آخر تحديث :الاثنين 21 يوليو 2025 - الساعة:23:48:19
عمائر الشارع الرئيسي بالمعلا.. قنبلة موقوتة تهدد السكان "تقرير خاص"
("الأمناء" تقرير/ نوارة قمندان :)

إلى أكثر من نصف قرن يعود تاريخ بناء وتشييد معظم أحياء وشوارع العاصمة عدن، ومن ضمن هذه الأحياء, شارع الشهيد مدرم ، أو كما يطلق عليه اليوم (الشارع الرئيسي) بمديرية المعلا, الذي شيده الاستعمار البريطاني في أوائل خمسينيات القرن الماضي، ويتميز بعدة طوابقه ، حيث يبلغ طوله اثنين كيلو متر, الأمر الذي جعله أشهر الشوارع في عدن.

غير أن بنايات هذا الشارع أضحت في وقتنا الحاضر تشكل تهديدًا حقيقيًا للسكان القاطنين بعد أن بدأت بعضها بالتساقط، وأخرى أضحت آيلة للسقوط على رؤوس ساكنيها نتيجة للتشققات والعوامل الطبيعية.

 

كابوس يؤرق المواطنين

أضحت العشرات من الأسر تتعايش مع احتمال انهيار منازلهم بعدما بدت معالم التشقق واضحة عليها, وأخذت كتل الإسمنت بالتساقط من سطوحها ، وهو ما يهدد بكارثه محققة.

وفي هذا الصدد يقول المواطن كارم محمود "60 عامًا " أحد ساكني عمارة باعبيد في الشارع الرئيسي : "تعتبر شقتي هي الدور الأول وتحت منزلي مستودع يخص التاجر باعبيد".

وأضاف لـ"الأمناء" أن : "سقف المستودع بدا يتهاوى مند أربع سنوات ؛ أي ما قبل الحرب التي اجتاحت عدن من قبل الحوثيين, الذين عملوا على تزايد التصدعات في منزلي نتيجة اهتزازات القنابل ومرور الدبابات".

وأشار : "بعد عودتنا إلى ديارنا لوحظ أن التصدعات قد تزايدت ، حتى أرضية شقتي بدأت تتهاوى وذلك بعد سقوط سقف مستودع التاجر باعبيد".

وتابع: "عملت على كتابة شكوى إلى عاقل الحارة أنا وجميع سكان العمارة بمعاينة العمارة وتفقدها ، ولكن دون جدوى".

وأشار كارم أنه "منذ عام 2014م إلى اليوم وأنا أعمل على تقديم أوراقي إلى الجهات المعنية باستدعاء التاجر باعبيد لمعاينة سقف المستودع ولكنه لم يأتِ".

ونوّه في ختام حديثه : " حال شقتي من يوم إلى آخر تزداد سوءًا ، فقد أصبحت أخشى أن أنام أنا وأطفالي ويتهاوى منزلي لنعيد مأساة عمارة (العيسى) الواقعة في الدكة التي سقطت على ساكنيها متسببة في وفاة عدة أشخاص فيما شردت الأسر الأخرى".

 

لم يتغير شيء!

بدوره، يشرح المواطن / هاني أبو بكر ، أحد ساكني عمارة القادسية بالشارع الرئيسي وعاقل لثلاث وحدات فيها، ما تعانيه مباني هذا الشارع بالقول : "تعاني مباني شارع مدرم من العديد من المشكلات التي أضحت تشكل تهديداً رئيسياً لها ، كوجود فجوات في الجدران السفلى لعمارات الشارع ,خاصة عمارة القادسية ، نتيجة لانتهاء صلاحية أنابيب ومواسير المياه لقدمها".

وأضاف لـ"الأمناء" بأن : "العمارة تعاني مشكلات عدة باتت تهدد حياتهم ، وهو ما جعل الأهالي يتقدمون بعدد من الشكاوى إلى المجلس المحلي بغرض حلها ، غير أنها لم تلقَ استجابة ,الأمر الذي جعل سكان العمارة يقومون بإجراء بعض التصليحات تجنبًا لحدوث أي كوارث قد تحصل".

وأشار إلى أنه "مرت أربعة أعوام وظل الحال على ما هو عليه ؛ بل أن الضرر تزايد في العمارة".

 

تشرد عدد من السكان

معاناة المواطنين في هذا الشارع وصلت لدى بعض الناس إلى التشرد جراء انهيار مساكنهم وآخرون تركوها بعد أن أضحت مهددة بالانهيار في أي وقت.

المواطنة نجيبة عبد الحفيظ "48 عامًا" أحد هؤلاء الذين تركوا مساكنهم بعد أن أوشكت على السقوط ، وعن معانتها قالت لـ"الأمناء" : "أنا من سكان عمارة شمسان سابقًا وغادرتها أنا وأسرتي خوفًا من الموت المحقق الذي باتت تنذر به هذه البناية التي يزيد عمرها عن 84 سنة من انهيار وشيك".

وأضافت : "لم نكن ننوي مغادرتها ولكن بعد أن رأيت تصدعات في أرضية المطبخ الخاص بي, وتسرب المياه في كل النواحي ، بالإضافة إلى هبوط السقف الذي تسبب في إعاقة فتح الأبواب والنوافذ ، الأمر الذي أجبرنا على المغادرة والبحث عن مكان يؤويني أنا وأطفالي".

 

 

 

وفاة (أربعة) من أسرة واحدة

فيما تحدثت أحد ساكني عمارة (العيسي) الواقعة في الدكة التي انهارت منذ خمسة أعوام مخلفاً وراءها وفاة أربعة أشخاص من أسرة واحدة ، فضلت عدم ذكر اسمها، قائلة : "إن السبب الرئيسي في انهيار العمارة هو تراكم مياه الصرف الصحي الذي تخلل أساس العمارة ، الأمر الذي أدى إلى هبوط جزء من العمارة عدة أمتار ، إلى جانب التشققات التي كانت في الجدران ، وتسرب المياه من السقف ، وغيرها من العوامل المتسببة في الانهيار..".

ونوهت إلى أن : "السكان سبق أن تقدموا قبل انهيار المبنى بشكوى إلى الإسكان ولكن لم يتم التجاوب مع تلك الشكاوى مطلقًا".

وأوضحت في سياق حديثها بأنهم : "لمعرفتنا المسبقة بأنه لن يلتفت أحد إلى معاناتنا قمنا بإيجاد البديل وهو اللجوء إلى السكن في المؤسسة الاقتصادية والواقعة أمام العمارة المنهارة".

مؤكدة بأن "الدولة لم تقدم أي تعويضات لأفراد العمارة".

 

قله الوعي لدى المواطنين

عمارة الـ(بس) ، واحدة من أوائل المباني التي استكمل بناؤها بالشارع الرئيسي بالمعلا، وتحمل اسم الشخص الذي بناها وهو رجل الأعمال الفرنسي "انطوني بس".

حيث تحدثت إحدى ساكني عمارة الـ(بس) عن معناتاها - فضلت عدم ذكر اسمها – قائلة : "تحتاج العمارة إلى عناية كبيرة واهتمام وذلك بسبب انتهاء عمرها الافتراضي".

وأوضحت بأنه "لوحظ في الآونة الأخيرة ظهور تصدعات داخل منازلنا ، حيث كان في السابق هذه التصدعات خارج العمارة ولكن نتيجة لكثرة خزانات المياه التي عملت على زيادة وزن العمارة انعكس ذلك سلبياً مخلفاً وراءه تشققات داخل وخارج العمارة".

وأشارت إلى سبب وجود طفح في المجاري داخل العمارة قائلة: " عملنا على سؤال أحد شخصيات المجلس المحلي عن أسباب طفح المجاري رد قائلاً أن المجاري بالشارع الرئيس تصب في هذا المكان ولهذا هي معرضة دائماً إلى الانسداد".

منوهاً إلى أن عدم وعي الكثير من المواطنين إلى خطورة ما يفعلوه يجعل العمارة آيلة إلى السقوط وذلك إلى أنه وجد عدد من الأشخاص على تغيير تقسيم منازلهم والبعض الآخر عمل على بناء داخل شققهم الأمر الذي أثقل العمارة وعمل على الإخلال من توازنها.

مختتمه بالقول : " قبل عام وبسبب تسريب المياه تهاوى حمام جارنا الذي يقطن بجوار شقتي إلى الأسفل ولم يخلف وراءه أي خسائر بشرية ، حيث عمل ساكنو العمارة على حل المشكلة فيما بينهم".


#

شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل