آخر تحديث :الاحد 04 مايو 2025 - الساعة:12:49:12
حين تصبح الوظيفة العسكرية آخر أمل للعيش
(الامناء نت/خاص:)

بقلم/وسيم عارف العبادي

في وطنٍ تتكسر فيه أجنحة الحياة ويصبح الحلم عبئًا والكرامة ترفًا لا غريب أن يعود الناس أفواجًا إلى السلك العسكري لا طلبًا للمجد ولا حبًا في البندقية بل بحثًا عن لقمة تسند جوعهم وواقعٍ ينقذهم من الانهيار.

كان يُقال قديمًا إن الوظيفة العسكرية هي آخر الحلول عندما تُغلق في وجه الإنسان أبواب الرزق واليوم نراه حقيقة لا مجازًا الناس تقف في طوابير طويلة ليست أمام مخابز ولا مستشفيات بل أمام معسكرات التسجيل يلبون نداءً يحمل لهم شيئًا من الأمان المفقود ليس لأنهم اختاروا هذا الطريق حبًا بالحرب بل لأنهم سُدّت في وجوههم كل السُبل

نعم، حين نُستدعى للدفاع عن الوطن نكون أول من يلبي، لا ننتظر راتبًا ولا مكرمة، كما فعل أبناء الجنوب الأحرار في 2015 حين باعوا أغلى ما يملكون ليحموا الأرض والعرض من عدوان الحوثي الغاشم لكن اليوم الواقع مختلف النداء لم يكن للمعركة بل لفتح باب نجاة من حياة تزداد ظلمة يومًا بعد يوم

لا كهرباء، لا تعليم، لا ماء، لا خدمات، لا دولة يشعر بها المواطن، فقط فوضى ومعاناة وانفلات في الأسعار وموت بطيء للمواطن الصابر. ومع كل هذا ما زال المسؤولون صامتين في رفاهيتهم في عالمهم الآخر كأن هذا الشعب لا يعنيهم، كأن الأنين لا يصلهم وكأنهم لا يرونه يُسحق كل يوم

أين أنتم يا من تقسمتم المسؤولية وتجاهلتم الأمانة؟ أين أنتم من مشهد المئات وهم يتزاحمون طلبًا لوظيفة عسكرية تُطعمهم فقط؟ أهذا هو الوطن الذي حلمنا به؟ وهل تستيقظون فقط إذا انفجر الشعب غضبًا في الشوارع؟ أين تصريحاتكم؟ أين وجدانكم؟

والله إن من المؤلم أن المواطن أصبح يتمنى أن يُستدعى للمعركة فقط ليأكل! أين كرامتكم؟ أين نخوتكم؟ لكن نقول كما يقول الطيبون في الشدائد: الله يعين المواطن المسكين ويمحق كل فاسد ومتخاذل وظالم تاجر بوجعنا وصمت عن وجعنا.




شارك برأيك