الخميس 09 مايو 2020 - الساعة:21:03:07
لا شك ولا ريب أن اليمن الجنوبي كان تمتلك جيش وطني منظم، جيش لم يخسر أي معركة في تاريخة منذ ما بعد الاستقلال، وشارك في العديد من الحروب منها ما حدث في جنوب لبنان أثناء الاجتياح الإسرائيلي، ومنها موقفه مع فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية ورغم قصر الفترة الزمنية بعد الاستقلال إلا أن هذا الجيش كان يضرب به المثال في الانضباط والإخلاص الوطني ورغم الحروب الداخلية والفتن والمؤامرات إلا أنه حافظ على هيبته، حيث شكلت صنوف القوات المسلحة قبل الوحدة نموذج للجيش النظامي العقائدي الصلب وهذا حديث الكثير ممن عاصر تلك الفترة، وهذا كان كابوس مزعج لقيادة اليمن الشمالي والمحيط الاقليمي وكان اول الاهداف الأساسية للقوى الشمالية بعد الوحدة هو إضعاف هذه الكتلة العسكرية وتفريقها وتشتيتها وقد حدث ذلك فعلا، ومع ذلك أثناء الغزو البربري الشمالي ورغم هروب القيادة السياسية إلا أن كثير من الوحدات قاتلت حتى استنفذت ما لديها من ذخائر واستشهد من استشهد وشرد من شرد وبعد السيطرة على الجنوب تم تسريح كل الكوادر العسكرية المؤهلة التي كانت تشكل خطر على عصابة صنعاء وهذا معروف للجميع..
اليوم هناك مؤامرة كبيرة على كوادر الجنوب العسكرية المؤهلة التي لديها رصيد تراكمي من الخبرات العسكرية وهناك تغييب متعمد لهذه الكوادر وما نرى اليوم من تشكيلات عسكرية رغم فاعليتها وحماس شبابها الا انها تفتقر للخبرة العسكرية، وهناك نماذج جيدة صقلتها المرحلة، لكنها بحاجة إلى تأهيل حقيقي حتى تستطيع فهم واستيعاب التكتيك العسكري بكل تفاصيله، وقد اثبتت خلال الاجتياح الأخير للجنوب في عام 2015م فاعليتها، ولكن اليوم نرى البعض قد انحرف وتحول من الميدان العسكري إلى الميداني التجاري (الربح السريع) وهذه العناصر تعتبر قدوة سيئة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولابد من إعادة نظر في بعض التشكيلات خصوصا بعد أحداث 28 أغسطس 2019م، هذا إذا أردنا أن نحافظ على الانجازات التي تحققت، كما نرجو أن تكون هناك هيئة خاصة بمكافحة الفساد في الجانب العسكري مهمتها رصد الانتهاكات ورصد الفاسدين الذين كونوا امبراطوريات تجارية على حساب الجنود وبسطاء الشعب حيث شاهدنا في الفترة الاخيرة تنافس شرس بين بعض العناصر العسكرية ممن يسمون أنفسهم (قيادات) من حيث الخصميات على الجنود، وأيضا رأينا ونرى كل يوم هذه العناصر تكبر ثرواتها عمائر شيدت والبعض الآخر قيد الإنشاء وعقارات ضخمة في الداخل والخارج، ونحن نعرف كيف كانت ظروفهم المعيشية قبل الحرب، وما وصلوا إليه اليوم يعتبر غير شرعي ولابد من المحاسبة طال الزمان أو قصر، هذا إذا أردنا تصحيح المسار والمحافظة على نضال شعبنا وتضحياته، وهناك لوبي كبير مستفيد مما يحدث اليوم من اختلالات بل ويساعد على بقاء الوضع على ما هو عليه، ليس لشي انما لزيادة الكسب الغير مشروع ظنا منهم انها ستمر دون رادع، وهذا وهم لأنهم لا يعتبرون من سابقيهم الذين كانوا أشد منهم قوتا وبأسا وأين هم اليوم!!!؟؟؟؟
ختاما نقول أن الكوادر والكفاءات المغيبة هي التي يجب أن تبرز وتقود المرحلة ولابد من الاستفادة من كل الخبرات والكوادر المؤهلة في الجانب العسكري خصوصا ونحن نعيش مرحلة شديدة التعقيد وهناك مخاطر حقيقية نراها في الأفق وبحاجة إلى ترتيبات نوعية لصد الموجة القادمة وهي قادمة فعلا، ومن أجل مواجهتها لابد من الاستعداد التام وهذا لن يكون إلا من خلاص أصحاب الخبرات والتجارب لكي نخرج بأقل الخسائر على الأقل والله المستعان ..
