اليوم لم تعد الأقنعة تنفع، ولم يعد الكذب قادرًا على الصمود أمام الحقائق التي تخرج إلى العلن تباعًا. ما كشفته القوات المسلحة الجنوبية من مصانع تكرير نفط غير شرعية في منطقة الخشعة بحضرموت الوادي ليس مجرد خبر عابر، بل فضيحة مدوية تفضح حجم النهب المنظم للمال العام، وتعرّي أبواق الإخوان، والشرعية الفاسدة، والعليمي المأزوم، وكل من يقف في صفهم أو يبرر جرائمهم.
شاهدوا جيدًا حجم السطو على ثروات الجنوب. هذا هو السبب الحقيقي لكل حملات التحريض، وهذا هو الدافع الخفي وراء دعوات الحرب ضد الجنوب.
الجنوب وثرواته، أطماع لقوى لا تعيش إلا على النهب والفساد.
اليوم تتضح الصورة أكثر من أي وقت مضى.
هل ما زلتم تتساءلون لماذا يصر العليمي ومن خلفه على رفع شعارات “حماية المدنيين”؟
هل أدركتم أن المقصود من تلك الشعارات هو حماية الفساد، والدفاع عن شبكات نهب النفط، وتأمين استمرار سرقة قوت الشعب الجنوبي؟
لقد وصلت رسائل شعب حضرموت بوضوح لا يقبل التأويل. خرجوا بالملايين ليقولوا: نحن مع الأمن والاستقرار، ونحن مع القوات المسلحة الجنوبية، لأنها القوة التي صنعت الانتصار، وكشفت الفساد، ووضعت يدها على جرح الجنوب الحقيقي. هذه القوات لم تأتِ لنهب الثروة، بل جاءت لحماية ثروة الجنوب من اللصوص، ولإنهاء زمن العبث والسرقات المنظمة.
بينما يرقص الفاسدون على آلام الناس، ويكدسون الملايين في حساباتهم، تموت غالبية الشعب جوعًا، ويُترك المواطن بلا خدمات ولا كرامة. أي وقاحة هذه؟ وأي شرعية تلك التي تبنى على دموع الجوعى وآهات المقهورين؟
ليعلم الجميع، وبلا مواربة:
الجنوبيون قد حسموا خيارهم. استعادة الدولة لم تعد شعارًا، بل قرارًا شعبيًا لا رجعة عنه. ولن تكون أرض الجنوب مستباحة بعد اليوم للصوص، ولا مرتعًا للإرهاب، ولا ساحة لتجارب الإخوان وأجنداتهم. لقد بلغ صبر الشعب الجنوبي حد النفاد، وعندما ينفد صبر الشعوب، تسقط كل المؤامرات.
الجنوب دولة على ارضة، بإرادة شعبه، وبقوة جيشه،
وكل فاسد… إلى مزبلة التاريخ