آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:05:51:21
العميد ركن/ سمير المسعودي يروي لـ"الأمناء" تفاصيل تشكيل جبهة العند الغربية وهجوم التحرير:
(الأمناء / حاوره خلدون البرحي:)

 

  • 30 مايو 2015 تشكلت جبهة العند الغربية
  • وصول استطلاع إماراتي قبل يوم من معركة التحرير
  • 2 أغسطس طيران التحالف يدمر 70% من القدرات العسكرية لمليشيات الحوثي
  • تعزيز مقاومة العند بـ 30 عربة و 15 دبابة وأفراد بقيادة اللواء الشهيد سيف المحرمي
  • بعد تحرير قاعدة العند في 3 أغسطس وقطع الإمداد عن المليشيات وصلتنا أوامر بالانسحاب

 

مثلت معركة تحرير قاعدة العند في شمال مديرية تبن بمحافظة لحج منعطفًا مهمًا على طريق معارك دحر مليشيات الحوثي الإيرانية من كامل محافظة لحج بشكل خاص ومحافظات الجنوب بشكل عام، وقد كان للجبهة التي تشكلت غرب العند بقيادة العميد ركن سمير صالح يوسف المسعودي وقتها - قائد القوات البرية لقاعدة العند حاليًا- دورٌ محوريٌ لنجاح جبهة كان لها إسهاماتها في تحرير العند والخلاص من المليشيات الحوثية الإيرانية، ومهدت الطريق أمام قوات المقاومة الجنوبية القادمة من جنوب الحوطة عاصمة محافظة لحج لاستكمال التحرير لمحافظة عدن ومحافظة لحج.

وفي الذكرى السابعة من تحرير قاعدة العند الجوية الاستراتيجية في 5 أغسطس 2015م، العميد ركن سمير صالح المسعودي يروي تفاصيل تشكيل الجبهة ومراحل الإعداد والترتيب، وساعة انطلاق معركة التحرير في هذا الحوار.

 

الأمناء / حاوره خلدون البرحي:

بداية تشكل الجبهة

قال العميد ركن سمير صالح يوسف: "إن سقوط العند المعسكر والقاعدة الجوية والمدينة في 25 مارس 2015 مثّل صدمة كبيرة لأبناء الجنوب بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، حيث كان ذلك السقوط  بطريقة مفاجئة وغير متوقعة، إلا أن ذلك لم يحبط مواطني وشباب العند ويجبرهم على تقبل الواقع، لذا شكلنا مجاميع لتنفيذ كمائن لعناصر المليشيات عبر استهداف آلياتهم، بعدها تواصل معي بعض الأفراد لبدء تشكيل جبهة مقاومة, وانطلقنا إلى عدن والتقينا القائد بشير المضربي الذي دعمنا لتشكيل الجبهة وبدأ التشكيل لها تحديدا في 30 مايو آيار عام 2015م بمجموعة من الأفراد قبل أن ينضم إليهم آخرون وقد كانت مجموعة التأسيس للمقاومة تمثل شباب ورجال قبائل مناطق غرب العند وتحديدًا قبائل البعسس، والمسعودي، والمخدومي، والمنصوري، والمطرفي والعطوي والعنتري وغيرهم من القبائل، تلاها تشكيل خلايا للمقاومة في مناطق العند وبئر ناصر والشقعة وزائدة وكود العبادل والصرداح والخداد تحت قيادات كان من بينهم القائد منصور باعجير والعميد محمد سالم اللحجي وبكيل عبد ماطر وآخرون".

 

مقاومة طواعية

وأضاف العميد سمير يوسف: "تبنينا الفكرة وبدأنا تنفيذها على أرض الواقع بمشاركة قيادات جنوبية أخرى  لتشكيل وبناء تلك المقاومة في جبهة العند الغربية بالإمكانيات المتوفرة، مع فتح الباب أمام جميع شباب مناطق شمال مديرية تبن من العند وحتى منطقة الخداد للالتحاق بالجبهة، وعملنا على تهيئة الأجواء المتاحة حتى تمتلك العناصر الرئيسية والأساسية لثباتها، وحصولها على ما يعزز دورها وجهودها في مقارعة المليشيات الحوثية ودحرها عبر الحصول على معلومات مهمة عن العدو, تتعلق بتواجده وإعداده ومعداته وتحركاته من العند وحتى الحسيني، في تلك الأثناء كان الشباب المتطوعون يلتحقون بنواة المقاومة، وقد كان أساس نجاح تشكل المقاومة هي السرية وكانت بمثابة المفاجأة للحوثيين والمباغتة لهم أثناء المعركة التي أربكتهم وشتت جمعهم".

 

تحركات قيادة المقاومة

وأشار العميد ركن المسعودي إلى أن "تشكيل مقاومة جبهة العند الغربية كان بحاجة ماسة إلى الدعم والاهتمام اللازمين والتنسيق المباشر والمتواصل مع الجهات العليا، فكان لا بد من تحركنا، بالتواصل مع أبرز القيادات والعمل على لقائها بهدف دعم الجبهة وتثبيتها, وقد جرت في هذا الإطار الكثير من التحركات من موقع الجبهة في منطقة عراعرة إلى منطقة الخطابية والانتقال منها إلى خور عميرة، حيث كنا نستقل زوارق وننتقل إلى العاصمة عدن عبرها والعودة إلى خور عميرة ومنها إلى الخطابية ثم عراعرة , وبعد تحرير خط عمران الساحلي من مليشيات الحوثي الإيرانية كنا ننتقل عبره للوصول إلى العاصمة عدن والعودة وكان الهدف من تحركاتنا هو اللقاء بالقيادات في التحالف العربي (القوات الإماراتية) والقيادات الجنوبية لإقناعهم بأهمية هذه الجبهة وما ستشكله من تغيير مسار معركة  التحرير من مليشيات الحوثي الإيرانية".

 

نجاح التحركات

وأردف قائد قوة قاعدة العند العميد ركن سمير صالح يوسف: "إن تحركاتنا لم تذهب أدراج الرياح فقد تمكنا خلالها من الالتقاء بقيادات عديدة وكان أول تلك القيادات القائد بشير المضربي الذي قدم دعمًا ماديًا ساعد في شراء الأسلحة والذخائر وتوزيع مبالغ لأفراد الجبهة كحوافز تشجيعية, كما سنحت لنا الفرصة بلقاء قيادة التحالف العربي من الإخوة في القوات الإماراتية ممثلة بالقائد (أبو عمر الإماراتي ), وباللواء الشهيد أحمد سيف المحرمي  واللواء فضل حسن في العاصمة عدن وغيرهم من القيادات الذين وقفوا إلى جانب جبهة العند الغربية, وقدموا لأفرادها الاهتمام العسكري الضروري عبر التهيئة والتجهيز والإسناد لخوض معركة تحرير قاعدة العند الغربية من مليشيات الحوثي الإيرانية والذي جاء تعزيزها بعربات ومدرعات من قبل القوات الإماراتية في التحالف العربي".

 

استطلاع إماراتي

مبينا أنه "بعد وصول مقاومة جبهة العند الغربية إلى كامل جاهزيتها وصلت قوة إماراتية استطلاعية مكونة من قائد يدعى (أبو محمد الإماراتي) يرافقه سبعة من الضباط وتفاجأنا بطلبهم الوصول إلى جبل (تلع) وكان ذلك في تاريخ 2 مايو آيار وتكلمنا عن صعوبة ذلك خاصة وأن عناصر المليشيات تحيط بالجبل من الجهتين الجنوبية والشرقية، إلا أنهم أكدوا على ضرورة ذلك, قمت بالتواصل مع الأخ منصور عقابي قائد أركان قوات حماية العند حاليا باعتباره أحد أبناء المنطقة ويعرف الطريق جيدًا إلى الجبل بعد أن اتفقنا مع الإماراتيين على الصعود إلى الجبل في المساء رغم خطورة الأمر، إلا أن ذلك ما تم تنفيذه بصعود الجبل في المساء بعد توفير الحماية من قبل المقاومة وكان الهدف هو كشف معدات المليشيات الثقيلة وتحديد مواقعها ورفع إحداثيات إلى مركز العمليات حتى يتم استهدافها من قبل طيران التحالف العربي وهو ما تحقق في يوم 2 أغسطس قبل انطلاق ساعة الصفر لبدء هجوم تحرير قاعدة العند الذي كان في 3 أغسطس 2015م".

 

معركة التحرير

ونوه العميد سمير صالح يوسف إلى أن "إشارة تنفيذ معركة تحرير العند أُعطيت في الثاني من أغسطس عام 2015م وتم الاستعداد لبدء التنفيذ في الساعة السادسة صباحا من يوم 3 أغسطس بعد وصول تعزيزات كبيرة من التحالف تكونت من 30 عربه اشكش و15 دبابة و2 مدافع عملاقة ومعدات وأسلحة وأطقم، على رأسها اللواء أحمد سيف الذي قاد الهجوم من منطقة عراعرة (مخيربه) غرب القاعدة الجوية.

وقد كانت تلك التعزيزات تضم أفرادًا من مختلف مديريات المحافظة ومحافظات الجنوب. كانت الهجمة قوية ومنسقة وبتغطية نارية كثيفة، تمكنت فيها مقاومة جبهة العند الغربية مع القوات المعززة من تحقيق انتصار كاسح وكبير، واستطاعت تحرير قاعدة العند الجوية والمحور والوصول إلى قلب المدينة وقطع خط الإمداد الرئيسي والحيوي للمليشيات والمعروف بخط عدن تعز.

وفي الساعة الرابعة مساءً من نفس ذلك اليوم وصلت توجيهات عليا بالانسحاب من المواقع التي تم تحريرها مسافة 3 كيلو متر إلى غرب العند، بهدف إفساح الطريق أمام عناصر مليشيات الحوثي الإيرانية المنسحبة من عدن وتبن الجنوبية ومدينة الحوطة كون أعدادها كبيرة وما زالت تمتلك الذخيرة والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وكان من أهداف الانسحاب هو تجنب المواجهة مع عناصر ستضطر للانتحار بمعركة كان يمكن أن تكون تكاليفها باهظة على الطرفين. وفي يوم 4 أغسطس تم إعادة ترتيب القوات المنسحبة إلى المواقع المتفق عليها وتم تقسيمها إلى مجموعات وتكليفها بمهام وقد كلفت ومجموعتي بعمليات تطهير محور العند من بقايا جيوب المليشيات التي لم تنسحب وما زالت متحصنة في بعض المواقع. وفي 5 أغسطس تقدمت قوات المقاومة الجنوبية بقيادة التحالف العربي ممثلا (بالقوات الإماراتية) من عدن صوب جنوب مديرية تبن مرورا بمدينة الحوطة، والانطلاق الى شمال تبن في ظل انسحابات كبرى من المليشيات عبر خط عدن تعز منفذهم الوحيد في ظل تواجد قوات المقاومة بقيادة اللواء الشهيد مثنى ثابت جواس في جبهة الزيتونة وتمركز القوات الجنوبية من رجال المسيمير وبدعم من مقاومة الضالع بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي على المسيمير وفي نفس اليوم جاءت التوجيهات بتنفيذ مهام تطهير القطاعات التي كلفت بها القوات كلا بحسب مهمته , وتقدمت مع القوات وبدانا تحرير محور العند وتمت مطاردة تلك المليشيات حتى دحرهم الى ما وراء بلدة كرش الجنوبية الحدودية بين الدولتين بالحدود المعروفة قبل عام 1990م".

 

نتائج المعركة

وذكر العميد المسعودي أن "المعركة حققت أهدافها خلال ساعات قليلة وفق خطة محكمة وبمعارك شرسة وقوية سطرتها مقاومة العند الغربية والقوات التي عززتها، وقد كانت نتيجة تلك الملحمة الاسطورية سقوط 60 شهيدًا بينهم مدنيين نتيجة تعمد المليشيات استهداف المناطق السكنية وما يصل إلى 40 جريحا من أفراد مقاومة العند الغربية الى جانب سقوط شهداء وجرحى من القوات المعززة، لكن في المقابل تمكنت مقاومة جبهة العند الغربية والقوات المشاركة معها من تكبيد مليشيات الحوثي خسائر كبيرة في الأرواح وصلت إلى ما يزيد عن 400 قتيل وما يفوق ذلك العدد من الجرحى والأسرى وقد جرى نقل الجرحى والأسرى إلى العاصمة عدن وقتها".



شارك برأيك