آخر تحديث :الثلاثاء 16 ابريل 2024 - الساعة:11:42:12
البحسني والإخوان.. معركة كسر عظم.. فمن ينتصر؟
(الامناء/خاص:)

البحسني والإخوان.. معركة كسر عظم.. فمن ينتصر؟
حضرموت تدعم قرارات البحسني وسياسيون يؤكدون: القرارات يجب أن تنفذ
الداخلية تتمرد على قرارات مجلس القيادة الرئاسي
هيكلة المنطقة العسكرية آخر مسمار في نعش إخوان اليمن
الأمناء/ تقرير خاص:
أصدر عضو المجلس الرئاسي محافظ حضرموت، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، الأسبوع الماضي قرارات تكليف، من بينها تكليف "مدير للأمن والشرطة في وادي وصحراء حضرموت". 
وعقب صدور القرارات أعلنت ‏وزارة الداخلية اليمنية رفضها لقرار تكليف مدير لأمن وادي وصحراء حضرموت، حيث وجهت الأجهزة الأمنية والعسكرية بمنع المدير الجديد من دخول الإدارة.
وفي وثيقة صادرة من وكيل وزارة الداخلية الإخواني محمد سالم عبود الشريف وجه الأجهزة الأمنية بمنع دخول المدير المعين من البحسني إلى الإدارة العامة لشرطة حضرموت الوادي والصحراء، وتوقيف أي إجراءات التسليم إلا بموافقة وبتوجيهات كل من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ووزير الداخلية. 
كما وجه الشريف قواته الأمنية في وادي حضرموت برفع الجاهزية القتالية، ورفض وتوقيف قرار عضو مجلس القيادة محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني. 
واعتبر مراقبون توجيهات الداخلية برفض قرارات البحسني مؤشرًا خطيرًا يشير إلى أن الوزارة السيادية ما زالت تخضع لحزب الإصلاح الإخواني، ولا تتبع مجلس القيادة الرئاسي. 
واتهم سياسيون جنوبيون وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان بالتمرد على قرارات عضو مجلس القيادة الرئاسي، مطالبين مجلس القيادة الرئاسي بالتدخل ووقف عبث جماعة الإخوان، التي تعمل على إفشال مرحلة التوافقات السياسية الأخيرة. 
ويسيطر حزب الإصلاح الإخواني، عبر جناحه العسكري، على مناطق وادي وصحراء حضرموت، حيث تعتبر قيادة الحزب قرار البحسني خطرًا يهدد نفوذها، وبداية لانتزاع حماية المناطق وشركات وحقول النفط، التي تسيطر عليها قيادات الإخوان منذ ما بعد حرب 1994. 

دعم حضرمي لقرارات البحسني 
وعقب تحركات جماعة الإخوان في وادي حضرموت، دعت قيادة الهبة الحضرمية، لعقد اجتماع عاجل باللجنة الأمنية للهبة الشعبية يوم الثلاثاء وذلك لتدارس "الموقف والتصدي للتحشيد العسكري بوادي حضرموت وإقرار خطة لحفظ أمن الوادي والصحراء".
وقالت قيادة الهبة في بيان لها بأن ذلك جاء "بعد معلومات تؤكد سعي قوى متنفذة من خارج المحافظة لجر المحافظة لصراع مسلح عبثي لتنفيذ أجندة بعض القوى الحزبية. 
وحذرت أبناء حضرموت من الانجرار خلف أي دعوات أو أعمال الغرض منها زعزعة أمن واستقرار المحافظة، وذلك بعد التحشيد المفاجئ الذي رصد مؤخراً بوادي حضرموت لقوات من خارج المحافظة.
فيما أصدرت الهيئة التنفيذية لكتلة حلف وجامع حضرموت، بيانًا أكدت فيه وقوفها ودعمها لقرارات عضو مجلس القيادة محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني، وتمكين مدير أمن الوادي والصحراء الجديد العميد عبدالله سالمين بن حبيش من استلام منصبه. 
وقالت في بيانها: "إن الانفلات الأمني في وادي حضرموت، والهروب المتعمد لعناصر إرهابية من سجون المنطقة العسكرية الأولى، بمساعدة القيادات العسكرية هناك، وضع علامة استفهام كبرى". 
وأضاف البيان: "إن الانفلات الأمني وتماهي المنطقة العسكرية الأولى مع الإرهاب، تطلب صدور قرارات بتغيير القيادة الأمنية الفاشلة والفاسدة بالوادي والصحراء". مضيفا: "إن قرار تعيين مدير أمن جديد للوادي والصحراء، قوبل باستحسان كبير لدى الحضارم التواقين لعودة الأمن والأمان إلى مناطقهم". 
وأكد حلف حضرموت أن تطبيق القرار بتغيير مدير أمن الوادي أصبح أمرًا بالغ الضرورة بعد أن اتضح التخادم بين المنطقة العسكرية الأولى، ونشاط تنظيم القاعدة الإرهابي وارتفاع عملياته هناك. 
وطالب الحلف في بيانه بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت إلى الجبهات الشمالية لمواجهة الحوثي، وذلك تنفيذا لقرارات اتفاقات الرياض، التي نصت على توحيد الجهود لمواجهة مليشيات الحوثي. 
واتهم الحلف المنطقة العسكرية الأولى برعاية الفوضى والاغتيالات وانتشار الإرهاب والاختطافات والاختلالات الأمنية والعسكرية في وادي وصحراء حضرموت. 

سياسيون: معركة كسر عظم بين البحسني وإخوان مأرب
وعلق الصحفي الجنوبي صالح أبوعوذل على قرارات البحسني وتحركات وزارة الداخلية المخترقة من الإخوان، حيث قال: "إن ما يحدث هو معركة كسر عظم بين البحسني وإخوان مأرب". مشيرا إلى أن الوزير حيدان لا يستشار أبدا.
وأشار إلى أن إخوان مأرب، بقيادة بن عبود الشريف، أكدوا رفض هذه القرارات ورفع درجة الاستعداد القتالي، ويقولون للبحسني: "إن وادي وصحراء حضرموت خط أحمر".
ومن جانبه قال السياسي الجنوبي سعيد بكران: "إن قرارات البحسني هي أول اختبار لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، إما أن يثبت وقوفه مع دولة مجلس القيادة أو أن يقف مع دولة الجماعة في وادي حضرموت".
وطالب بكران، في تغريدة له على تويتر، رئيس مجلس القيادة، بتحمل مسؤوليته وأن يتحدث بنفسه ولا يترك الجماعة تتحدث نيابة عنه.
وأكد رئيس مركز دار المعارف للبحوث، أن قرار عضو مجلس القيادة محافظ حضرموت اللواء الركن فرج البحسني يجب أن يُنفذ. 
وقال الأكاديمي الجنوبي حسين لقور إن ‏إمارة الإخوان في وادي حضرموت أصبحت في عين العاصفة بعد أن حولها إخوان اليمن إلى بؤرة تجمّع لهم بقيادة أميرهم ابن عبود الشريف.
وأكد لقور، في تغريدة له على تويتر، أن "قرارات محافظ حضرموت يجب أن تسري على الجميع ولا يحق للوزير حيدان أو وكيله الهارب الشريف من مأرب رفضها". مضيفا: "إن تسهيل هروب عناصر القاعدة من سجن سيئون لن يمر دون محاسبة".
وقال سياسيون إن إخوان اليمن في طريقهم إلى التفكك بتأييد خليجي ودولي وإقليمي، ومثل هذه القرارات التي تشكل خطرًا على الجماعة ستنفذ في نهاية المطاف ولو اضطر الأمر إلى استخدام القوة لفرضه. 


مطالبات بنقل القوات الشمالية من حضرموت 
وطالب سياسيون مجلس القيادة الرئاسي بنقل جميع القوات الشمالية المتواجدة في الجنوب إلى جبهات الشمال لمواجهة مليشيات الحوثي، بشكل فوري. 
واعتبروا بقاء تلك القوات في حضرموت بأنها قنبلة موقوتة في طريق مجلس القيادة الرئاسي والمشروع العربي الذي تقوده السعودية في المنطقة، نظرا لولائها لجماعة الإخوان. 
وقال مستشار وزير الإعلام فهد طالب الشرفي: "إن استحقاقات المعركة تتطلب تحركًا من قيادة الرئاسي وإصدار توجيهات بنقل كل القوات الشمالية من الجنوب إلى جبهات الحرب مع الحوثي". 
ومن جانبه أكد عبدالقادر القاضي أن ‏هيكلة القوات الخاملة في ‎حضرموت والمهرة وإعادة توجيهها نحو جبهات مأرب أمر سيحدث عاجلاً أم آجلاً مهما بلغت درجات التسويف والمماطلة. 
وأوضح أن بقاءها بهذه الطريقة أمر لا ينم عن عقليات يفترض أنها تتبنى مشروع تحرير أو حتى مبدأ التفاوض لأن التفاوض بحد ذاته يراد له أوراق ضغط أو استعراض للقوة.



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل