آخر تحديث :الجمعة 17 مايو 2024 - الساعة:10:18:43
إعادة تحليل تداعيات الأزمة بعد مشاركة الإنتقالي في ورشة عمل مع الأحزاب والقوى السياسية اليمنية
(الامناء نت / كتب / عبدالفتاح فريد ناشر:)

أولا:

ان اللقاء الذي نظمه المعهد الديمقراطي بالاشتراك لأحزاب وقوى دعم الشرعية ( الأحزاب اليمنية ) هي ذاتها التي تنطوي في إطار الشرعية وتندمج معها في مناصب قيادية عليا بما فيها المجلس الانتقالي وجميع تلك القوى مشاركة في لقاء الرياض ٢٠١٩م بين الشرعية وقوى دعم الشرعية من جهة والانتقالي كممثل للقضية الجنوبية من جهة أخرى وبالإضافة إلى أن جميع تلك القوى أيضا مشاركة في مشاورات الرياض ٢٠٢٢م ملتزمة بمخرجاته التي وضعت خيار حل القضية الجنوبية ( في إطار خاص في مفاوضات الحل النهائي للازمة اليمنية ) .

ثانيا :

ان مشاركة المجلس الإنتقالي الجنوبي في لقاءات تشاورية هو أمر ايجابي من الناحية السياسية من ناحية اذا كانت تهدف إلى تعزيز وتطوير سبل تعزيز الثقة مع الأطراف الجنوبية الأخرى على هدف إستعادة الدولة الجنوبية، أما من ناحية أخرى ان مشاركة المجلس الإنتقالي في حوارات تضع الإنتقالي خصم لكل القوى السياسية اليمنية المتناقضة معه بالأهداف والمنضوية معه في الشرعية (قوى دعم الشرعية) لا تقدم للانتقالي أي مكسب سياسي بل تؤثر سلبا عليه وتحول الأزمة من أزمة بين الشرعية والحوثيين إلى أزمة داخلية بين قوى دعم الشرعية، وأيضا تفتح باب التساؤل هل المشاركة بالنسبة للانتقالي قد تهدد أو تلغي الميثاق الجنوبي الذي عمد المجلس على تنظيمه مؤخرا أو تهدده بشكل غير مباشر، خاصة أن لكل ورشة ولقاء مخرجات قد لا تتوافق مع الإلتزامات والاتفاقيات السياسية والوطنية للانتقالي داخليا وخارجيا.

ثالثا :

لابد التعامل بايجابية وتقييم هادى وعقلاني لردة الفعل الغاضبة من قبل الشارع الجنوبي حول مشاركة الأمين العام للانتقالي فضل الجعدي بالورشة، وهذا باعتقادي يعد أمر إيجابي بسبب الثقافة الثورية التحررية التي تشبع بها الشارع الجنوبي والتي لا تعترف بالإنتماءات الحزبية والتي ترى أيضا أن الجعدي الذي يدير منصب الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يناضل " لأجل إستعادة الدولة الجنوبية " يمثل أيضا نائب رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ( الوحدوي) وهذا يمثل تناقض كبير بالنسبة للشارع الجنوبي ويفتح الباب للاحزاب الاخرى لتمثيل القضية الجنوبية وإدخالها في موجة من التجاذبات بين القوى السياسية التي لا تنطلق من أيدلوجيا ثورية وتحررية.

رابعا :

ان الموقف الصادر من المجلس الإنتقالي ممثلا ببيان " الدائرة السياسية " كان حاسما وصريحا برفض مخرجات الصادر عن لقاء الاحزاب والمشارك به الأمين العام للمجلس الإنتقالي وهذا بحد ذاته سبب الكثير من الضبابية في الرؤية للمشهد برمته بالنسبة للشارع الجنوبي وهو ما دفعه لصب جام غضبه على شخص الجعدي، بالإضافة إلى موقف هيئة الرئاسة للمجلس الانتقالي الذي يعتبر كما يصفه الكثير ( حفظ لماء الوجه لشخص الامين العام ) والتي أكدت أن مشاركة الأمين العام كان بتوجيه من قبل هيئة الرئاسه وهذا ما يجعل التساؤلات تتزايد حول وحدة الموقف السياسي في إطار المجلس الإنتقالي وهو ما حذرنا منه في النقطة " الثانية " المذكورة سلفا.

" ان المستجدات الأخيرة الطارئة على الساحة الجنوبية كانت تمثل أزمة صغرى وتعد إختبار لمدى قدرة الإنتقالي للتعامل مع الأزمات الكبرى حيث تعدّ إدارة الأزمات السياسية على الصعيد الدبلوماسي خليطاً بين المعرفة والفن والموهبة والتفكير الإبداعي، والتنسيق والتعاون بين فرق العمل وتعمل بمبدأ التكاملية، وهي فرق تعمل ولا تنتظر حدوث الأزمة بل تتعامل مع احتمالية حدوثها أو جذورها قبل أن تقع، وإنْ وقعت تكون جميع إجراءات التخفيف قد اتخذت لامتصاص الأزمة وحلها في أسرع وقت ممكن بأقل جهد وتكلفة، و أفضل طريقة لإدارة الازمة هي منعها من الحدوث في المقام الاول ".

 

 

 

 

 

 

 

 



شارك برأيك