بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا نقول ومن اين نبدأ عن الأشخاص المتميزين الذين غادرونا الحياة في الامس القريب ، وهو الخبر الذي لم نوق بعد من هول تلك الصدمة التي تلقيناها في إجازة عيد الأضحى قبل شهر تقريبا، بوفاة الدكتور الشهم المٌخلق سالم ناصر سريع من أعز الأصدقاء الذين عرفتهم في مسيرة حياتي الشخصية، وهنا اعترف بعجزي ووفائي بواجبي في الحديث الشامل عن هذه الشخصية المعروفة للكثيرين الين عايشوه ، فما نكتب ونقول في لحظات الحزن لن يكون كافيا، وحينما تذكر بأنه قد رحل عنَا قي تدفق مشاعر الحزن الشديدة التي يوثر على نفسياتنا وتتلعثم أفواهنا ويرتعش القلم بين أصابعنا، إلاَ أن أقل واجب نقوم به هو الاستجابة لطلب الإخوة الافاضل القائمين على فعالية أربعينية الفقيد الصديق الصدُوق القريب إلى قلبي، مررنا بتجربة صداقة مثالية نقية صافية متجدده باستمرار مع المرحوم منذ عشرون سنة تقريبا عندما كان في المرحلة الأخيرة من الدراسة في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية انه الطالب المتميز الذي زينة قاعة ابن خلدون في الجامعة بلوحة تجريدية تحمل ملامحه في حفل التخرج ، فهو الطالب النبيه الذكي الحائز على مرتبة الشرف ف دفعته الدراسية ، وهو الغني بمعارفه ومعاملاته مع كل زملاءه واساتذته الذين احبوه .
نقف اليوم نتذكره نتذكر كيف كان بيننا بالأمس القريب، إذ لازلنا غير قادرين على تحمل واستساقة ما جرى ؟
لقد كان مماته شديد الوطأة على كل من عرفه وحبه، واشد مرارةً على عائلته وابناءه ام والاده طالب وناصر وسريع، و اخوانه خالد و....
ندعو الله ان يصبرهم وان يجعل مثواه الجنة..
لقد كان حضور الدكتور سالم سريع في الوسط الاجتماعي والسياسي والعلمي، حضورا ساطعا ناقدا فدا، مخلصا عصاميا رحيما ومعلما في معاملاته، متواضعا متواصلا نصوحا مع كل اصدقاءه، نزيها شريفا عفيفا خلوقا مع الجميع..
كان عميقا في قراءته الرشيدة للواقع وانتقاداته اللاذعة ونباهته المدهشة، وتمرده الكاسح على نمطية الانا والعصبية وتقديس الذات .
كان مثال الفارس المقدام في جود الأرض.. والطائر المحلق في سماء الآمال وطنيا عربيا إنسانً... كان مومنا بان الحقوق عائدة مهما طال الليل والبطش والتهميش وتزاحمت الاجندات ...
مشيئة ربنا الاكرم كانت قد خطفتك علينا واحدا من الواعدين كما عبرت عنها مواقفه وتفاصيل مسيرتك العلمية والاجتماعية..
سنظل نذكُر ونتذكر فقيدنا المرحوم نذكره بما كان بينا، وما هو باقي ومستمر في حياتنا .
لقد ارتبطت معرفتي بالمرحوم منذ سنوات الدارسة الجامعية في رحاب جامعة واستمرت معرفتي بالفقيد إلى يوم مماته بساعات كانت معرفتي كامنة تتلمس كثير من تفاصيل حياته الذي عانا الكثير دون معرفة الكثير من المقربين إليه كان كتومًا كريما إلى ابعد الحدود.
- أستطيع القول بانه كان شجرة مغروسة في مجرى المياه تعطي ثمارها في اوانها وورقها لا يذبل. كان قلبه نابضا بحب الوطن كان زاهدا في سلوكه ... تبلورت شخصية الرائقة مع صراع الهوية والحضارة كانت الجغرافيا والتاريخ والمعاناة والاحتلال قد صنعت منه طاقة ثائرة..
يتخلى بقدر عالٍ من سمات الرجولة والتحدي والنزاهة وهذا امر ليس بغريب على شخص ينتمي لأسرة فاضلة افنت حياتها في خدمة الجميع وقدمت الكثير لهذا الوطن بصمت دون ان تأخذ الا الشهادة ورضا ربنا ، فوالده المرحوم الناصل الوطني المخلص ناصر سريع الذي بقي مع القلائل مع المبادئ الوطنية بعد حرب اجتياح الجنوب الظالمة في 1994م. فقيدنا الغائب الحاضر لك منّا العهد بان نسير على دربك في إعلاء قيم المحبة والصداقة والتسامح والخير .
اللهم ارحمه واسكنه فسيح جناتك يأرب العالمين
أ