
من قلب الألم الذي يعانيه أهل غزة جراء الأوضاع الكارثية الناتجة عن الحرب، تطل الإمارات بمبادراتها لترسم الأمل وتخفف الوجع والمعاناة.
وأطلقت الإمارات مبادرات عدة لدعم أهل غزة بإلغاء والطعام، وسط تفاقم خطر المجاعة في القطاع المحاصر والمدمر.
مبادرات تتواصل استجابةً للحاجة الملحّة والواقع المأساوي الذي يعيشه أهالي غزة، حيث تتفاقم معاناة مئات آلاف العائلات النازحة والمتضررة من الحرب، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وانعدام مقومات الحياة الأساسية.
وتحاول الإمارات تخفيف تلك المعاناة عبر مبادرات متواصلة ضمن عملية "الفارس الشهم 3" التي انطلقت يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
ورسمت دولة الإمارات، عبر تلك المبادرات، ملحمة إغاثية إنسانية جعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص، والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثّقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكّده لغة الأرقام، التي تُبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.
إذ تؤكد التقارير الأممية أن المساعدات الإماراتية شكّلت نسبة 44% من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة حتى الآن.
وضمن هذه الرسالة الإنسانية الراسخة، أرسلت دولة الإمارات مساعدات طبية وإغاثية وغذائية إلى القطاع عبر كل السبل المتاحة برًّا وبحرًا وجوًّا، بقيمة إجمالية تجاوزت 1.5 مليار دولار أمريكي، لتتصدر دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر دعمًا لغزة، وفقًا لخدمة التتبع المالي التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".
وتتصدر المساعدات الغذائية قائمة المساعدات التي ترسلها دولة الإمارات عبر أكثر من مبادرة، من أبرزها:
دعم المخابز والتكيات
- توفر دولة الإمارات الدعم لـ 30 مخبزا آليا ويدويا وقد أنشأت الإمارات في إطار تلك المبادرة عدد من المخابز الأوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية لعشرات الآلاف في قطاع غزة يوميا، إضافة إلى توفير الطحين لـمخابز قائمة في غزة توفر الاحتياجات اليومية لعشرات الآلاف.
- تدعم دولة الإمارات 30 مطبخا مجتمعيا وتكية؛ لتأمين الوجبات اليومية لنحو 100 ألف مستفيد.
- تدعم الإمارات تكيات الطعام لتوفير آلاف الوجبات الغذائية للنازحين في قطاع غزة في إطار جهودها لمواجهة خطر المجاعة المتفشية في القطاع.
- توزيع طرود غذائية
توزّع عملية “الفارس الشهم 3” طرود غذائية على الأهالي بهدف التخفيف من المعاناة الإنسانية في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع.
ويجرى تسليم المساعدات في مراكز توزيع معتمدة، بعد إشعار المستفيدين برسائل نصية تحدد موعد ومكان الاستلام، ما يساهم في تنظيم العملية وضمان وصول الطرود لمستحقيها بشكل منظم وآمن.
طيور الخير
- إسقاط مساعدات غذائية في المناطق المعزولة عبر عملية "طيور الخير".
واصلت دولة الإمارات، الجمعة، لليوم السادس على التوالي، تنفيذ عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة، وذلك ضمن عملية "طيور الخير"، الهادفة إلى إيصال الدعم الإغاثي العاجل إلى المناطق المتضررة التي يصعب الوصول إليها براً.
وشهد يوم الجمعة تنفيذ عملية الإسقاط الجوي رقم (59) للمساعدات الإنسانية بقيادة دولة الإمارات والمملكة الأردنية، وبمشاركة (7) طائرات من كل من: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الهادفة إلى إيصال المواد الغذائية والإغاثية إلى المناطق الأكثر تضررًا في قطاع غزة.
واستأنفت الإمارات، الأحد الماضي، بالتعاون مع الأردن إسقاط المساعدات الإنسانية على قطاع غزة عبر عملية "طيور الخير"، بعد فترة توقف استمرت 9 أشهر بسبب تطورات الحرب.
على خطى دولة الإمارات في إسقاط مساعدات إنسانية على قطاع غزة جوا، أعلنت دول عدة تنفيذ إسقاطات مماثلة بغزة التي تعاني من أوضاع إنسانية كارثية.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، أن عملية الإسقاط الجوي رقم (59)- التي قادتها الإمارات والأردن وشاركت فيها 4 دول أوروبية- تُجسّد نموذجًا فاعلًا للتعاون الدولي في الاستجابة الإنسانية، وتعكس التزامًا راسخًا بنهج التضامن مع الشعوب المتضررة، مؤكدًا أن دولة الإمارات كانت وستبقى في طليعة الداعمين للشعب الفلسطيني الشقيق، سواء من خلال العمل الإغاثي المباشر أو عبر التحرك السياسي والدبلوماسي المستمر.
كما أكد أن دولة الإمارات ستواصل هذا النهج الإنساني الراسخ، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين، لدعم المدنيين في غزة وتخفيف معاناتهم، انطلاقًا من المبادئ الثابتة التي تنتهجها الدولة في تقديم العون الإنساني والإغاثة العاجلة للشعوب في أوقات الأزمات، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الشقيق.
وقبيل العملية 59، بلغ إجمالي المساعدات التي تم إنزالها جوا منذ بدء المبادرة إلى أكثر من 3787 طنا من المواد الغذائية والإغاثية، عبر 197 طائرة، ما يعكس استمرارية الجهد الإنساني الإماراتي للوصول إلى الفئات الأكثر تضرراً.
أيضا أقامت الإمارات جسرا جويا لنقل المساعدات، شارك فيه 656 طائرة.
- توفير الغذاء للمشافي
في ظل الحصار الخانق والقصف المستمر، قدمت عملية "الفارس الشهم 3" الإماراتية الدعم لمستشفيات قطاع غزة بعد تلقيها استغاثات.
وقال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، الدكتور خليل الدقران، لـ"العين الإخبارية": "الأوضاع في مستشفيات القطاع صعبة للغاية، والطواقم الطبية لا تحصل على وجبات غذائية".
واستجابة لهذه الكارثة، سارعت عملية "الفارس الشهم 3" بدعم من دولة الإمارات إلى تقديم الدعم العاجل عبر توزيع الخبز ووجبات الدعم للطواقم العاملة في مستشفى شهداء الأقصى، وهو ما قوبل بالشكر من العاملين في المشفى.
جسر بحري وبري
- أكبر سفينة.. 4372 طنا من المواد الغذائية
تواصل سفينة "خليفة" للمساعدات الإنسانية الثامنة ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإبحار متجهة إلى ميناء العريش في جمهورية مصر العربية، تمهيدًا لإدخال شحنتها من المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، في إطار الدعم الإنساني المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات للأشقاء الفلسطينيين.
وكانت السفينة قد أبحرت من ميناء خليفة “كيزاد” في أبوظبي يوم 21 يوليو/تموز الماضي.
وتُعد سفينة “خليفة”رقم 8 هي أكبر سفينة مساعدات إنسانية ترسلها دولة الإمارات حتى الآن، حيث تبلغ حمولتها الإجمالية 7166 طنا ، من بينها 4372 طنا من المواد الغذائية.
وتعد هذه ثالث سفينة مساعدات ترسلها الإمارات لدعم غزة خلال شهرين، والسفينة الـ17 منذ بدء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقبيل هذه السفينة، وصلت عبر البحر 16 سفينة، منها 7 سفن عبر ميناء العريش و7 سفن أخرى عبر قبرص، وسفينتان عبر ميناء أشدود في إسرائيل، وذلك لضمان تدفق الإمدادات الإنسانية عبر مختلف المنافذ.
-أرسلت دولة الإمارات إلى قطاع غزة 5575 شاحنة محملة بمواد إغاثة متنوعة، على رأسها المواد الغذائية.
وتتصدر حمولة الشاحنات مواد غذائية مخصصة لتكيات الطعام في القطاع، ولوازم تشغيل المخابز التي تسهم في إنتاج الخبز للأهالي، بالإضافة إلى طرود الطفل تستهدف الأطفال الأكثر احتياجًا في ظل الظروف المعيشية الصعبة.