آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:13:19:49
ماذا بعد المصالحة الفلسطينية ؟
فضل محسن الطيري

الاثنين 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

لعبت مصر دوراً كبيراً ومتميزاً في المصالحة الفلسطينية التي تهدف إلى حل الانشقاق الفلسطيني وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني بهذه المصالحة التي دعت إليها مصر من خلال المبادرة المصرية التي تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي ، إذن ماذا بعد المصالحة الفلسطينية؟ لابد من موقف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بدعم القضية الفلسطينية سياسياً ومادياً ومعنوياً  طالما اللوبي الصهيوني العالمي يدعم الكيان الإسرائيلي ويقف إلى جانبها ؟ . على هذه الدول المشار إليها سلفاً إذا وُجِدت صحوة وضمير عربي وإسلامي أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وأطفال الحجارة ، يتعرض الشعب الفلسطيني إلى الانتهاكات والسجون والقتل والتعذيب وبناء وحدات سكنية وهدم منازل المواطنين الفلسطينيين ، وبمعنى آخر أن الشعب الفلسطيني يتعرض للإرهاب الإسرائيلي أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي والعربي والإسلامي ، ولم نسمع غير بيانات التنديد والشجب والاستنكار في وسائل الإعلام لهذه الدول ، وفوق هذا وذاك تعنتت إسرائيل أكثر فأكثر في ممارساتها العدوانية الإرهابية تجاه الشعب الفلسطيني ، ولم تزعجها تلك البيانات الإعلامية الخالية  من المواقف الصادقة تجاه هذه الممارسات.

 إذن على الدول العربية والإسلامية أن ترفع الظلم والاستبداد والإرهاب الإسرائيلي  ضد الشعب الفلسطيني انطلاقاً من عقيدتنا الإسلامية المتعارف عليها في ديننا الإسلامي برفع الظلم عن أخيك المسلم ، هذا ما يؤكده الإسلام الحقيقي ، ولا بد من موقف موحد والضغط على المجتمع الدولي بحل القضية الفلسطينية وإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية ، وأن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية القدس الشرقية ، أما هذه الدول تنتهج الإسلام السياسي مما جعلها في مواقف متخاذلة ولم تحرك ساكناً تجاه معاناة الشعب الفلسطيني ..

الرئيس السيسي قد فتح الأبواب أمام الدول العربية والإسلامية من خلال مبادرته التاريخية المتمثلة في وحدة القيادة السياسية ووحدة الشعب الفلسطيني الذي أزعج الحكومية الإسرائيلية وشعرت بخطر كبير بهذه المصالحة ، وهي فعلاً لها أبعاد سياسية وفلسطينية وعربية وما خفي كان أعظم ..

رئيس وزراء إسرائيل يطالب بسحب الأسلحة من حماس التي لا تملك أسلحةً متطورةً أو طيراناً أو سلاحاً نووياً ، في الوقت الذي تملك إسرائيل السلاح النووي والطيران ومن مختلف الأسلحة  الثقيلة والمتوسطة وغيرها  وهي معترضة على المصالحة الفلسطينية تحت هذه الذريعة ، وحقيقة هي معترضة على المصالحة على اعتبار أنها خطر على إسرائيل ، هذا هو سر الاعتراض الإسرائيلي عموماً بعض الدول الإسلامية في القائمة السوداء في المجتمع الدولي كون هذه الدولة مصدر الإرهاب ، إذن أي إسلام حقيقي متعارف عليه في الديانات السماوية أن يمارس الإرهاب فهذه الدول التي تمارس الإرهاب وتدعمه ، فهذه الدول التي تسمي نفسها بدول إسلامية فهي في حقيقة الأمر ضد الإسلام وهي دخيلة على الإسلام وتهدف من ذلك إلى الإساءة وتشويه سمعة الإسلام ، في الوقت الذي حرّم الإسلام القتل والظلم والاستبداد والقهر ، إذن أي إسلام يسمح لهم بممارسة الإرهاب وما تم ذكره سالفاً ؟!..

 الله سبحانه وتعالى أعطى حق التعايش بين الديانات السماوية والإسلام الشرعي المتعارف عليه بين كافة المسلمين ، حرَّم القتل ومن مميزاته الاعتدال والوسطية والحكم بينهم بشورى يعني إعطاء حق ديمقراطي في الوصول إلى الحكم بين المسلمين وليس بلغة العنف .. بعض هذه الدول التي تصدر الإرهاب ، لمن تصدره؟  ضد العرب والمسلمين.. وفي هذه الحالة فإنها خرجت عن التعاليم الإسلامية وتسيء إلى سمعة الإسلام ، ومن هذا المنطلق فإن لديها إسلام سياسي ومذهبي وطائفي وحتى من حيث ممارساتها للمذهبية والطائفية فإنها تمارسها بطريقة الإسلام السياسي وتعمل على تفعيل هذه المذاهب والطوائف حسب رغبتها وتعمل على تحريفها  من مضمونها المتعارف عليه في الإسلام ، وإذا طرحنا سؤالا منطقيا وواقعيا هل يوجد منظمات إرهابية في أمريكا أو روسيا أو ألمانيا أو حتى بعض الدول الأوروبية الأخرى من نفس أصول هذه الدول؟! .. حقيقة لا يوجد إطلاقاً.. لماذا هذه الدول تصدر الإرهاب إلى دول عربية وإسلامية؟ يعني الهدف منها التدخل في شؤون هذه الدول وتريد أن تفرض سياساتها على هذه الدول من خلال الممارسات الإرهابية وهذه سياسية قد أصبحت معروفة وغير مقبولة عند هذه الدول التي تعاني من الإرهاب .. لماذا لم تدعم هذه الدول الشعب الفلسطيني من ما يعانيه من الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بدلاً من تصدير الإرهاب إلى الدول العربية والإسلامية ، ومن مثل هذه الممارسات الإرهابية حقيقة فإنها تتنافى مع كل الديانات الإسلامية السماوية والتي أعطى حق التعايش بين  الديانات .. وطالما إسرائيل تمارس الإرهاب بكافة مسمياته ضد الشعب الفلسطيني ، على الدول العربية والإسلامية الوقوف صفاً واحداً ضد القرصنة الإسرائيلية ودعم القضية الفلسطينية وأطفال الحجارة ورفع الظلم عنها وإقامة الدولة الفلسطينية ، هذا هو الإسلام الحقيقي.. بدلاً من الإسلام السياسي الذي شوَّه بسمعة الإسلام المتعارف عليه بين المسلمين.. فتحية إلى رئيس مصر العروبة على المبادرة المصرية التي تهدف إلى حل الانشقاق وترتيب البيت الفلسطيني ، من خلال هذه المبادرة ، هذا هو الرئيس السيسي أيها العرب والمسلمون ، رجل المهام الصعبة والبعد العربي والإنساني ، ونتمنى أن تكون هذه المصالحة ناجحة وليست مثل تحالف أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام أيها الفلسطينيون ، ونجاح هذه المصالحة الفلسطينية تكمن في الأساس النوايا الصادقة والمصداقية والثقة بين أطراف المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص