آخر تحديث :الاحد 18 مايو 2025 - الساعة:21:40:46
صحيفة: تمسك الحوثيين بإعادة فتح مطار صنعاء رسالة طمأنة للأنصار
(الأمناء نت / العرب)

أعلن الحوثيون السبت استئناف العمل في مطار صنعاء باستقبال طائرة ركاب، بعد نحو 10 أيام من الضربات الإسرائيلية التي دمرته بشكل كامل، في رسالة موجهة إلى أنصار الجماعة بأنها ما تزال ثابتة رغم كل الضربات التي تلقتها سواء من الأميركيين أو الإسرائيليين.

ويقول مراقبون إن الأمر لا يعدو أن يكون دعاية سياسية، خاصة أن المطار محدود الحركة ولا تصله إلا رحلات قليلة، ما يجعل الخبر غير ذي قيمة خارجيا. وتنطوي على رسالة تحدّ لإسرائيل بحدّ ذاتها والتي دخلت جماعة الحوثي في صراع ضدّها تحت عنوان مساندة الفلسطينيين في قطاع غزّة وهو أمر يدخل أيضا ضمن الدعاية السياسية للجماعة.

وتعرض مطار العاصمة اليمنية حيث تقوم الخطوط الجوية اليمنية بتسيير رحلات محدودة وجهتها الرئيسية عمّان بالإضافة إلى استقبال الرحلات الإنسانية التي تديرها الأمم المتحدة، بين السادس والسابع من مايو لغارات إسرائيلية مكثفة، نفذت ردا على هجمات شنها المتمردون الموالون لإيران ضد إسرائيل.

وأعلن الحوثيون حينها أنّ المطار “دُمّر بالكامل” وقدروا حجم الخسائر التي لحقت به بنحو 500 مليون دولار. ونقلت قناة المسيرة التابعة للحوثيين عن نائب وزير النقل رئيس الهيئة العامة للطيران المدني يحيى السياني قوله “نستأنف السبت الرحلات من مطار صنعاء الدولي وإليه بعد إعادة جاهزيته وتشغيله“. وكانت القناة نفسها أعلنت في وقت سابق وصول “أول رحلة للخطوط اليمنية على متنها 136 راكبا،” فيما نشر المطار مقاطع فيديو على حسابه على فيسبوك تظهر هبوط الطائرة والركاب في صالة قيد الإنشاء.

وبين 2016 و2022، توقف المطار عن العمل سوى للرحلات التي تنظّمها الأمم المتحدة، في ظل النزاع بين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين. وفرض التحالف حصارا جويا على صنعاء لم ينته إلا في 2022 بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى الأعمال العدائية لستة أشهر، ورغم أنه لم يتم تجديده إلا أنّ المعارك توقفت على نطاق واسع.

◙ إعلان عودة نشاط المطار رسالة تحدّ لإسرائيل بحدّ ذاتها والتي دخلت جماعة الحوثي في صراع ضدّها تحت عنوان مساندة الفلسطينيين في قطاع غزّة

وقال المسؤول الحوثي إن السلطات تنوي تأمين 4 رحلات يومية خلال “الأيام المقبلة“. وجاء الإعلان عن استئناف العمل في مطار صنعاء غداة تجدد الضربات الإسرائيلية على أفقر دول شبه الجزيرة العربية، باستهداف ميناءي الصليف والحديدة في محافظة الحديدة الساحلية في غرب البلاد.

وندّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان “بشدة” بالضربات الإسرائيلية التي قال إنها تتم بـ”دعم غير مشروط” من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية. وقال إنّ “الهجوم على البنية التحتية الاقتصادية والمرافق العامة في اليمن، بما في ذلك موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف.. يشكل أيضا جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بشكل واضح“.

بدعم من إيران، العدو اللدود لإسرائيل، نفذ الحوثيون عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل “نصرة” لأهالي قطاع غزة الذي دمرته الغارات الإسرائيلية. كما استهدفوا سفنا قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل قبالة سواحل اليمن. وشنّت إسرائيل الجمعة ضربات على محافظة الحديدة الساحلية في غرب اليمن، متوعّدة بالمزيد وباستهداف قيادة الحوثيين، بعد ساعات قليلة على اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته في الخليج.

وأفادت وزارة الصحة التابعة للمتمردين اليمنيين بمقتل شخص وإصابة تسعة آخرين بـ”العدوان الإسرائيلي” على ميناءي الصليف والحديدة. وأعلن الحوثيون المدعومون من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن بما فيها العاصمة صنعاء، مسؤوليتهم عن العديد من الهجمات بصواريخ بطائرات مسيّرة ضد الأراضي الإسرائيلية.

وأكّد الجيش الإسرائيلي شن غارات على ميناءي الحديدة والصليف في اليمن اللذين قال إنهما يستخدمان في “نشاطات إرهابية”، ردا على هجمات الحوثيين. وأوضح أن 15 طائرة حربية شاركت في الهجوم الذي استهدف “أهدافا تابعة للنظام الحوثي الإرهابي“. لاحقا، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمزيد من الضربات، وذلك في بيان مصوّر قال فيه “نجح طيارونا الآن في توجيه ضربات جديدة لميناءين إرهابيين تابعين للحوثيين،” مشيرا إلى أن الضربات تندرج في إطار “استمرار” استهداف الحوثيين، ومؤكدا أن “هناك المزيد“.

وقال نتنياهو “لسنا مستعدين للوقوف مكتوفي الأيدي وترك الحوثيين يهاجموننا. سنضربهم بقوة أكبر، بما في ذلك قيادتهم وجميع البنى التحتية التي تسمح لهم بضربنا“. وعقب الضربات الجديدة، توعّد كذلك وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس الحوثيين بـ”ضربات موجعة” إذا استمروا في هجماتهم، مضيفا “سنلاحق عبدالملك الحوثي في اليمن ونقضي عليه“.

◙ اليمنيون نزلوا إلى الشوارع مجددا في صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين الجمعة للتعبير عن دعمهم للفلسطينيين في قطاع غزة،

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية التابعة للحوثيين أن “العدوان الصهيوني المتكرر على الموانئ اليمنية، سيقابل برد مؤلم” وفق ما أوردت وكالة الأنباء “سبأ” التابعة للمتمردين اليمنيين. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023، نفذ المتمرّدون الحوثيون في اليمن، في إطار إسنادهم للفلسطينيين، عدة هجمات صاروخية ضدّ إسرائيل واستهدفوا سفنا في البحر الأحمر قالوا إنها على ارتباط بالدولة العبرية.

ونزل اليمنيون إلى الشوارع مجددا في صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين الجمعة للتعبير عن دعمهم للفلسطينيين في قطاع غزة، بحسب لقطات لوكالة فرانس برس. والأربعاء، نشر الجيش الإسرائيلي تحذيرا دعا فيه إلى إخلاء كل من ميناء رأس عيسى وميناء الحديدة وميناء الصليف حتى إشعار آخر.

وأعلن الجيش الخميس أنه اعترض صاروخا أُطلق من اليمن وأدى إلى تفعيل صافرات الإنذار في القدس ووسط إسرائيل. وتبنى الحوثيون إطلاق الصاروخ وقالوا إنه استهدف المطار نفسه. وكان ذلك التحذير الثاني من نوعه، بعد تحذير سابق قبل قصف مطار صنعاء في السادس من مايو، ردا على صاروخ أطلقه الحوثيون نحو مطار بن غوريون، وكانت المرة الأولى التي يطال فيها صاروخ محيط المطار في تل أبيب، أدى إلى تعليق العديد من الرحلات الجوية منه وإليه.

وعقب ذلك، نفّذ الجيش الإسرائيلي العديد من الضربات في الأشهر الأخيرة ضد أهداف تابعة للحوثيين في اليمن وعطل مطار صنعاء وقصف محطات طاقة ومصانع إسمنت. وجاءت الضربات الإسرائيلية الجمعة بعد ساعات على مغادرة ترامب للخليج، حيث أمضى أربعة أيام متنقلا بين السعودية وقطر والإمارات.

وقبل زيارته، أبرمت الولايات المتحدة بوساطة عُمانية اتفاقا لوقف إطلاق النار مع المتمردين المدعومين من إيران، وضع حدا للهجمات الأميركية التي استمرت أسابيع، ردا على ضربات شنّها المتمردون اليمنيون على سفن في البحر الأحمر. لكن الرئيس الأميركي حذّر بأن واشنطن قد “تستأنف العمليات العسكرية” ضد الحوثيين في اليمن إذا شنوا هجوما. وبعد موافقتهم على وقف استهداف السفن الأميركية، أشار الحوثيون إلى أنهم سيواصلون هجماتهم على السفن الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن.




شارك برأيك