آخر تحديث :الاثنين 01 سبتمبر 2025 - الساعة:20:20:43
موجة اعتقالات حوثية تطال موظفين أمميين عقب مقتل رئيس حكومتهم
(الأمناء نت / صحف)

أكّد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الأحد أنّ المتمردين الحوثيين اعتقلوا 11 على الأقل من موظفي الأمم المتحدة في حملة "تعسفية" أعقبت مقتل رئيس حكومتهم في غارة إسرائيلية الخميس في صنعاء.

وكتب غروندبرغ على منصة اكس "أدين بشدة الموجة الجديدة من الاعتقالات التعسفية لموظفي الأمم المتحدة اليوم في صنعاء والحديدة من قبل أنصار الله، ... وقد تم اعتقال ما لا يقل عن 11 موظفا من موظفي الأمم المتحدة"، مشيرا إلى أنّ "هذه الاعتقالات تضاف إلى 23 موظفا من موظفي الأمم المتحدة ما زالوا رهن الاحتجاز، بعضهم محتجز منذ عامي 2021 و2023".

وشيّع الحوثيون الإثنين رئيس وزرائهم وعشرة وزراء آخرين في حكومتهم قتلوا في الضربة الإسرائيلية على صنعاء الأسبوع الماضي، وسط حشود شعبية في وسط صنعاء.

وبدأت المراسم في جامع الشعب بميدان السبعين في صنعاء حيث أقيمت صلاة الجنازة قبل أن يُحمَل 12 جثمانا على الأكتاف وسط الحشود. ورافقت عروض عسكرية مراسم التشييع.

وكان الحوثيون أعلنوا السبت مقتل رئيس حكومتهم أحمد غالب الرهوي مع عدد من الوزراء في ضربة إسرائيلية على صنعاء الخميس. والرهوي أكبر مسؤول سياسي يُقتل في تداعيات المواجهة اليمنية الإسرائيلية على خلفية الحرب في قطاع غزة.

وأكّد القائم بأعمال رئيس الوزراء محمد مفتاح الذي تم تكليفه السبت، في كلمة خلال التشييع، أن تسعة وزراء في الحكومة ومدير مكتب رئاسة الوزراء وسكرتير مجلس رئاسة الوزراء قتلوا في الضربة الى جانب الرهوي.

وكانت حكومة الحوثيين تتكوّن من 22 وزيرا، بمن فيهم الرهوي.

وقال مفتاح "لا قلق على أداء الجهاز الحكومي، ودماء الشهداء تعطينا الحافز والإصرار".

وشاركت حشود شعبية في التشييع، وفق ما أظهر البث التلفزيوني لقناة المسيرة التابعة للمتمردين اليمنيين التي ذكرت أن الجثامين دُفنت في "روضة الشهيد الصماد" في صنعاء.

وأثار إعلان مقتل رئيس حكومة المتمردين ووزرائهم الذي أكّدته إسرائيل، غضبا لدى قيادة المتمردين اليمنيين التي توعّدت بمواصلة هجماتها على الدولة العبرية دعما لغزة، في مسار "ثابت وتصاعدي".

ولا يمثل مقتل الرهوي فقط خسارة قيادية، بل هو ضربة رمزية بالغة للحوثي، فالحكومة التي شكلها الحوثيون، على الرغم من أنها لا تمثل مركز القرار الحقيقي داخل الجماعة، إلا أنها تظل واجهة سياسية وإدارية تمنحها شرعية شكلية أمام جمهورها. وبالتالي، فإن استهداف رئيسها يعتبر استهدافا مباشرا لهذه الواجهة، مما يضعف من صورتها ويثير تساؤلات حول قدرتها على حماية قادتها.

وكان برنامج الأغذية العالمي أفاد في وقت سابق الأحد في بيان بالإنجليزية "صباح 31 أغسطس، اقتحمت قوات الأمن المحلية مكاتب برنامج الأغذية العالمي في صنعاء واحتجزت أحد موظفيه، مع ورود تقارير عن اعتقالات أخرى (لموظفين في البرنامج) في مناطق أخرى".

واعتبرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّ "الاحتجاز التعسفي لموظفي الإغاثة الإنسانية أمر غير مقبول. فسلامة وأمن الموظفين أمران أساسيان للقيام بالعمل الإنساني المنقذ للحياة".

وبدورها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في بيان بالإنجليزية مساء الأحد "صباح 31 أغسطس، اقتحمت قوات الأمن المحلية مكتب منظمة اليونيسف في صنعاء واعتقلت عددا من موظفيها"، بدون أنّ تحدّد عددهم.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد في بيان "أدين بشدة الاعتقالات التعسفية التي طالت 11 على الأقل من موظفي الأمم المتحدة في 31 أغسطس على أيدي سلطات الأمر الواقع الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها".

ودعا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن الموظفين، بالإضافة إلى "جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية ومن المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية المحتجزين تعسفا".

وكان مصدر أمني حوثي أفاد وكالة فرانس برس بـ"توقيف سبعة من موظفي برنامج الأغذية العالمي وثلاثة من موظفي اليونيسف" بعد دهم مكاتب الوكالتين الأمميتين.

وقال أحد سكان صنعاء مفضلا عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية "أن يتم استهداف اجتماع وزاري بالعديد من الصواريخ هو طبعا اعتداء غاشم جبان من خصم معتد ظالم".

وقال علي الذي فضل الاكتفاء باسمه الأول إن "هذا اعتداء سافر ليس فقط على أشخاص بل على سيادة وطن كامل".

وأعقبت اغتيال الرهوي حملة اعتقالات طاولت عشرات المشتبه بممارستهم التجسس لمصلحة إسرائيل.

وأفاد مصدر أمني يمني السبت فرانس برس بأن السلطات الحوثية اعتقلت العشرات في العاصمة وفي عمران شمال صنعاء وذمار جنوب العاصمة "للاشتباه بتعاونهم مع إسرائيل".

ويحتجز الحوثيون عشرات من الموظفين الأمميين وموظفي منظمات إنسانية محلية ودولية منذ أكثر من عام، بـ"شبهة التجسس".

وقال المبعوث الأممي غروندبرغ الأحد "أجدد مطالبتي أنصارالله بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى موظفي المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني، والبعثات الدبلوماسية".

وأفادت منظمتا "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" في يونيو أنّ الحوثيين نفذوا منذ يونيو 2024 سلسلة مداهمات في مناطق خاضعة لسيطرتهم، أسفرت عن توقيف 13 موظفا أمميا و50 موظفا على الأقل في منظمات إنسانية محلية ودولية.

وبرّر الحوثيون اعتقالات يونيو 2024 باكتشاف "شبكة تجسّس أميركية إسرائيلية" تعمل تحت غطاء منظمات إنسانية، وهي اتهامات رفضتها الأمم المتحدة بشدّة.

وفي يونيو الفائت، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المتمردين الحوثيين للإفراج "الفوري" عن الموظفين الأمميّين وجميع المحتجزين "تعسفا"، ولكن بدون جدوى.

وبدأت الحرب في اليمن عام 2014 بهجوم لجماعة أنصارالله، أي الحوثيين المنتمين إلى الأقلية الزيدية، في اتجاه صنعاء، مندّدين بتهميشهم. وسيطروا خلال معارك ضارية مع القوات الحكومية، على مناطق واسعة في شمال اليمن، ثم دخلوا صنعاء.

وتدخّلت السعودية في الحرب دعما للقوات الحكومية في العام 2015 على رأس تحالف من دول عدة. وتتخذ السلطات اليمنية من عدن مقرا موقتا.

وتسببت الحرب في اليمن بمقتل مئات آلاف الأشخاص وبأزمة إنسانية هي بين الأسوأ في العالم.

وفي بلد تمزقه الحرب والخلافات السياسية منذ أكثر من عقد، أثار فنان كوميدي يمني جدلا واسعا اثر نشره ما بدا أنه مقطع فيديو يحتفل بمقتل الرهوي.

ويظهر المقطع الذي نشره محمد الأضرعي الذي يصف نفسه بأنه مستشار لوزارة الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، شخصا يرتدي الزي اليمني التقليدي مع الخنجر اليمني وهو يرقص على أنغام موسيقى مبهجة.

ونشر الأضرعي المقطع بعد ساعات قليلة من إعلان اغتيال رئيس حكومة الحوثيين.

وكتب خالد الرويشان معلقا على فيسبوك "وصمة عار أبدية أن تشمت بمقتل أي يمني بصواريخ إسرائيل".   


#
#
#
#
#
#

شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل