آخر تحديث :الجمعة 26 ابريل 2024 - الساعة:00:56:36
واشنطن بوست: على أمريكا الاستعداد لموجات من الاحتجاجات في إيران
(الامناء نت / متابعات)

بعدما دخلت الاحتجاجات في إيران على وفاة مهسا أميني، أسبوعها الثاني، رأى الكاتب السياسي في صحيفة "واشنطن بوست" جيسون رضايان، أن اللحظة باتت حاسمة في إيران، ويجب أن تكون كذلك عند الولايات المتحدة، ومنعطفاً في تعاملها مع نظام ينتهك باستمرار المعايير الدولية.

حتاج الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لمساعدة الموجة المقبلة، والتي ستليها.

وقال الكاتب إن رفض حكم النظام ليس ظاهرة جديدة، لكن شجاعة المتظاهرين وإرادتهم لإسقاط الطبقة السياسية وقادتها تشيران إلى حقبة اعتراض جديدة لن تتلاشى.

ضربة مميتة
أوضح رضايان أنه رغم تصميم المتظاهرين، من المرجح جداً أن يقمع النظام التظاهرة بالنظر إلى سجله. رد الرئيس ابراهيم رئيسي الذي تورط في إعدام آلاف المعارضين بالطريقة المتوقعة، إنكار الاضطراب، ووقف انتشارها، واعتقال وقتل المتظاهرين ولوم القوى الأجنبية.

وأثناء وجوده في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، تجاهل رئيسي الاحتجاجات. وفي محاولة لإخفاء الفوضى في البلاد، وجه رئيسي عن غير قصد ضربة مميتة لأي مصداقية للنظام أمام أعين العالم.

لعل أكثر اللحظات وضوحاً في زيارته لنيويورك، رفضه الظهور في مقابلة مقررة مسبقاً مع الصحافية كريستيان أمانبور، لأنها رفضت وضع الحجاب.

إن مقارنة هذا الاستعراض مع التظاهرات في إيران، ستقنع كل من لا يزال يعتقد في إمكانية تطابق النظام وقيمه مع الحياة في العالم المعاصر، بأنه مخطئ.

خطوة أولى 
مع احتمال حقيقي لتعرض هذه الموجة من المقاومة للقمع، تحتاج الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لمساعدة الموجة المقبلة، والتي ستليها.

أولاً يجب إعادة صياغة دور الموفد الرئاسي للشؤون الإيرانية. هذا منصب مهم أنشأه الرئيس دونالد ترامب، وقرر الرئيس بايدن الإبقاء عليه، لكن لم يستخدم قط بشكل جيد، وفق رضايان.

استخدمته إدارة ترامب لمعاقبة إيران ومحاولة زرع الشقاق. واستخدمه بايدن بشكل شبه حصري لإحياء الاتفاق النووي، وأخطأ كلاهما في تحقيق الهدف.

يجب أن يشكل الموفد مركز التحكم في جميع القضايا المتعلقة بإيران، التعامل مع قضايا الأمن القومي نعم، لكن أيضاً مع الشتات الإيراني، وهو جمهور قوي، ومصدر للاستخبارات البشرية الدقيقة التي تفتقر إليها الولايات المتحدة بعد 43 عاماً دون علاقات أمريكية مباشرة مع إيران.

أدوات الاتصال
ثانياً، يتابع رضايان، على بايدن مواصلة تخفيف العقوبات عن أدوات الاتصال في إيران. سمحت وزارة الخزانة في الأسبوع الماضي للشركات التكنولوجية ببيع الإيرانيين العديد من الخدمات والبرمجيات المقيدة منذ فترة طويلة لمساعدة الشعب على مقاومة "أدوات المراقبة والرقابة على الإنترنت التي يستخدمها النظام الإيراني".

وفي الوقت الحالي، تعمل الحكومة الإيرانية بشكل روتيني على تقليص سرعات الإنترنت، وتصفية مواقع التواصل الاجتماع،ي وتطبيقات التراسل، وقطع الإنترنت بالكامل في أوقات معينة من اليوم. لذلك فإن تخفيف العقوبات سيساعد في هذا الصدد ويجب أن يتبعه المزيد.

تسهيل الاستقبال
دعا رضايان واشنطن إلى السماح للمعارضين بالاستقرار في الولايات المتحدة وتسهيل مواصلة عملهم، حيث سيكون ذلك وسيلة سهلة وفعالة لزيادة الفهم الأمريكي للقضايا التي يواجهها إيرانيو الداخل.

نجحت قلة في الوصول إلى الولايات المتحدة بعد تظاهرات مطولة في 2017 و 2019 لأن الحظر  الذي فرضه ترامب، منع جميع الإيرانيين من الدخول. طيلة أعوام، هرب الإيرانيون من الاضطهاد في وطنهم، أملاً في بلوغ الأراضي الأمريكية عادة.

لا حاجة للسرية 
ثمة نبع من المعرفة يؤمنه أشخاص لديهم خبرة ميدانية، لكن لن يتسنى استغلاله إذا كان الوافدون الجدد منشغلين جداً بتخطي البيروقراطية والأعمال المتراكمة غير المنجزة التي تقف بينهم وبين ترخيص العمل البسيط.

وستزيد تلك المجموعة من المعترضين المطلعين على الأوضاع الداخلية في إيران. وبمجرد أن يستقر المعارضون في الولايات المتحدة، على الحكومة ومؤسسات السياسة دعوتهم للاجتماع للمساعدة على تأسيس مسار مستقبل سياسة أمريكا الإيرانية. هذا نقاش حول الأمن القومي سيستفيد بشكل هائل من خطاب عام صادق.

وعلاوة على ذلك، يختم رضايان، لم تعد هناك أي حاجة للسرية لمحاولة زعزعة استقرار إيران. هذا أصلاً ما يحدث حالياً هناك.







شارك برأيك