آخر تحديث :السبت 18 مايو 2024 - الساعة:21:43:48
الانتقالي يتصدّر المشهد العالمي
عادل العبيدي

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

بالتوقيع النهائي على اتفاق جدة في الرياض بين الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي وبحضور إقليمي ودولي رفيع المستوى، يكون الانتقالي الجنوبي على مستوى اليمن والمنطقة العربية ولأول مرة هو المتصدر للمشهد العالمي.

هذا الإنجاز العظيم يدل دلالة واضحة على مدى حنكة قيادة الانتقالي  السياسية ممثلة بالقائد الرئيس/ عيدروس الزبيدي وأعضاء هيئة رئاسته الذين فعلاً قد استطاعوا أن ينقلوا الانتقالي من مرحلة التأسيس والاعتراف الجنوبي الداخلي إلى مرحلة الاعتراف الإقليمي والدولي، الذي هو نتيجة لجهد الانتقالي التنظيمي ولتفاعله السياسي والعسكري في مواكبته تحقيق أهداف متعددة، منها جنوبية  "استقلال الجنوب"  ومنها يمنية "تحرير أبناء الشمال من هيمنة الحوثي" ومنها عربية "تأمين منطقة الخليج من خطر المد الإيراني" ، ومنها دولية "محاربة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله" كل هذه الأشياء وأشياء أخرى يراد تحقيقها جعلت المجتمع الإقليمي والدولي، وبالذات الشقيقة السعودية، ينظرون إلى الانتقالي الجنوبي على أنه هو القوة السياسية والعسكرية والشعبية الحقيقية، الذي بمساعدته يستطيعون  أن يحولوا عبث الشرعية السياسي وفسادها المالي والإداري المتفشي وتراخيها عن محاربة الحوثي والإرهاب إلى جادة الصواب، به دون غيره، لهذا تم فرضه ندًا للشرعية في اتفاق جدة والضغط عليها أن توقع عليه وهي صاغرة.

 الذين كانوا بالأمس يراهنون على إجهاض ولادة الانتقالي، من الذين بذلوا الغالي والنفيس وافتعلوا الجرائم والمنكرات والمؤامرات لاحتوائه بسبب أنه يحمل شعار استعادة الدولة الجنوبية، نراهم ونسمعهم اليوم يتكلمون ويتباكون  باسم الجنوب وأن الانتقالي قد باع القضية الجنوبية ولهث وراء المناصب - قبحهم الله -أساسا لم يكن الانتقالي ليوقع على أي اتفاق لا يسوقه إلى هدف استعادة الدولة الجنوبية، لكنه عندما وجد في اتفاق جدة الطريق المناسب الذي سيأخذ الجنوبيين إلى الاستقلال سرعان ما سابق الزمن إلى الموافقة والتوقيع عليه، فهو يدرك جيدا أنها لن تأتيه فرصة التباحث والتفاوض المباشر باسم فك الارتباط مع أي طرف شمالي مهما كان ضعفه، ولن يكون له حاضن إقليمي دولي لذلك، فانتهز اتفاق الرياض كفرصة ثمينة للوصول إلى هدف فك الارتباط بين الشمال والجنوب، خاصة وهذا الاتفاق سيمنحه الاعتراف الإقليمي والدولي، ويمنحه إدارة المحافظات الجنوبية وحماية أمنها، ويحتم على القوات الشمالية المتبقية الخروج من محافظات الجنوب.

 تصدر الانتقالي الجنوبي للمشهد العالمي في اتفاق جدة هو بسبب ثقة الإقليم والعالم أنه سيكون أهلاً لتحمل المهام التي سيتولى القيام بها، بعيدا عن العجز والضعف والفشل والخيانة التي منيت بها ما كانت تسمى الشرعية خلال الخمس السنوات الماضية.

 بهذه الثقة الكبيرة الممنوحة للانتقالي في إصلاح مسار الحرب ضد الحوثي وفي تحسين خدمات الناس بالجنوب وفي شل يد الحكومة الجديدة من العبث بالأموال العامة ومحاسبة الفاسدين، سيجعل صوت الانتقالي في طرح مطلب استقلال الجنوب قريباً من المجتمع الدولي ومسموعا له، خاصة أن الانتقالي سيكون مشاركا في مفاوضات الحل النهائي باليمن.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص