آخر تحديث :الاثنين 05 مايو 2025 - الساعة:01:02:45
مجلس واحد يكفينا... مجلس واحد لا مجالس وحزب واحد لا عشرات.. قراءة فكرية شرعية سلفية
(الأمناء نت / كتب / خالد الفضلي)

في ظل الأحداث المتسارعة في الجنوب واليمن عمومًا، ومع تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي المعترف به من قبل التحالف العربي، بل والمؤسَّس برعايتهم وبدعم مباشر من تحالف دعم الشرعية في اليمن، استطاع هذا المجلس أن يبسط نفوذه على معظم المناطق المحررة في الجنوب.

وقد سعى المجلس الانتقالي إلى احتواء جميع أبناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم السياسية والمذهبية، وأولى اهتمامًا واضحًا بشريحة كبيرة من أهل الدين والاعتدال، الذين نبذوا الغلو والتطرف، واشتركوا مع غيرهم في مقاومة المد الحوثي الرافضي والفكر الإخواني ومخرجاته الإرهابية، إنهم السلفيون الجنوبيون، الذين يتصدر كثير منهم الصفوف الأولى في الألوية الجنوبية، مناضلين مدافعين عن الأرض والعقيدة، في مواجهة الحوثية والإرهاب على حد سواء.

ومن الخطأ الظن أن الدعوة السلفية في الجنوب وُلدت بعد حرب 1994م - كما يظن بعض المغيبين عن التاريخ والدعوات الإسلامية في الجنوب - فالسلفية دعوة إصلاحية أصيلة، تنشد العودة إلى الإسلام الصافي، وتحرير الناس من عبودية غير الله، ونبذ الغلو والتقليد، وفتح آفاق الاجتهاد الملتزم. هي سلفية الإمام البيحاني في كريتر – عدن، في ظل الاستعمار البريطاني في القرن الماضي، هي سلفية الشيخ العبادي إمام مسجد زكو في الشيخ عثمان، وغيرهم من مشايخ الجنوب في تلك الحقبة وما قبلها الذين حملوا لواء الإسلام الصحيح، وواجهوا حملات التشويه والتضييق، لكنهم ظلوا ثوابت في وجه كل غازٍ ومحتل، حماة للحق، وأمناء على الدين والوطن.

ولذلك فإن تعامل السلفيين مع المجلس الانتقالي الجنوبي نابع من رؤية شرعية إصلاحية، يرون فيه كيانًا جامعًا لأطياف المجتمع الجنوبي، لا حزبًا من الأحزاب المتصارعة على السلطة، كما أنهم يرون في التعددية الحزبية خطرًا على وحدة النسيج المجتمعي والوطني، في كل بلد إسلامي. ومشروعهم هو مشروع جمع الكلمة والتآلف، كما أمر الله عز وجل:
"واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا..."

إن الجنوب ليس بحاجة إلى تعدد المجالس والكيانات والأحزاب، بل هو بحاجة إلى تصحيح المسار، وتقديم النصح، وتوحيد الجهود، فليس لأحد العصمة، لكن الحق أحق أن يُتّبع، والحق في وحدة الصف ونبذ التفرق.

ومن هذا المنطلق، أوجه هذه الرسائل لأطياف المجتمع الجنوبي:

الرسالة الأولى:
لإخواننا في المجلس الانتقالي الجنوبي: افتحوا صدوركم قبل أبوابكم لكل أبناء الجنوب، وتقبلوا النقد البنّاء، واختاروا رجالاتكم بعناية. ومن ثبت فساده ممن ينتسب إليكم أو يدّعي ذلك، فأعلنوا البراءة منه، كما تبرأتم مسبقا – مشكورين – من رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في عدن ومن معه.

الرسالة الثانية:
لكل من ينشد الكرامة والحياة الكريمة من أبناء الجنوب: قوتنا في اجتماعنا، والمجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل المعترف به لأبناء الجنوب، والمخاطب باسمهم في التحالف وفي المحافل الدولية، فلتتوحد الجهود من حوله، ولنقدّم له النصح الصادق.

الرسالة الثالثة:
لأصحاب المشاريع والأحزاب والكيانات المختلفة: اتقوا الله في الجنوب وأهله، واجتمعوا على كلمة سواء، فيها عز الجنوب وكرامته، وقدموا مصلحة البلد على المصالح الشخصية الضيقة. إن فتح المجال لتعدد الكيانات أتاح حتى لبعض أرباب الإرهاب أن يعلنوا انشقاقهم وتشكيل كيانات بديلة! بمسمى التحرير والتغيير!! أرأيتم حجم المؤامرة؟! ومن المستفيد منها؟!

إذا فلنقف جميعًا، ولنهتف بصوت واحد:
"مجلس واحد يكفينا... مجلس واحد لا مجالس، وحزب واحد لا عشرات".




شارك برأيك