آخر تحديث :السبت 04 مايو 2024 - الساعة:01:00:12
السطو على أرشيف تلفزيون قناة عدن الرسمي وترحيله.. خطوة أولى لتسريح موظفي القناة عن وظائفهم أسوة بالجيش الجنوبي
(الأمناء نت / خاص :)

مر على قناة عدن الفضائية الرسمية الجنوبية الأصل والهوى والهوية قرابة التسع سنوات وهي تعاني اغتصابها الثاني وتدميرها بعد حرب يوليو 1994 التي شهدت مرحلة إفراغ لتأريخها وأرشيفها السياسي والوثائقي والفني الجنوبي بفعل التبعية التي يفرضها عليهم واقع الحال، حيث تم نقل مئات الأشرطة من أرشيف تلفزيون قناة عدن الرسمي بمختلف أحجامها وأنواعها في شاحنات إلى صنعاء بدعوى الجانب الفني على طريقة شغل العصابات وقطاع الطرق في صورة تؤكد عظمة هذا التأريخ الأرشيفي لتلفزيون عدن وأهميته على مدى مراحل المسيرة الوطنية ويعكس ما يشكله من قوة وصلابة يزرع الرعب في قلوب أعدائه ما جعلهم يحيكون حوله الدسائس لاختطافه وإعاقة نشاطه.

 

المتهم الأول

يعتبر عبد الغني الشميري - رئيس قطاع الإذاعة والتلفزيون بعد حرب صيف 1994 - المتهم الأول بنهب أرشيف تلفزيون عدن الرسمي الذي كلف بنقل أرشيف قناة عدن على متن شاحنات وإرسالها إلى صنعاء كنوع من نشوة المنتصر وإكمال الإجهاز على تأريخ وثقافة دولة الجنوب.

فالكثير من الحلقات والبرامج الوثائقية والسياسية والمسلسلات المحلية والأغاني والسهرات الفنية التي بثت على بعض القنوات الفضائية - معظمها إخوانية- وبصورة دائمة تعود حقوقها لأرشيف قناة عدن، منها على سبيل المثال أحداث 13 يناير 1986 في الجنوب، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بثت على قناة الجزيرة القطرية في برنامج المتحري الذي أعده جمال المليكي والتي لاقت غضبًا واستهجانًا في الجنوب كونها مشاهد ومواد فيلمية خاصة بأرشيف تلفزيون عدن الرسمي تعود ضمن المواد التي نُقلت أصولها إلى صنعاء بعد حرب 1994. 

 

نهب أرشيف القناة

صارت قناة عدن الرسمية بعد احتلالها في 94م مطمعًا لكل ناهب لأرشيفها، حيث كان رئيس إدارة قناة السعيدة الفضائية حامد الشميري شقيق عبد الغني الشميري متهما كذلك ببث مواد فيلمية خاصة بأرشيف تلفزيون عدن من سهرات فنية وأغاني وطنية ومسلسلات محلية تم الاستيلاء عليها بطرق عدة سواء تمت بتوجيهات رسمية أم بوسيلة السماسرة البيع والشراء.

فبعد دخول القوات الغازية إلى عدن في يوليو 1994 عندما تم اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون تم العبث بمحتوياتها وظلت الأشرطة مبعثرة في الطرقات بمدينة التواهي لأيام أمام عامة الناس وهو الشيء الذي حدث للإذاعة والتلفزيون لحظة اقتحام الحوثيين مدينة التواهي في 2015.

قرابة الشاحنتين نوع دينا التي تم نقل أرشيف تلفزيون عدن الرسمي على متنها من الأشرطة القديمة إلى أشرطة حديثة من محتويات مكتبة تلفزيون عدن التي تعد عقل وذاكرة وتاريخ الوطن بما تحتويه من كنوز لا تتوفر إلا في المكتبة ذاتها.

كانت ذريعة إرسال شاحنتين تحمل أشرطة من مكتبة تلفزيون عدن إلى تلفزيون صنعاء بتوجيهات وإملاءات من قيادات وجهات أمنية نافذة هو عملية نقلها إلى أشرطة حديثة وتجديدها والحفاظ عليها في أجواء باردة بعيدا الأجواء الحارة التي تتسبب بإتلافها إلا أن لغة الغدر كانت عنوانا وعدم إعادتها كان جوابا رغم بروز محاولة فردية لإعادة مواد تلفزيون عدن إلى عدن على شاحنتين تم اعتراضهما في جنوب صنعاء أواخر 2014 وتمت مصادرة حمولتين من قبل مليشيات الحوثي إلى جهة مجهولة.

