آخر تحديث :الجمعة 10 مايو 2024 - الساعة:00:08:06
لهذه الأسباب .. على الجنوبيين ان يتوحدوا
عبدالله سالم الديواني

الجمعة 17 مايو 2020 - الساعة:20:31:04

يدرك الجميع أن الجنوب اليوم على اعتاب مرحلة تاريخية مهمة حيث يحيط به الأعداء من كل الاتجاهات وهذا الأمر يتطلب من كل القوى الجنوبية بكافة اطيافها التوحد ازاء هذا الوضع الذي يحيط ببلادهم وعليهم أن يضعوا بعض الجزئيات الفرعية جانبا في هذه الظروف الصعبة.

فالتوحد من أجل الجنوب وحقه في فك الارتباط من نظام الشمال يجب أن يظل على قائمة الأولويات للجنوبيين جميعا لأن هذا الحق لم يكن وليد ازمة ما بعد 2014م، ومن ثم دخول التحالف العربي وبالذات الأشقاء من المملكة والامارات عام 2015م، حيث ان هذا المطلب المشروع قائم من حيث شن الشمال حربه الشاملة على الجنوب عام 94م، وثم واصله بعدها بغزوة الشمال الثانية للجنوب من قبل الانقلابيين الحوثة وبدعم كامل من عفاش وزمرته التي سخرت للحوثيين في غزوتهم للجنوب كل الوحدات العسكرية التي كانت متواجدة في عدن ولحج وابين وكان عددها اكثر من 17 لواء قتالي بالإضافة الى قوات الامن المركزي والحرس الجمهوري فرع عدن وشكلت هذه الحروب مجتمعة مقتلا نهائيا للوحدة السلمية الحقيقية التي نادى بها ابناء الجنوب وقياداته التي كانت تهدف إلى الشراكة العادلة بين نظامي الشمال والجنوب ولكنهم غدروا بالوحدة بهذه الحروب وبالهيمنة المطلقة على الجنوب وجعله مجرد فيد وفرع للأصل كما اسموه.

اذن فمهما حصلت من تسويات فأن الجنوب لايزال محاط بالأعداء من كل الاتجاهات وبالذات مركزه الرئيسي عدن وهذا الامر جلي اذ ان معظم القوى السياسية الشمالية تناصب الجنوب العداء السافر وتريده أن يظل مجرد بقرة حلوب لمصالح امراء الحرب والمشائخ والمستفيدين والمسيطرين على مقدرات الدولة في كل مفاصلها شمالا وجنوبا.

وللأسف يتم هذا بتأييد من اشقائنا في المملكة لانهم يخشون ان يطير الشمال نهائيا من أيديهم كي تتقاسمه فيما بعد ايران وتركيا وبدعم مالي غير محدود من قائد جزيرة قطر الذي خرج عن سرب اشقائه في الخليج وفي الوطن العربي عموما وهذا هو البعبع الذي يستخدمه الإخوان لتخويف المملكة وابتزازها ان حاولت التقرب ممن وقف الى جانبها وبإخلاص تام في الحرب ضد الانقلابيين خلال السنوات الخمس الماضية وهذه المهادنة للإخوان في حال أن استمرت عليه فأنها قد تؤدي إلى خسارة المملكة للجميع (الشمال والجنوب) وبذلك تصبح المملكة هي الأخرى محاطة بالأعداء من كل الاتجاهات كما هو الجنوب اليوم ويبدوا أن اشقائنا في المملكة لم يتعلموا مما سبق وحصل فيها عام 79م، من قبل زعيم الاخوان جهيمان العتيبي الذي كان واحدا من ابرز قادة الاخوان وقاد هو مجاميع الاخوان احداث الاستيلاء على الحرم المكي عام 79م.

ورغم كل ذلك فإن المملكة لازالت تميل إلى جانب هذا التيار (الاخوان) وتمده بكل متطلباته من المال والأسلحة والاعلام الضخم وهي تستضيف كبار وزرائهم والمئات من عناصرهم العسكرية والإعلامية وهم بالمقابل لا يحترمون حتى من يضيفهم ويمدهم بكل المساعدة كي يستردوا وطنهم وعاصمتهم صنعاء من الانقلابيين الحوثية بل ويهاجمون المملكة من ايران وتركيا وقطر ويصفونها بالمحتل واحيانا يتم ذلك من قلب المملكة نفسها من قبل بعض الاعلاميين الذين يشرفون على معظم القنوات الفضائية وبقية وسائل الاعلام اليمنية الناطقة بأسم الشرعية والمتواجدة في عاصمة المملكة الرياض.

وبالنظر إلى كل هذه المستجدات فأنه يتوجب على الجنوبيين التوحد والنظر إلى قضيتهم من هذا المنظار الهام الذي يؤكد ان وحدتهم هي الأساس الذي سيمكنهم من نيل حقوقهم بفك الارتباط من النظام القبلي الإخواني ولو بعد حين وستثبت الأيام بأن أي محاولات جديدة لفرض الوحدة او الاقاليم المتعددة بالقوة لن تنجح وستتحطم على صخرة الصمود الجنوبي لأن هذا الشعب مسالم وقت السلم ومقاتل جبار عند اللزوم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص