آخر تحديث :الاربعاء 01 مايو 2024 - الساعة:03:33:18
الهلال الإيراني‬⁩
(كتب داود الشريان)

 

‏في ديسمبر عام 2004 أطلق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مصطلح الهلال الشيعي ، في مقابلة مع صحيفة " واشنطن بوست ". المصطلح كان تعبيرا عن مخاوف الملك من إيرانية الحكومة العراقية المؤقتة، التي اشكلت بعد الغزو الأميركي للعراق، ورتبت بتدخل أميركي _ايراني مشترك. وصف الملك للهلال الخصيب، بالهلال الشيعي، اثار جدلا واسعا في وقتها، وشبه بعضهم تصريحات الملك الأردني بالتحريض والمذهبية. لكن الملك عبد الله سارع الى شرح موقفه، وسبب أطلاقه مصطلح الهلال الشيعي وهدفه، في حديث لجريدة " الحياة " أجرته الزميلة راغدة درغام، ونشر في 25 مارس عام 2005، وهو قال، " لقد كانت هناك بعض العناصر في إيران في ذلك الوقت تحاول التدخل في شؤون العراق الداخلية وشعرت بان علينا الالتزام بمبادئ موقفنا. إلا أن ذلك الموقف فسر على غير ما أردناه وما قصدناه.. وقال البعض إنني أتخذ موقفا ضد الشيعة ، وكل من يعلم حقيقية العلاقة التي تربط بين آل البيت والشيعة، يدرك أن كل التفسيرات لموقفنا ولمصطلح الهلال الشيعي كانت غير صحيحة، ويؤسفني سوء تفسير استخدامي لهذا المصطلح ".
‏في عام 2020 عاود الملك عبد الله الثاني التحذير من تبعات هذا المصطلح وخطورة التساهل في التعامل معه، ولكن بلغة سياسية أكثر وضوحا هذه المرة، وهو قال في حوار مع " فرانس 24 " الإنكليزية، "عندما قلت تلك العبارة استخدمت تعبير الهلال الشيعي، ولكن في الواقع هو الهلال الإيراني، الذي لديه امتداداته في العراق وسوريا ولبنان "، وأضاف، " هذا أمر كان علينا جميعا مواجهته ... ".
‏مشروع الهلال الشيعي ، او الإيراني، الذي شرد عرب سوريا، ودمر منارة الامويين، وأفقر اليمن وفرق اليمنيين، بدأ تنفيذه بعد غزو العراق. فهل ستكتمل استدارته بعد الحرب على غزة. وهل يسعى ظلاله الأسود الوصول إلى  الأردن، بعد ان هيمن على القرار الفلسطيني، عبر المليشيات التي تنفذ الاجندة الإيرانية، وتتمنطق بشعارات إسلامية؟!



شارك برأيك