بعد أحداث 2011 تولى إدارة زمام تلفزيون قناة عدن أشخاص أدركوا ضعف الرقابة عليهم وانفلات الوضع أمامهم.. قيادة لم تعي مكانة قناة عدن وقيمتها التاريخية في الجزيرة والمنطقة العربية لم تستوعب أن إدارتها يتطلب رصيدا معرفيا بأسس وأبعاد ومتغيرات الاستحداث والتجديد وتعرضت قناة عدن في معقلها بمديرية التواهي لأسوأ صنوف القرصنة والسرقة والتدمير الممنهج فاستغل من تربع عليها ومن يعمل في عقلها ومركزها المكتبة التلفزيونية استغل من وظيفته حمايتها والحفاظ عليها النظر إليها على أنها فيد بعد حرب فعمد بعض القائمون عليها اتخاذ سبيل الاتجار بها وسيلة والارتزاق بإرث تأريخي وطني هدفا فاعتمدوا طرق الدلالين والسماسرة لبيع أصول من الثروة الوطنية من الأشرطة من الأفلام الوثائقية والسينمائية والسير التاريخية والسهرات الفنية والأغاني الوطنية بعد نقلها على سيديهات وفلاشات وبيعها بآلاف الدولارات لقنوات معظمها إخوانية تحارب استعادة دولة الجنوب وتشتغل ضده ويتم تعزيزها بأرشيف تلفزيون قناة عدن الصرح التأريخي.

هناك بعض ضعاف النفوس ممن ينتمون للمؤسسة الاعلامية تلفزيون عدن ومن مكتبتها أيضا من نقل مواد برامجية وأرشيفية سياسية ووثائقية وأغاني وطنية بمبالغ بالعملة الصعبة بألآف الدولارات لتعزيز بث قناة عدن بجدة وبعض القنوات الفضائية ليساهم في إطالة بقاءها في المنفى إتلاف إجهزتها جراء إهمالها دون صيانة ولإيصال إيحاء أن مبنى قناة عدن بعدن مجرد أطلال تسكنه الأشباح مما يؤكد عدم جدية عودة القناة واستمرار بثها من مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

 

بين عدن وجدة

غياب تلفزيون قناة عدن بعد تحرير مدينة عدن وتحرير أرضها وجعل قناة عدن مصادرة بجدة حكرًا لمعظم من ليس له علاقة بها ومرتعًا ومتاعًا لحفنة مارقة يرتهنون بأساليبهم الدنيئة من مكر وخداع فاقدين أسس المهنية والمصداقية يخططون بدهاء الفاسد استنزاف البلد المضيف لإطالة أمد إقامة القناة خارج أرضها.. غيابها يسجل نكسة أخرى في حياتنا مما يجرنا إلى إشكالية غامضة نستفهم حولها لمصلحة من بقاء قناة عدن في عزلة خارج أرضها وبعيدة عن كوادرها ومن هي الجهة التي تدفع في هذا الاتجاه؟ وكم ستستمر الوعود تترا شهر يليه شهر حتى يكتمل العام يتبعه آخر؟

عملية السلب والنهب والتخريب التي تعرض لها تلفزيون عدن سواء كان بعد حرب 94م أم بعد أحداث 2011م إلى الغزوة الثانية في حرب 2015م لم نرى خلالها لجان تشكلت للتحقيق أو قرارات تضمنت المحاسبة بل ما نجده هو مكافأة البعض ممن اشتركوا في نهب الإذاعة والتلفزيون وتكليفهم بمناصب حساسة.

يجب علينا اليوم أن نبدأ مرحلة جديدة في المحاسبة واستعادة الحق بمعاقبة من ارتكب جريمة بحق أرشيف تلفزيون قناة عدن وأن نفتح قضية المساءلة القضائية وتفعيل دور الرقابة الادارية التي تميع دورها ومحاسبة كل من عبث بأرشيف تلفزيون قناة عدن.

في خضم كل ذلك نطالب قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي من يملك القرار باستعادة دولة الجنوب بإعادة بث تلفزيون قناة عدن من العاصمة عدن ومن مبناها بمدينة التواهي وتشغيلها في أسرع وقت ممكن من خلال إعادة كوادرها الاعلامية وجميع موظفيها حتى لا يتم تسريحهم من وظائفهم وإجبارهم على البقاء بمنازلهم كما فعلوا مع الجيش الجنوبي سابقا بتسريحهم من وظائفهم لا نريد أن يحدث لموظفي قناة عدن بعدن ما حدث للجيش الجنوبي من إقصاء وإهمال وتهميش.

 

كما نطالب بالحفاظ على أرشيف تلفزيون قناة عدن وما تبقى من الأشرطة بكل أنواعها من الاندثار والتلف وتوفير الأجواء الباردة لكل ما تحتويه المكتبة الوطنية وإجراء عمليات الصيانة الدورية لأجهزة قناة عدن التي تقدر كلفتها بالمليارات والتي تعد مصدر دخل ورزق موظفي قناة عدن حتى عودتها إلى مقرها الرسمي.



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل