آخر تحديث :الاحد 19 مايو 2024 - الساعة:23:40:16
وزارة الإيلام وصحيفة الأيام
د. محمد عبدالملك المتوكل

الاحد 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

صحيفة الأيام صحيفة يمنية عريقة عايشت قضايا اليمن وهمومه بما يزيد عن نصف قرن من الزمن وكانت واحدة من تلك المنابر التي فتحت صفحاتها لليمنيين المناضلين في سبيل الحرية والانعتاق من الظلم والقهر في شمال الوطن وجنوبه.

صحيفة الأيام تشكل اليوم الرئة التي يتنفس من خلالها أبناء الجنوب الحبيب ومن خلال صفحاتها يتنسمون أخبارهم ويتابعون قضاياهم، قد لا تجد بيتاً من المهرة إلى عدن ليس للأيام فيه موقع.

في صباح كل يوم في المقاهي والمطاعم والحارات يتحلق من لا يقرأون من المواطنين حول من يقول لهم ماذا نقلت الأيام من أخبار عن همومهم ومعاناتهم وحراكهم وعن رفض أبناء الجنوب للاستضعاف ومقاومتهم السلمية للظلم والقهر والحرمان.

صحيفة الأيام ومؤسساتها - شاءت وزارة الإيلام أولم  تشأ- أصبحت رمزاً وطنياً ورقماً يصعب تجاوزه وأي إساءة تتعرض لها صحيفة الأيام يعتبرها أنصار الحرية وأبناء الجنوب - بشكل خاص- إساءة لهم وجزءاً من الانتهاك الممارس ضدهم، ومن يتابع التأييد والتضامن الذي يصل إلى مؤسسة الأيام يدرك بوضوح المكانة التي تحظى بها صحيفة الأيام وناشراها في نفوس الناس، وحين يناقشك أبناء الجنوب عن معاناتهم وتعنت سلطة ?/? ضدهم لا ينسون ما تعانيه مؤسسة الأيام ومؤسسوها من عنت وجرجرة إلى المحاكم واعتداء سافر علي أرضية ومنزل آل با شراحيل في صنعاء واعتقال ابن رئيس التحرير لأنه كصحفي أراد القيام بتحقيق عن معاناة مواطنين فقراء في حي من أحياء عدن التي كانت حاضرة اليمن وزهرة المدائن ويختمون نقاشهم بتساؤل مفعم بالألم والأسى ألا يكفي سلطة ?/? أنها صادرت الأراضي واقتسمت الثروة واحتكرت السلطة وعلت في الأرض وأحالت أبناء الجنوب مدنيين وعسكريين إلى الفائض وتحطمت في الإعلام المسموع والمرئي الذي ينفق الشعب عليه من قوته ودموعه وآلامه، ألا يكفي كل ذلك حتى تعمد سلطة الإيلام إلى مضايقة صحيفة الأيام التي تنقل أخبارنا وتعبر عن آهاتنا.. حسبنا الله ونعم الوكيل.

هذه المكانة التي تحظى بها صحيفة الأيام في نفوس الناس يحمل مؤسسة الأيام مسؤولية وطنية وأخلاقية تتعلق بدعم الحراك الشعبي وترشيده، وتعويد شباب الحراك علي القبول بالرأي والرأي الآخر وتأكيد  فهم أن الرأي الآخر قد يتناقض مع رأيك ولنا في القرآن الكريم أسوة.. فالله عز وجل حين دعا الآخر للحوار ترك أين يكون الحق مفتوحاً للحوار والحجج المطروحة "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين"  والإمام الشافعي وبتواضع العالم يقول : "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".

أنا أعلم أن صحيفة الأيام تنطلق من مهنية عالية تجعلها حريصة على توصيل المعلومة للقارئ بحيادية ودون تدخل، وهذا منهج إعلامي صحيح لكن المكانة التي تحتلها الأيام في نفوس الناس والظرف الحرج الذي يمر به الوطن يفرض على الأيام وطنياً وأخلاقياً أن تتدخل، وللصحافة فنون متعددة تجمع بين المهنية وبين واجب التدخل ومن ذلك فتح صفحات للحوار للرأي والرأي الآخر.

إن ما نخشاه أن يفرز القهر تطرفاً يغيب العقل والحكمة ويخلق نسخة جديدة من ديكتاتورية ديماغوجية يكتوي بنارها الوطن وأهله وتجاربنا وتجارب شعوب أمثالنا حية في الأذهان والمناضل الذي لا يقبل الرأي الآخر وهو في ساحة النضال، مجرد من السلطة ملاحقاً من الأجهزة كيف يكون به حين يستلم السلطة.

لتمض الأيام مناراً يهتدى به غير آبهة بسلطة الإيلام وليكن شعارها (وتلك الأيام نداولها بين الناس).

مقال تم نشره بتاريخ ??/?/???? أعيد نشره على المتحاورين في مؤتمر الحوار لعلهم يتذكرون موضوع صحيفة الأيام ويتفادون تغييب العقل والديكتاتورية الديماغوجية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل