تشهد العاصمة عدن تحولات لافتة بعد لقاء القمة بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي عُقد مؤخرًا في الرياض بمشاركة وفود أمنية واستخباراتية رفيعة المستوى من الجانبين.
وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن تفاهمات استراتيجية وأمنية وسياسية جرت خلف الأبواب المغلقة , أعادت ترتيب الأولويات في الملف اليمني، وعلى رأسه الوضع في الجنوب والمناطق المحررة، وهو ما انعكس مباشرةً بعودة مفاجئة وكاملة لأعضاء مجلس القيادة الرئاسي إلى العاصمة المؤقتة عدن.
فقد وصل اليوم إلى عدن رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، إلى جانب اللواء سلطان العرادة والدكتور عبدالله العليمي الذي يُسجل أول عودة له منذ سنوات. فيما يتواجد على الأرض اللواء عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة، وقد غادر اللواء أبو زرعة المحرمي عدن قبل يومين متجهًا إلى الرياض.
عودة كل هذه الأسماء البارزة في توقيت واحد تطرح أكثر من علامة استفهام حول ماهية التفاهمات الأخيرة:
هل تم الاتفاق على توزيع جديد للسلطات والمهام؟
هل نشهد بداية مرحلة استقرار سياسي حقيقي في عدن؟
هل جرى تقليص نفوذ رئيس المجلس رشاد العليمي بعد سنوات من استحواذه على القرار؟
المصادر تؤكد أن هناك رغبة إقليمية جادة في إنهاء حالة الصراع داخل المجلس الرئاسي، وإعادة ضبط العلاقة بين مكوناته، وتحقيق نوع من التوازن والفاعلية في إدارة المرحلة، خاصة مع تعثر ملفات الخدمات، الاقتصاد، وغياب الثقة بين أعضاء المجلس.
وبينما يترقب الشارع الجنوبي الخطوة التالية، تتجه الأنظار إلى نتائج هذه العودة الجماعية، وما إذا كانت إجراءً بروتوكوليًا مؤقتًا، أم أنها مقدمة لقرارات حاسمة وتغيير شامل في أداء السلطة. او إعادة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي