في مشهد يعكس غرابة المعايير التي باتت تتحكم بقرارات جماعة الحوثي، أصدرت وزارة الداخلية في صنعاء، الخاضعة لسيطرتهم، قرارًا يقضي بمصادرة ممتلكات وإدراج اسم الفنان حسين محب في قوائم المطلوبين أمنيًا، فقط لأنه حضر حفلًا خارج البلاد وقدّم التهاني للمطلوب لديهم أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني الراحل.

القرار الحوثي لم يكتفِ بملاحقة حسين محب، بل ذهب إلى حد التهديد باعتقال أي شخص يظهر في صور أو مقاطع فيديو مع أحمد علي، والتحقيق معه، وكأن "التصوير التذكاري" أصبح جريمة تهدد الأمن القومي!

وبحسب الوثيقة الصادرة بتاريخ 12 أغسطس 2025 والموقّعة من وزير الداخلية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، عبدالكريم أمير الدين الحوثي، فإن الجهات الأمنية مُلزمة بتنفيذ القرار ورفع تقرير بالنتائج خلال سبعة أيام، في خطوة تثير السخرية حول أولويات الجماعة التي تركت الفساد والانهيار الاقتصادي، وركزت على ملاحقة صور التهاني.

بهذا القرار، يواصل الحوثيون تكريس مفهومهم الخاص للأمن القومي، حيث يتحول "التقاط صورة" إلى "جريمة كبرى"، بينما تظل ملفات الأمن والخدمات والمعيشة الحقيقية للمواطنين في ذيل اهتماماتهم.