
في مثل هذا اليوم الأليم، الثلاثاء 6 مايو 2015م، فقد الجنوب قائداً من طرازه النادر، واستشهد شيخ المناضلين الأحرار، اللواء الركن علي ناصر هادي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، وهو يتقدم الصفوف مقاتلاً ومدافعاً عن عاصمة الجنوب الأبية الحرة عدن، في وجه الغزو الحوثي العفاشي الشمالي الغاشم.
لقد ارتقى شهيداً في معركة الشرف والكرامة، في حجيف – التواهي، وكان حينها قائداً ومعلماً لنا، نقاتل إلى جانبه كتفاً بكتف، وكان لي شرف أن أكون أحد رفاقه في تلك اللحظات الخالدة. أُصبت بجراح بالغة يومها – خمس إصابات – لكن رحمة الله كانت معنا، وكتب لي البقاء، فيما اصطفى الله القائد علي ناصر هادي شهيداً، مقبلاً غير مدبر، في واحدة من أشرس وأطهر معارك الدفاع عن عدن والجنوب.
إن الذكرى العاشرة لاستشهاده لا تمر علينا كأي ذكرى؛ إنها جرح غائر في الذاكرة ونداء مستمر للوفاء، وتذكير دائم بمسؤوليتنا أمام دماء الشهداء الأبرار. لقد كان الشهيد قائداً فذاً، حكيماً شجاعاً، ذا إرادة لا تلين، حفر اسمه في سجلات المجد بدمه الطاهر ومواقفه التي لا تُنسى.
نستحضر في هذه الذكرى المجيدة صور العزة والكبرياء والصمود، ونجدّد العهد والوعد لكل الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد القائد علي ناصر هادي، أننا على دربهم سائرون، لا نحيد ولا نلين، حتى يتحقق لشعبنا الجنوبي كامل حريته واستقلاله واستعادة دولته.
نسأل الله العلي القدير أن يتقبله بواسع رحمته، ويجعل مثواه الجنة مع الشهداء والصديقين، وأن يلهمنا الصبر والثبات لمواصلة ما بدأه من نضال وبطولة.
المجد والخلود لروح الشهيد القائد اللواء الركن علي ناصر هادي و رفاقه ورفاقنا الشهداء معه الاحياء في قلوبناء. والسلام على كل شهداء الجنوب الأبرار.
*العميد طيار / ناصر أحمد السعدي*
*رئيس الهيئة المجتمعية المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي*
*بتاريخ الثلاثاء الموافق 6/ 5/ 2025م*