
هبوط مفاجئ للريال اليمني يشعل التفاؤل في عدن.. هل بدأ التعافي؟
"لا للغش التجاري".. عدن تطلق صافرة الإنذار ضد التجار المتلاعبين
مواطنو عدن: نريد أن نلمس أثر تحسن العملة على أسعار السلع
هبوط الصرف يفتح باب التساؤلات حول مستقبل الاقتصاد
هل تنجح البنوك في استعادة ثقة المودعين بعد سنوات من الانكماش؟
متى تنعكس تحركات القيادة على أسعار الغذاء في الأسواق؟
تشهد العاصمة عدن موجة من التفاؤل الشعبي عقب التراجع المفاجئ في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، في تطور اعتبره مراقبون بارقة أمل في مسار التعافي الاقتصادي، بعد سنوات من التدهور المستمر.
ويأتي هذا التراجع في أسعار الصرف في ظل تحركات سياسية واقتصادية وصفت بالجدية، يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، ما دفع بالعديد إلى التساؤل: هل نحن أمام بداية استقرار اقتصادي حقيقي، أم أن المشهد لا يزال مفتوحاً على كافة الاحتمالات؟
البنك المركزي يعتمد ختمًا رسميًا جديدًا في إطار إجراءات تنظيمية
ضمن سلسلة من التحديثات التنظيمية، أعلن البنك المركزي في عدن عن اعتماد ختم رسمي جديد سيدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم السبت 3 أغسطس 2025، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية وحماية الوثائق الرسمية من التزوير.
وأكدت إدارة البنك أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة لتحديث البنية الإدارية، ورفع كفاءة الأداء المؤسسي بما يتماشى مع المعايير المصرفية الحديثة.
خبير اقتصادي يدعو المواطنين لوقف الإيداع في الصرافات وتفعيل الحسابات البنكية
وجّه الخبير الاقتصادي فكري ناشر دعوة مهمة إلى المواطنين والتجار والشركات، حثّهم فيها على دعم جهود البنك المركزي لاستعادة التوازن النقدي ورفع قيمة العملة المحلية، من خلال التوقف عن التعامل النقدي مع شركات الصرافة، وتفعيل الإيداعات في البنوك التجارية.
وأوضح ناشر أن "عودة الدورة المصرفية إلى وضعها الطبيعي تمثل الخطوة الأهم في سبيل تحقيق استقرار مالي دائم"، مشددًا على أن الثقة في النظام البنكي تمثل حجر الأساس لأي إصلاح اقتصادي حقيقي.
حملة رقابية مكثفة لضبط الأسعار ومنع التلاعب
بتوجيه مباشر من محافظ العاصمة عدن، معالي الأستاذ أحمد حامد لملس، انطلقت حملة رقابية موسعة على الأسواق في مختلف مديريات المدينة، لضبط أسعار المواد الغذائية الأساسية، وضمان استفادة المواطنين من تحسن سعر العملة المحلية.
ودعا المحافظ المواطنين إلى الإبلاغ عن أي مخالفات أو تجاوزات في التسعيرة، مؤكدًا أن التعاون المجتمعي هو الضامن الأهم لإنجاح هذه الحملات وتحقيق الاستقرار التمويني.
تحسن سعر الصرف.. ثمرة جهود الانتقالي الجنوبي
كشفت مصادر خاصة لـ"الأمناء" أن التحسن الملحوظ في سعر صرف الريال اليمني جاء نتيجة مباشرة لتحركات جادة قادها الرئيس عيدروس الزبيدي ونائبه أبو زرعة المحرمي، عبر سلسلة إصلاحات اقتصادية وإدارية شملت تفعيل دور المؤسسات السيادية وإعادة تشغيل مصافي عدن.
وأكدت المصادر أن هذه الخطوات ساهمت في إعادة الثقة النسبية بالعملة المحلية، وأسكتت الأصوات المشككة التي كانت تروج لحالة انهيار وشيك.
وأضافت: "حين كان رشاد العليمي متواجداً في عدن، كانت مؤشرات السوق تتجه للأسوأ، لكن عودة الرئيس الزبيدي غيّرت المعادلة تماماً، وانعكست إيجابًا على الأداء المالي والخدمي".
مواطنو عدن: نريد أن نلمس أثر تحسن العملة على أسعار السلع
رغم التحسن المتواصل في سعر صرف الريال اليمني، إلا أن المواطنين في عدن يشكون من استمرار الأسعار المرتفعة للسلع الأساسية، دون أي انعكاس فعلي لهذا التحسن على حياتهم اليومية.
وطالب المواطنون الجهات المعنية بتشديد الرقابة على التجار والأسواق، ومنع الاحتكار والمضاربة، داعين إلى ضرورة ربط أسعار السلع بتحركات العملة المحلية بشكل مباشر، بما يحقق العدالة ويحسن من مستوى المعيشة.
فرصة يجب ألا تضيع
يمثل التراجع المفاجئ في أسعار الصرف فرصة حقيقية لإعادة ترتيب المشهد الاقتصادي في عدن، لكن ترجمة هذا التحسن إلى نتائج ملموسة في الأسواق وسُبل العيش تتطلب إرادة سياسية قوية، وإجراءات رقابية حازمة، وتعاون شعبي واسع.
وفي ظل هذا الزخم، تبرز الحاجة الماسّة إلى مأسسة الإصلاحات، ومحاسبة المتلاعبين، وتوسيع دائرة الثقة بالقطاع المصرفي، كخطوة أولى نحو إنقاذ الاقتصاد من أزماته المتراكمة.