آخر تحديث :الجمعة 26 ابريل 2024 - الساعة:11:22:03
مستقبل الاستقرار في اليمن مرهون بالتعليم
يوسف الحجري

الجمعة 04 ابريل 2021 - الساعة:19:51:33

لن يستقر الوضع في اليمن الا بالتعليم الذي له اثر كبير في اسستاب الأمن والأستقرار،  فعودة الطلاب الى كراسي التعليم سيمنع من تسرحهم منها واستقطابهم من قبل العناصر الإرهابية والتخريبية في البلاد، ولكن إذا تحملت الدولة والجهات المانحة تسليم رواتب للمعلمين سيضمن استمرار التعليم وعدم تسرب الطلاب الى خارج اسوار المدارس.

لاحظت تقرير بحثي لمركز سياسات اليمن للكتابة سوسن الرفاعي،  والذي تضمن معلومات صادمة، حول التعليم في البلاد، حيث أفاد  تقرير بوجود 3.7 مليون طفل في سن المدرسة قد تسربوا من التعليم أو تحت تهديد التسرب.

لقد عادت بنا سنين الحرب الى عصور الظلام والجهل والتخلف وحرمتنا من الكثير من التقدم في عدة مجالات، واولها التعليم، وقد أثرت تأثير مباشر على مستقبل الشباب الذي كان من الممكن ان يكون مسلح بالعلم والمعرفة، وليس بباروت الحرب والنزوح الداخلي والهجرة الخارجية، ولعل اهم قضية يمكن أن ندق ناقوس الخطر  ضدها، هي تلك المتعلقة باستغلال طلاب المدارس في اتون الحرب وتغذية افكارهم بالخطاب الشعبوي العصبي والطائفي ضد بعضهم .

ونشير هنا ان سلطة الأمر الواقع في صنعاء (الحوثيون) قد انتهكوا حقوق المعلمين ومنعوا دفع رواتبهم وضايقوهم حتى يتسنى لهم تبديلهم بمعلمين مؤدلجين، واستخدموا الطلاب وقود حرب وزجوا بهم الى محارق الموت، واستخدموا المدارس مخازن أسلحة  مما منع مئات الطلاب من مواصلة تعليمهم 

وفي المناطق المحررة، فضل كثير من المعلمين الالتحاق بجبهات القتال لدواعي الدفاع عن الوطن والاهل، وتلقي راتب افضل من راتب التعليم في الوقت الذي قللت الدولة من الاهتمام بالتعليم، وظهر المعلم البديل من خريجي المعاهد والثانوية برواتب زهيدة تعطى لهم من رواتب المدرسين الاساسيين باتفاق مسبق معهم.

يقع على عاتق المعلمين إخراج جيل متعلم ولا غيرهم قادر ان ينتشل وضع الطلاب وتسربهم ودخولهم في الحرب التي تستقطبهم من هنا وهناك، ولكن مع الحرب والازمات ذهب المعلمين خارج اسوار المدارس لاطعام من يعيلون ولا احط عليهم اللوم ولكنهم يتحملون جزء منه كون ما يقومون به أمانة ومستقبل بلد.

ولا تنسى انهم ابلوا بلاء ً حسن وقدموا كل ما بوسعهم وبعضهم قام باداء مهامه تحت كل الظروف ولم يتذمروا من الوضع.

ونستغرب ان المنظمات المانحة الدولية لم تعطي اهتماماها الكامل بهم وبرعايتهم ودعمهم كونهم الفئة الأكثر تضررا بالحرب، ولهم فائدة كبيرة في تسيير التعليم الذي به يمكن أن ينتشلنا من هذا الوضع الصعب والمتردي .

ويشير تقرير المركز انه مازال 5 مليون طفل بحاجة ماسة إلى التعليم والدعم بملايين الدولارات لترميم المدارس والاحتياجات الاخرى، واذا ما كان دعم تتلقاه اليمن يجب أن يخصص للتعليم،. يتحتم على المانحين دعم هذا القطاع المهم .
كتب/ يوسف عبده محمد

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص