آخر تحديث :الثلاثاء 17 يونيو 2025 - الساعة:01:00:09
إسرائيل وإيران صراع من أجل الهيمنة والنفوذ
(الأمناء نت / بقلم: عبود الحربي: )

لا يختلف إثنان أن النظام الإيراني صنيعة الغرب والمتابع للشؤون الإيرانية يعلم جيدا أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله الخميني وصل للحكم على متن طائرة فرنسية في 1 فبراير 1979 بدعم سياسي كبير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية خلفا ل شاه إيران محمد رضاء بهلوي الذي كان يدير الحكم في إيران بنظام ملكي علماني بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وكان شاه إيران يعد كشرطي للمنطقة العربية والشرق الأوسط وتم الإطاحة به لعدد من الأهداف الإستراتيجية للدول الغربية منها صد التمدد الشيوعي القادم من الإتحاد السوفيتي آنذاك ومن أجل تطويق الدول العربية المناهضة للكيان الصهيوني في فلسطين وشيء آخر من أجل بناء وإيجاد توزان سياسي في المنطقة بين السنة والشيعة لصالح أمن دولة إسرائيل
ولا يختلف إثنان كذلك أن الكيان الصهيوني "إسرائيل" صنيعة الغرب وتحديدا المملكة المتحدة التي إحتلت أرض فلسطين تحت مسمى الإنتداب في 11 ديسمبر 1917 واعطت وعدها الشهير "بوعد بلفور" لليهود وذلك بإقامة وطن قومي لهم في 2 نوفمبر من نفس العام ومع حلول 24 أبريل 1920 أعلن رسميا عن إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وفي 15 مايو 1948 أعلن آرثر جونز وزير الدفاع البريطاني إنهاء الإنتداب البريطاني بعد إعلان قيام دولة إسرائيل بيوم واحد فقط من قبل رئيس الوكالة اليهودية ديفيد بن غوريون بدعم أمريكي واضح وصريح من خلال إعتراف الرئيس الأمريكي آنذاك هاري إس ترومان وقبل ذلك الدعم الأمريكي لوعد بلفور المشئوم،
الملخص النهائي أن النظام الإيراني "الخميني" والكيان الصهيوني "إسرائيل" كليهما أنظمة سياسية متطرفة صنعهما الغرب وتم تأسيسهما ودعمهما لمواجهة الخطر الإسلامي بإعتقادهم وتصوراتهم والمتمثل في الدول "السنية" التي لديها تأريخ طويل من الصراع الحضاري والعسكري والديني الممتد لقرون مضت والتي كانت تسمى بالفتوحات او بالحروب الصليبية،.

ولكن بسبب صعف المحور السُني وعلاقته الجيدة مع الدول الغربية في الوقت الراهن لم يلتفت الغرب إليهم كثيراً إلا من باب الشراكة الإقتصادية والإتفاقيات الأمنية والعسكرية ، وعلى النقيض من ذلك تماماً شهدت المنطقة ظهور إيران كقوة عسكرية صاعدة إلى جانب صناعة كيانات إرهابية مسلحة وووكلاء لها في المنطقة وكذلك سعيها الحثيث لـ إمتلاك السلاح النووي والتسريع بتخصيب اليورانيوم المخصب الذي ترى فيه إسرائيل وأمريكا والدول الأوربية وكذلك دول المنطقة تهديدا مباشرا لها وللأمن الإقليمي والعالمي خصوصا مع قيام المليشيات المسلحة التابعة للنظام الإيراني بأعمال إرهابية ضد إسرائيل وضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن وإطلاق التهديدات المتواصلة من قبل القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية ضد الدول المجاورة وضد المصالح الغربية في المنطقة مما أدى بدوره إلى فرض الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية منذ سنوات عددا من العقوبات الإقتصادية والسياسية ضد الحكومة الإيرانية وضد الشخصيات والشركات والكيانات المرتبطة بها أضف إلى ذلك إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيرا دعوة صريحة للنظام في طهران بتفكيك البرنامج النووي والتوقف عن تقديم الدعم والإسناد للتنظيمات الإرهابية، 


الولايات المتحدة الأمريكية وجهت رسائل سياسية وعسكرية عديدة لطهران للتوقف عن مشاريعها التخريبية والإرهابية في المنطقة والعالم ولكن يبدوا أن المسؤولين الإيرانيين لم يستوعبوا فحوى تلك الرسائل مما أدى بدوره إلى الهجوم الإسرائيلي المباغت والعنيف على إيران رغم سلسلة المفاوضات السياسية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في مسقط منذ أبريل الماضي ، وهذا يُعد غباءاً سياسياً من قبل الإيرانيين الذين لم يفهموا المزاج الغربي بالشكل الصحيح وربما فهموا ولكنهم ظنوا أنهم قد أصبحوا قوة عظمى لا يستهان بها في المنطقة والعالم ونسوا أو تناسوا انهم مجرد أدءة من أدوات الغرب صُنعوا من أجل تنفيذ أجندة سياسية محددة مسبقاً ورسمت لهم خطوطاً حمراء لا يحق لهم تعديها وهم مثل غيرهم من الدول الوظيفية في المنطقة، 


ومن تلك الخطوط الحمراء عدم التفوق العسكري والتكنولوجي وعدم التوسع الجغرافي العشوائي على حساب ضرتها إسرائيل ولكنها تجاهلت كل تلك الخطوط المرسومة ولم تكتفي بما حصلت عليه من مكاسب سياسية وجغرافية على الأرض العربية وذهبت إلى أبعد من ذلك مما أدخلها في صراع علني متعدد الأشكال مع الغرب ومع إسرائيل وافضى ذلك إلى المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل ومن خلفها الدول الغربية لمنعها من الهيمنة السياسية والعسكرية على المنطقة وكذلك القضاء على التهديد المباشر لـ أمن إسرائيل وإيقاف توسع نفوذها على حساب الحلم اليهودي القديم في إقامة دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات وتوسعها في المنطقة وفق مخطط سايكس بيكو ومخطط الشرق الأوسط الجديد الذي تطرق إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوا بعد الضربة العسكرية الأولى ضد إيران ،

الصراع الإسرائيلي الإيراني الحاصل الان لن ينتهي جذرياً إلا بإزاحة إحداهما للأخر حتى يظمن الهيمنة والنفوذ المنفرد على المنطقة وفي المحصلة النهائية سوف تفشل كل المشاريع السياسية الدخيلة على المنطقة العربية طال الزمن أو قصر وهذه سنة الله في الأرض ووعده لعباده الصالحين قال تعالى :{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } النور 55




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل