المؤسف أن معظم من يخوضون في هذا النقاش لا ينظرون بعين الإنصاف إلى أبطال المقاومة الجنوبية المتواجدين في جبهة ثرة منذ عشر سنوات، وهي سنوات عجاف قدم فيها هؤلاء تضحيات جسيمة.
عشر سنوات من الدماء والمعاناة، شهدت سقوط الشهداء، وآخرين أصيبوا بجراح أفقدتهم صحتهم أو جزءًا منها، وأطفال تيتموا، ونساء ترمّلن، وأسر تركت منازلها ونزحت، وفقدت كل ما تملك من أموال وممتلكات، وتكبدت أوجاعًا لا يعلمها إلا الله.
ومن هذا المنبر الإعلامي، أقولها بصراحة:
من ظل، طوال عشر سنوات، يتكفل بصرف مرتبات أسر الشهداء، ويقوم بعلاج الجرحى، ويواصل – حتى هذه اللحظة – صرف المرتبات وتقديم الدعم اللوجستي للجبهة ومنتسبيها، فإنه الأحق بأن يكون صاحب القرار الأول والأخير في مسألة فتح طريق عقبة ثرة.
أما من جاءوا مؤخرًا ويدّعون السعي لفتح المنفذ تحت مسميات أو شعارات براقة، فلا يحق لهم فرض أنفسهم أو التدخل في قرار كهذا. ومن حق القائد العام للجبهة أن يرفض الانصياع لأي ضغوط، بل وحتى أن يرفض وجودهم أو مناقشتهم في هذا الشأن.
يجب على الجميع أن يتوقف لحظة، ويتأمل حجم التضحيات التي قدمها هؤلاء الأبطال، ويسأل نفسه:
أين كنّا طيلة عشر سنوات من ليالٍ دامية وساعات عصيبة؟
وما الذي قدمناه مقارنةً بمن ضحّى بنفسه وبيته وراحته من أجل هذه الأرض والجبهة؟