آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:00:37:00
حوار وحيد لشيرين ابوعاقلة مع الإعلام العربي في رحاب كبرى الصحف العدنية
(الأمناء نت /حاورها / ذويزن مخشف)

سبق صحفي.. حوار وحيد لشيرين ابوعاقلة مع الإعلام العربي في رحاب "الأيام"
غداة سقوطها برصاص قناص إسرائيلي ..
"الأيام" تعيد نشر مقابلة أجرتها مع الزميلة أبوعاقلة لدى زيارتها اليمن

* "الإعلام والمواطن العربيان أقل اهتمامًا بالقضية الفلسطينية ولم يعد يأبه لكلمة "إحتلال"

 


*حملت هم القضية مبكرًا فغابت ابتسامتها واختارت مصيرها بشجاعة

 


* أتوخى الأمن قدر الإمكان في مهماتي الصحفية خدمة للاستمرار مع المقاومة الشعبية

> تحت عنوان "مراسلة قناة "الجزيرة" و إذاعة "مونت كارلو" بفلسطين نشرت"الأيام"، حوارًا خاصًا في العدد 4077 بتاريخ 18 يناير 2004م، حيث حضرت شيرين أبوعاقلة الى صنعاء لتغطية أول مؤتمر للمانحين افتتحه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في القصر الجمهوري. إنها شيرين أبوعاقلة الصحفية الفلسطينية التي نقلت صوت الصمود والنضال الأسطوري من قبل الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ وقت مبكر، كانت ضيفة مميزة على اليمن والصحيفة في الحوار الذي أجراها معها مراسل "الأيام" في صنعاء انذاك الزميل ذو يزن محمد مخشف، سكرتير التحرير حاليًا.

 

واليوم وبعد قرابة عقدين من الزمن نعيد نشر المقابلة الصحفية الوحيدة في وسائل الإعلام اليمنية للزميلة الراحلة التي منذ التحاقها بمهنة صاحبة الجلالة وهي علم من أعلام الإعلام العربي وصوت يصدح بالحق في وجه المحتل ورمز من رموز الفداء الذين ما انفكوا ولا حادوا عن الجهاد لانتزاع الحقوق كل في مجاله إلى أن سلموا أرواحهم لبارئها مسطرة ومن سبقها واللاحقون ملاحم نضالية توجت مسيراتهم وظلت وستظل نبراسًا يهتدي به الأحرار بعنفونها وزهوها ونهايته الملهمة. إليكم نص المقابلة. المحرر

 


* كانت لم تزل طفلة صغيرة.. لا تستطيع مجاراة أحداث الاحتلال الإسرائيلي للأرضي العربية، لا تستطيع تبني عمليات مقاومة شعبية ضد المحتل.. وحينما بلغت أشدها قادها ميولها ورغبتها الجامحة في حمل السلاح، بدور أنبل رسالة (سامية) في البشرية، تؤكد وطنيتها ونضالها إلى صف القضية الفلسطينية، غير مبالية بالقتل أو الموت بأيدي القوات الإسرائيلية المحتلة، وقفت الزميلة المتألقة شيرين أبو عاقلة، مراسلة الأخبار في قناة "الجزيرة" الفضائية، في اختيار دورها النضالي مع قضية وطنها، وبعطائها المتجدد والمتميز في مهنة صاحبة الجلالة (الصحافة).

 

"الأيام" التقت الزميلة شيرين أبو عاقلة التي حلت ضيفة على اليمن في الأيام الماضية وحاورتها في العديد من القضايا وهاكم الحصيلة.

( أبو عاقلة) والصحافة العربية

> بداية أخت شيرين، نرحب بك ضيفة في بلدك الثاني اليمن، وضيفة خاصة على "الأيام" ونود أن نسألك، بعد اكتسابك خبرة عملية جديرة بالاقتراب والاهتمام، من هي شيرين أبو عاقلة؟ وكصحفية كيف ترين الصحافة العربية اليوم؟
- شيرين أبو عاقلة صحفية فلسطينية، درست الصحافة والإعلام بجامعة اليرموك، وتخرجت في العام 94م وكنت ضمن المؤسسين في إذاعة "صوت فلسطين" بعد عودة السلطة الفلسطينية، بدأنا العمل بها العام 94م في أريحا، ومن ثم انتقل عملها - الإذاعة - إلى مدينة رام الله بعد تحرير المدينة، عملت في إذاعة "صوت فلسطين" لمدة 4 سنوات، ومن خلالها التحقت في العمل مع قناة "الجزيرة" وتحديدًا العام 97م، ومع مشواري في "الجزيرة" المستمر حتى الآن، وخلال الفترة الماضية من عام 2000 - 2003م عملت أيضًا مع إذاعة"مونت كارلو" ومشواري مستمر معها أيضًا.
أما بخصوص الشق الثاني من السؤال، بالتأكيد الصحافة العربية اليوم بدأت تقطع شوطًا جيدًا، وصار هناك نقلة نوعية في أداء الصحافة العربية، باعتقادي هذا الأداء من خلال العديد من الفضائيات التي انطلقت ، وأظن أن "الجزيرة" كانت من المحطات الرائدة في بدء تيار جديد لفرض الديمقراطية والرأي والرأي الآخر، بعدها شاهدنا أيضًا عدة محطات بدأت تقوم بنفس الدور، ربما هامش الحرية يظل مختلف، ولكن على الأقل بدأنا نشهد بداية تيار جديد لوسائل الإعلام العربية، وإن كان لا يزال للأسف الشديد غالبية وسائل الإعلام تخضع لسياسة الأنظمة والحكومات الموجودة فيها.
> لو وضعنا شيرين أبو عاقلة مراسلة لإحدى القنوات الفضائية العربية، أو الوكالات الغربية، كيف ستنقلين الأحداث والأوضاع المأساوية التي يعيشها وطنك (فلسطين).؟

 

- القيود الموجودة في المحطات الأجنبية أكثر منها في المحطات العربية، ولكن كل واحد له دوره، بالعكس أنا اعتقد أن وسائل الإعلام الغربية توصل إلى مجتمعات أخرى، رأي عالم آخر، وهذا لا يقل أهمية باعتقادي عن أهمية التأثير في الرأي العام العربي، ولكن أيضًا هناك أهمية للرأي العام الدولي ، والقضية أساسًا هي ربما قد يكون أصعب فيها أنك تفرض نفسك في إعلام أجنبي مما كنت في إعلام عربي، لأن الإعلام العربي بالتأكيد يكون متعاطفًا أكثر ومقدرًا أكثر وفاهم طبيعة الوضع والقضية الفلسطينية، ولكن الإعلام الغربي يحتاج إلى جهد أكبر، على أساس يفرض الموقف العربي، والرؤية الفلسطينية تفرض نفسها في الإعلام الدولي.
القضية الفلسطينية وهامش الإعلام العربي
> من الواقع أمامنا، أن الإعلام العربي يقصر في حق القضية الفلسطينية، في نظرك ، بماذا تفسرين ذلك؟
- للأسف الشديد، وخاصة في الفترة الأخيرة صار في نوع من الهامش الذي كان مخصصًا في السابق للقضية الفلسطينية، وهذا الهامش قل تحت بند الاهتمام بقضايا أخرى ومناطق أخرى، وللأسف الشديد قل حيز الاهتمام بالهامش الذي يمنح القضية الفلسطينية حق الظهور والاهتمام، وأكثر من هيك للأسف مافينا بس نتكلم عن الإعلام.. من وجهة نظري حتى المواطن العربي وكأنه اعتاد على الوضع الفلسطيني، بحيث إنه لم تعد كلمة "احتلال" تعني له الكثير، ولم تعد كلمة "حصار" بالأهمية، هذه البيوت إذا حدث اعتداء عليها وسقط الشهداء كل يوم مناظر اعتاد عليها، حيث إنه لم يعد يتوقف أمام هذه الأخبار، وأصبحت في كثير من الأحيان تمر مرور الكرام، أعتقد أنه مطلوب دور أكبر سواء في الصحف للبحث في طريقة على كيف يعود باهتمام المواطن العربي ، وما المطلوب من المواطن العربي أن يتذكر أنه لا أحد يستطيع أن يعتاد على وجود احتلال في بلده أو حصار أو قتل يوميًا ومنع تجول أو اجتياحات يومية.
الموت لا يمنع التواصل
> القضية الفلسطينية قضية وطنك وشعبك وقضية العرب، ما هو دورك في النضال إلى جانبها؟
- أؤكد أن كل شخص فلسطيني له دوره، ودوري اخترته في مهنتي، وأعتقد فيها أهمية وشيء مش قليل .. بمعنى حتى المدرس إذا كان قام بعمله فهذا نضال في سيرة نضال القضية الفلسطينية، نحن بحاجة إلى طلاب متعلمين، الطبيب إذا قام بمهنته أيضًا مساهم في نضال قضيته.. كل واحد يقسم إلى دور في المجتمع، إذا قام به على أكمل وجه هو سيخدم القضية الفلسطينية، وأنا أحاول من خلال موقعي تقديم خدمة للقضية الفلسطينية، لأنه يصعب علي أن أخدمها بطرق أخرى.
> تغطية الأحداث والمعارك الحية تحتاج إلى القوة، وكونك امرأة ألا تشعرين بالخوف من الموت؟
- الخوف والموت ليس فقط كامرأة.. أعتقد أن العمر لا يتعلق بامرأة أو رجل، الخوف صفة إنسانية لكل إنسان ولكن عمرها ماكانت توقفك عن التواصل، في مهاماتي لتغطية هذه الأحداث، أحاول أن أتوخى الأمن قدر الإمكان، نعلم أننا كل يوم حياتنا تكون مهددة وكل حياة فلسطيني مهددة، ليس فقط الصحافة، أعني أن المواطن يكون في منزله أحيانًا آمن ويقصف، كل شخص موجود في فلسطين الآن مهدد ويتوقع أي شيء، فلذلك لماذا أميز نفسي، وبالتالي أنا موجودة بهذا الشعب وعلي الاستمرار، ما في مجال لأن أتوقف.. إذا توقفت الحياة يعني استمرار الاحتلال.
> بخصوص قضية فلسطين المحتلة منذ سنوات طويلة، ماذا تطلبين من العالم؟
- أهم نقطة ما بدنا نعتاد على وجود احتلال، ما في إنسان اعتاد على احتلال هناك شعب - ليس فقط بالكلام - يحترق ويكايد بدون وقفة معه، هناك محاولات تصفية للقضية الفلسطينية ويلزم كل مواطن التدخل ومساندتها، وخصوصًا الدول العربية، طول عمرنا بنسمع أن كل عربي يحمل قضية فلسطين في قلبه منذ الصغر ما بدنا هيك كلام، بدون وقفة حقيقية وجادة نحن في موقع صعب جدًا. وبنصل في يوم من الأيام إلى مرحلة يكون فيها فرض الأمر الواقع علينا وساعتها ما في مجال للعودة أبدًا.
(شيرين) واليمن
> خلال زيارتك لليمن للمشاركة في تغطية المؤتمر الإقليمي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، ماذا لمست؟
- أولًا زيارتي لم تكن للتغطية وإنما كضيفة على اليمن، وتصادف وجودي مع الحدث الهام جدًا وهذه تجربة رائعة جدًا، خصوصًا وأنها مهمة جدًا لليمن، وتدل على دور يعني سواء في المرحلة الحالية أو للمرحلة المستقبلية، بالنسبة لي كانت مفيدة لأنه كان في نسبة تعارف على شخصيات كثيرة سواء هنا في اليمن أو دول عربية حصلت على فرصة للتعرف عليهم، والشعب اليمني أنا احتكيت فيه وشعرت أنه وطني من ناحية التعامل والتقدير واحترامه لي، وللشعب الفلسطيني، وكثيرًا أدهشني هذا الدفء في التعامل معي كفلسطينية بالأساس، كل هذا أثار انطباعًا رائعًا عن بلد جميل جدًا، بلد فريد بالحضارة، وحتى الآن رأيت أجزاء قليلة من المدينة، وفي اليومين القادمين ستتاح لي الفرصة للتعرف والمشاهدة لأجزائها ومناطق أخرى متفرقة تدل على عراقة وحضارة هذا البلد العريق والتاريخي.
فرض الديمقراطية الغربية
> كصحفية ناضجة ومتميزة في أعمالك، بالتأكيد علمت من التقارير الغربية بأن اليمن يأوي المتشددين الإسلاميين.. بعد زيارتك له ماهي انطباعاتك إزاء تلك الشائعات؟
- هذا كلام ربما يؤثر على الأشخاص غير الواعين، وربما يؤثر على الغرب وغيره، لكن نحن كعرب لا نتأثر بهذا الكلام، في كل منطقة تجد المتشدد وهناك المعتدل، وبأي بلد، لكن لا يجب أن يوصف أي بلد بهذه الصفة، هناك محاولات لبصم العار على العرب وتشويه حقيقة النضال العربي وغيره تحت ذريعة (الإرهاب). نحن لسنا مع المتشدد، ولكن نحن أيضًا لسنا مع استغلال أي صفة لتشويه صورة المواطن العربي في أي دولة عربية.


> في هذه المرحلة وصلت الديمقراطية إلى مرحلة ما لدى بعض الدول، برأيك كمحللة سياسية، ماذا سيخلف مؤتمر صنعاء للديمقراطية للوطن العربي والمنطقة برمتها؟
- حقيقة هو خرج بتوصيات، والتوصيات ملزمة أدبيًا، بمعنى هذا متروك لكل دولة.
> أقصد فائدته في الدعوة للاحتكاك بالغرب؟
- لا أعرف أن قضية يأتي من الغرب أو غيره، يعني ليس الخطأ أن يأتي من الغرب أو الشرق، الخطأ هو كيف يطبق على الأرض، احنا نحتاج إلى الديمقراطية ولكن هل الغرب أكثر حرصًا منا على تطبيق الديمقراطية.. الآن إذا أراد أن يساعد أهلًا وسهلًا، ولكن إذا أراد أن يفرض رأية ويفرض رؤيته باعتقادي هذا بعينه، الديمقراطية هي مطلب عربي ولكل شعب وهي ليست هبة من أي شخص، أردنا أن ننظر لأي تجربة غربية لابأس ، وهنا لا يعني أنها يجب أن تفرض وجهات نظر أو تعريفات ديمقراطية، هذه أمور كدولة تعرف كيف تنفذ الديمقراطية بحسب ما يحتاج إليها شعبها، وليس كما يريد أحد أن يفرضها عليه.
حكم الديمقراطية
> نأخذ مثالًا.. مسار اليمن في رسم الديمقراطية، ماهو تعليقك عليه؟
- بصراحة لا أستطيع أن أحكم، ربما الشخص اليمني هو الأكثر قدرة مني على الحكم على هذه القضايا، أنا من رؤيتي هناك أمور كثيرة مشجعة، أولًا عقد مثل هذا المؤتمر دليل يعني بادرة ومؤشر جيدين، ومن خلال مشاهداتي أنه في العديد من الصحف التي تصدر مؤشر جيد، كما أن لقاءاتي مع الزملاء الصحفيين اليمنيين وسمعت آراء مختلفة منهم في القضايا السياسية أيضًا المؤشر مشجع، وخلال متابعتي في أكثر من مناسبة لتصريحات سيادة الرئيس دائمًا تتسم بالصراحة، وكلها بوادر جيدة، ولكن في النهاية الحكم الحقيقي على الديمقراطية اليمنية هو يأتي من داخل اليمن، ومن المواطن اليمني، هو الأدرى والأكثر قدرة على الحكم في القضية، وإن كانت كما ذكرت هناك الكثير من المؤشرات الإيجابية التي تلفت الانتباه إلى التجربة اليمنية.
الصحافة أساس الديمقراطية
> قلت إنك التقيت ببعض الصحفيين اليمنيين، بصفتك صحفية عربية ماذا تقولين عن تقييد حرية الصحافة، خاصة وأن هناك جدلًا حول مشروع قانون لنقابة الصحفيين اليمنيين؟
- بصراحة لا أعرف بهذه الأمور، ولكن المطلب أن تكون (الصحافة) حرة، لا يمكن أن تتحدث عن ديمقراطية في بلد ما طالما وسائل الإعلام مقيدة، إحدى المؤشرات الحقيقية على حرية التعبير هي (الصحافة) ولا أريد أن أقول لك إن الصحفي والمواطن هما الأكثر قدرة على التعبير عن هذه القضية، إذا كان هناك مشكلة والصحفي يشعر بأنه مقيد طبعًا هذا يتعارض مع مبدأ الديمقراطية، وطالما أن اليمن رفعت راية هذا المؤتمر ومجمله من مبادئ والتزامات يجب أن يحكم في النهاية على نتائجه من خلال ما ينفذ على أرض الواقع إلى أن يعطي الصحفي اليمني القدرة على التعبير عن رأية دون خوف ودون تقييد لهذه الحرية.
نصائح لخريجي الإعلام
> تألقك في مهنتك كمذيعة إخبارية للأحداث لقناة "الجزيرة" استرشادًا بنصائح سابقة، بماذا تنصحين الصحفيين الشباب القادمين إلى بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة) وقد واجهتهم تعثرات؟
- الصحافة مسؤولية كبيرة.. كبيرة، وطالما وجدت القدرة على تحملها عليك بالاستمرار، الصحفي يجب أن يكون قادرًا على التغيير، ودعنا لا ننتظر هبة.. أحيانًا الديمقراطية لا تأتي هبة من أحد، ولكن علينا أن نخوضها، الصحافة هي مهنة المتاعب وعلى الصحفي أن يتوقع كل المتاعب، وبالتالي عليه أن يقوم بدوره وإن واجهته عقبة علية إزاحتها، لا مكان لليأس عند الصحفي، وأنا كصحفية فلسطينية واجهت مشاكل وعقبات، لكن مع الأيام باعتادها، حتى السلطة التنفيذية والحكومة ستعتاد عليه، لأنه أصبحنا في وقت لا يتم فيه إخفاء الحقائق وبالتالي نحن نقوم بواجبنا ومن ثم إذا واجهت أول المتاعب ربما في المرة الثانية لن تواجه مثل هذه المتاعب أو المضايقات، وطبعًا الصحفي أمام ذلك يجب أن يكون ملمًا ومحصنًا بالثقافة، متابعًا لمختلف الأحداث في وطنه من ناحية وفي المناطق المحيطة به من ناحية أخرى، عليه أن يكون متحملًا المسؤولية لكل كلمة يقولها، يتوجب أن يتوخى الدقة في المصدر الذي يصله بالمعلومة، أحيانًا تصلنا روايات ولكن دون التأكد منها لا تستطيع أن تنشرها، هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق كل صحفي، وليس مجرد أن يحصل على معلومة حتى لو كانت تجرح أو تنتقد الغير بدون أي دليل، ربما يكون متأكد من المعلومة من مصدره إلا أن عليه تأكيدها من مصدر ثاني وثالث، عندها يكون مسلحًا وقويًا بها، وتلك هي المسؤولية الكبيرة الذي يتحتم اتباعها
> أخت شيرين، تتميزين بإطلالة على الشاشة، غير أن صرامتك وعدم الابتسامة يشوبان أداءك الفريد؟
- هذه طبيعة الواقع الذي نحن نعيشه، لما أنت بتكون في أجواء احتلال، فيه حصار وفيه تشعر بمعاناة المواطنين ما فيك تطلع مبتسم، فنحن كمان من لحم ودم والإنسان يتأثر بما يشعر، وبالتالي لا تستطيع أن تعزل نفسك نهائيًا، فكل شيء ينعكس، والذي يصير إلنا أنه نتأثر في منطقة بتشعر بمشاعر الأمور والأحداث الذي نغطيها وتعكس نفسها على أوجهنا بغير قصد، وصعوبات أخرى تمثل كعامل ضغط نفسي يعكر صفو أداء رسالتي كقلة النوم والسهر باليالي لرصد الأحداث، عندما يكون هناك حدث مفاجئ في مكان يجب تغطيته بغض النظر عن زمنه، وفيما نبحث عن أي دقيقة واحدة للاسترخاء نجد أحيانًا أننا مضطرون للسهر وبترجع تنام ساعة وبنسافر مرة ثانية، وهيك طبيعة عملنا، للأسف مهنتنا غير مرتبطة بوقت معين، ودوافعك لاختيار المهنة عن رغبة واقتناع وبمجرد وقوع الحدث أنت نفسك ما تستطيع تنام وأنت تعرف أنه عندك شيء يجب أن تقوم به وواجب ينتظرك".



شارك برأيك