آخر تحديث :الخميس 02 مايو 2024 - الساعة:01:36:08
حينما تموت الضمائر وتفسد الأخلاق
محمد سعيد الزعبلي

الاربعاء 08 مايو 2022 - الساعة:22:22:29

من المعروف في ناموس الحياة البشرية، في مختلف دياناتها وأنظمتها السياسية، بأن لكل عمل من الأعمال الإنسانية آداب وأخلاق، وحتى الحروب لها مثل ذلك، فالإنسان بطبيعته البشرية وفطرته التي فطره الله عليها يمتلك من الإحساس والشعور والأدب والأخلاق والضمير وحب الخير والرحمة والعقل والحكمة ما لم تمتلكه بقية المخلوقات الأخرى من الكائنات الحية، هذا عن الإنسان بصفة عامة، ولكن ماذا عنا نحن المسلمين الذين كرمنا الله بالإسلام، دين الحق، دين الرحمة، دين العدل، دين حب الخير، وجلعنا الله تعالى خير أمة لقوله عز وجل: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتأمنون بالله )) سورة آل عمران – أية 110.

فأين البعض منا من ذلك يا ترى؟ ثمانية أعوام من الحرب اليمنية بين ما يسمى بالشرعية اليمنية والانقلابيين الحوثيين الروافض، المحافظات اليمنية تحت نفوذ الحوثيين إلا القليل منها، والمحافظات الجنوبية المحررة تحت إدارة الشرعية اليمنية المهاجرة والتي لم تقدم لعدن وأخواتها في الجنوب ما يبقي تقديمه، حيث استاءت حياة المواطنين في تلكم المحافظات المحررة بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ نتيجة انعدام الخدمات ووقف الرواتب وانهيار قيمة العملة المحلية وارتفاع الغلاء الفاحش في الأسعار، ولذلك انتشرت المجاعة بين كافة الأسر ذات الدخل المحدود، ولذلك باتت أوضاع المواطنين الحياتية مأساوية تدمي لها القلوب وتدمع لها العيون عند كل ذي ضمير إنساني حي، أما حكام تلكم الشرعية فهم يتلذذون بعذابات المواطنين البؤساء والمغلوب على أمرهم وأولئك الحكام وأسرهم يعيشون في فنادق سبعة نجوم في الرياض وقطر وإسطنبول ويديرون شركاتهم الكبرى التي بنوها خلال سنوات الحرب الثمان على حساب معاناة شعبنا في الجنوب، فأين أولئك من الصفات الإنسانية النبيلة بصورة عامة؟ وأين هم من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف؟ وأين هم من قول الله تعالى في الحديث القدسي العظيم القائل: ((يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)) إلا أن أولئك الحكام قد تجردوا عن كل صفات النبل الإنسانية وعن تعاليم ديننا الحنيف، فقد حللوا الحرام وحرموا الحلال فأصبحوا في تاريخ شعبنا أسوأ مثال، فماذا يقولون غداً لرب العزة والجلال في جوابهم عند السؤال يوم لا ينفع مالاً ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم؟ والله على ما نقول شهيد،،،

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص