2025-09-04 17:35:55
«الأخضر» الحوثي.. أداة المليشيات لاحتلال العقول وطمس هوية اليمن (صور)

منذ القدم، حملت الألوان دلالات عميقة، سياسية، عقائدية، وثقافية، وأصبحت رموزاً لهويات أمم وجماعات، تُظهر انتماءها في المناسبات، الرايات، الشعارات، والطقوس.

ولفرض هويتها على المجتمع اليمني، تصبغ مليشيات الحوثي المدن والقرى الريفية الخاضعة لسيطرتها باللون الأخضر ضمن سياسية نفسية عميقة لطمس هوية البلاد وترسيخ الثقافة السياسية للجماعة في عقول اليمنيين.

 

 

وتجبر مليشيات الحوثي الموطنين على إضاءة المنازل والشوارع والأماكن العامة باللون الأخضر، فيما تعمد لطلاء جذوع النخيل وسيقان الأشجار وحتى ألعاب الأطفال وجدران الحدائق والمدارس والمساجد بهذا اللون المستوحى من العلم الإيراني، وفق خبراء.

كما تخط مليشيات الحوثي شعاراتها الطائفية وفعاليتها التحريضية وكل المناسبات وصولا لطلاء المزارات الدينية ومقابر الموتى باللون الأخضر، في تقنيات بصرية مستوحاة من الموروث الإيراني الذي ينظر لهذا اللون بأنه رمز للطبيعة والوحدة والنمو.

ويرى خبراء يمنيون في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، أن «اللون الأخضر هو جزء من مخطط أكبر لفرض هوية طائفية على المجتمع اليمني واستغلال الحوثي للدين لأغراض سياسية ضيقة».

ثقافة اللون الواحد

تسعى مليشيات الحوثي بمختلف الطرق سواء التعليمية في المدارس أو على وسائل إعلامها المرئية والمكتوبة، لتكريس نمطها اللوني المتمثل باللون الأخضر، لتعزيز وتكوين فكر في أذهان تابعيه بشكل خاص والمواطنين في مناطق سيطرتها بشكل عام، بثقافتها اللونية الواحدة المستوردة من إيران.

وقال رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن عبدالستار الشميري، إن "استخدام اللون الأخضر هو جزء من تقنية موروث نظام الخميني الإيراني، تم فرضه على الجماعات والمليشيات التابعة لها بمختلف الدول".

اللون الأخضر يكسو المناطق الخاضعة للحوثي

وأوضح الباحث اليمني لـ«للعين الإخبارية»، أن "اللون الأخضر الذي تستخدمه مليشيات الحوثي في مناسباتها الدينية، هو نوع من استخدام التقنيات البصرية الهادفة لإبقاء طابع عام لدى الجمهور".

وبحسب الباحث اليمني، فإن "الشخص عندما يشاهد أمامه اللون الأخضر ويتصوره، مباشرة يحيل إلى المعنى الديني والمعنى الطائفي على وجه العموم لمذهب مليشيات الحوثي".

من جانبه، يقول الباحث اليمني إسماعيل عبدالحافظ، إن اللون الأخضر يؤكد اتباع الحوثي لـ«الرمزية الشكلية والأيقونة وفرضها على الدين كاعتماد اللون الأخضر، تحت مبرر أنه لباس أهل الجنة والعائلات السلالية».

وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن مذهب الحوثيين "الاثني عشرية يسعى من استخدام الأيقونات الرمزية لإنهاك الذهنية الإسلامية بالمناسبات المفتعلة، والتي هدفها الاستحواذ على العقل الإسلامي وإبقائه وعاء لتلقي تراهاتهم للحيلولة دون تمكنه من الانعتاق منها".

تأكيد الولاء

رغم الصبغة الطائفية لمليشيات الحوثي تجاه اللون الأخضر بزعم «مولد النبي» و«استقبال الشهور الحرم»، إلا أنها أصبحت تستخدم هذا اللون لإظهار الولاء لدى السكان الذين يلجأون تحت الإكراه لطلاء محلاتهم أو غيرها من أماكن.

وقال سكان محليون لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيات "تجبر التجار والسكان لإضاءة محلاتهم ومنازلهم وحتى مركباتهم وملابسهم باللون الأخضر لإظهار الولاء لها من المجتمع"، كما تزعم المليشيات المدعومة إيرانيا.

اللون الأخضر يكسو المناطق الخاضعة للحوثي

وأكد السكان أن "مليشيات الحوثي جعلت من تزيين المحلات والمنازل والسيارات وجدران الأحياء السكنية، فرضا واجبا يُغَرِم الممتنعين عنه بدفع مبالغ مالية مضاعفة إلى جانب تكفيره، وإخراجه عن الدين".

وبحسب عبدالستار الشميري، فإنه ابتداء من صرخة المليشيات، وانتهاء باللون الأخضر، مرورا بالملازم والكتب والثقافة والأدبيات الإيرانية، ما هي إلا محاولات يحاول الحوثي التي يحال بها الحوثي أن يغسل دماغ الجيل الحديث.

اللون الأخضر يكسو المناطق الخاضعة للحوثي

كما تستخدم مليشيات الحوثي اللون الأخضر، لتكثيف "حضور الخرافة في ذهنية الأطفال والنشء على وجه التحديد، ذلك لأن المليشيات تستفيد بالدرجة الأولى من هذه الفعاليات؛ بهدف بناء قطيع واسع يؤمن بالفكرة الحوثية والإمامة وبفكرة ولاية الفقيه".

ووفقا للشميري فإن "اللون السائد للمليشيات جاء وفقا للنظام الإيراني، ويؤكد أن اللون الأخضر المستخدم من قبل الحوثيين هو لون تم ابتداعه من إيران وأصبح معمماً، برداء الدين الإسلامي".

اللون الأخضر يكسو المناطق الخاضعة للحوثي

وأكد أن "اللون الأخضر، هو لون من الإغواء تستخدمه المليشيات عبر الخرافة، والأدوات التي تساعدها على غرس ثقافة نمط لوني محدد".

http://alomana.net/details.php?id=249137