آخر تحديث :الجمعة 24 مايو 2024 - الساعة:23:54:19
لا نريد عدن كما كانت !
عادل حمران

الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

خرجت قبل أن تطلق الشمس أشعتها مصوبة كبد حبيبتي ، كنت أتململ بخطواتي بحثا عن المجهول أرسلت إلي الشمس جزءاً من أشعتها وارتشفنا قليل من قطرات شاي عدن في التواهي واتجهنا نحو مكان ما ، زرت عددا من مباني الدولة ونقاط الجيش استوقفني واحد من أصدقائي وأنزلني من الباص بغرض التفتيش وأنا مبتسم قال: نظام ايش تحسب !

غادر الباص وبقيت مع صديقي في منصورة عدن دقائق معدودة مرت مئات السيارات من أمامنا الجنود يؤدون مهمتهم الوطنية وأنا أؤدي مهمتي الإعلامية شاهدت رضا وفرح بقلوب الناس شاهدت سيارات تحمل دباب الماء وتوزعها على الجنود شاهدت أكل يأتيهم من أيادي مجهولة وقبل المغادرة شاهدت شجاعة وبسالة وصمود في شبابنا تضحية وإرادة قوية يا الله ما أجمل هذا الصباح وكم كنت سعيدا فيه .

عدت على رنين هاتفي من عدد من أصدقائي عادل تغديت والي يقول تعال نخزن سواء والي يتصل يقول عادل أنت ميم ميم علينا معناته محمول مشمول مالكم ايش في اليوم استلمنا الراتب اليوم ، نشتي نطعمك شقانا ، لم أسمع أصدقائي الجنود يطلقون هذه العبارة منذ صيف 94م كانت لهم الوظائف والكراسي والرواتب ولنا الوجع والبطش والقتل ،

تغدينا في صيرة كنا من معظم محافظات الجنوب وأنا أطير من الفرح فما تحقق لنا لم نحلم به أقلها أولادنا يحكمون بلادنا يحموها ويستنفعون بخيراتها ، بدأت البطالة تتلاشى قليلا وبدأت المدينة تفتح أذرعها أمام الجميع مطمئنتهم بمستقبل جميل ينتظرهم .

تحدث الكثير عن حلمهم في عودة عدن مثلما كانت أنا معترض ، أريد عدن أجمل مما كانت بكثير ، فندق عدن ، مكتب المحافظة ، الميناء ، المطار ، المعسكرات لم تراهن قط عيني إلا بعد الحرب حين صارت بيد شعب الجنوب ، الوظائف كانت محرمة علينا كحرمة الذئب من دم يوسف .

عدن في طريقها نحو الريادة فقط كونوا أمنها وأمانها وحارسها الأمين وسترون عدن الجميلة تسابق العالم بأسره وتواكب تطورات العصر وستكون أجمل من كل جميل .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص