّلها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في ختام محادثات بييل السويسرية السبت ما قبل الماضي."  وقالت المصادر إن إيقاف اللجنة عملها، جاء بعد قيام رئيسها، وهو ضابط لبناني، ويدعى "العميد سليم رعد" بالاتصال قبل أيام برئيس هيئة الأركان اليمنية اللواء محمد علي المقدشي، وطالبه بإيقاف فوري لإطلاق النار، مهدداً إياه في حال عدم الالتزام سيتم تقديمه لمحاكمة دولية.

وحسب تلك المصادر فإن المقدشي قام برفع مذكّرة للرئاسة اليمنية ورئاسة وفد الحكومة في المفاوضات، يشكو فيها من تهديد رئيس اللجنة، الأمر الذي اعتبره الطرف الرسمي اليمني تجاوزاً لصلاحيات الضابط وتصرفاً غير لائق، ورفعت شكوى بذلك إلى المبعوث الأممي. لكن رئيس اللجنة أنكر أن يكون وجّه تهديداً لرئيس الأركان اليمني، فما كان من الأخير إلا أن قدّم تسجيلاً صوتياً للمكالمة بينهما، مما سبّب حرجاً كبيراً للضابط اللبناني، ودفع ولد الشيخ أحمد لتعليق عمل اللجنة العسكرية الأممية على أمل عودتها لممارسة مهامها. ولم تستبعد المصادر تعيين شخص آخر في رئاسة اللجنة.

روسيا توجه دعوة جديدة الى طرفي الحرب القائمة باليمن

وفي خضم هذا كله، وجهت روسيا دعوة جديدة الى طرفي النزاع في اليمن في نهاية عام دامٍ مثقل بألم الحرب والدمار، وطالبتهم من خلالها بـ"وقف فوري للأعمال القتالية"، وتؤكد دعمها لاستئناف المشاورات بين اليمنيين، منتصف يناير المقبل.

 وزارة الخارجية الروسية، قالت في بيان لها اليوم، " أنه من الضروري إعادة دعوتنا إلى وقف فوري للأعمال القتالية وحل جميع المشاكل القائمة على طاولة المفاوضات.

 واعتبرت موسكو "استئناف العملية السياسية اليمنية المخطط عقدها في يناير/كانون الثاني المقبل برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، فرصة جيدة".

أضافت: من جهتنا، سوف نؤيد هذه الجهود بشكل مناسب.

والى ذلك قالت منظمة اليونسيف إن 747 طفلا يمنيا قتلوا، وأصيب 1108 آخرين، جراء النزاع المتصاعد في البلاد، منذ أواخر مارس الماضي.

وذكرت  المنظمة الدولية في إحصائية لها عن " وضع أطفال اليمن عام 2015"، إن 60 مدرسة تعرضت للاعتداء والتدمير، فيما تعرض 60 مستشفى للقصف والتخريب.