ضمن مشروع مستقبل يسوده السلام، نفذت منظمة البحث عن أرضية مشتركة بالشراكة مع منظمة نبض للتنمية والسلام وبتنسيق مع السلطة المحلية المسح الميداني للنزاعات المجتمعية في مديرية المقاطرة عبر وسطاء محليين من الشباب خلال الفترة من 12 أغسطس وحتى 20 أغسطس. وشمل مسح النزاعات تنفيذ 15 جلسة مجتمعية موزعة على العزل الثلاث للمديرية (الصوالحة ومعبق والأنبوه).

وتولى الوسطاء المحليين من الشباب إدارة الجلسات المجتمعية التي كانت تستهدف بشكل أساس فئة الشباب من كلا الجنسين بهدف التعرف على النزاعات التي تواجه الشباب وتعيق الاستثمار الأمثل لقدراتهم وإمكانياتهم في مجال بناء السلام في المديرية. كما شارك في هذه الجلسات القيادات المجتمعية بهدف الحصول على دعمهم للتعامل مع النزاعات التي تواجه الشباب.

وبحسب مخرجات هذه الجلسات تركزت معظم النزاعات التي تم مسحها على عدة مجالات منها تلك التي تتعلق بالمياه حيث تؤثر النزاعات على المياه بشكل كبير في إعاقة مواصلة التعليم بالنسبة لفئة الشباب وخاصة الإناث منهم حيث تتولى فئة الإناث مهمة جلب المياه من أماكن بعيدة وبالتالي يتخلفن عن مواصلة التعليم. كما كان هناك نزاعات متعلقة بمجال التعليم حيث تؤثر البنية التحتية المتهالكة وعدم وجود مرافق صحية في بعض المدارس في دفع الأهالي لمنع إرسال أبناءهم وبناتهم للمدارس. كما أكدت مخرجات مسح النزاعات على الحاجة لحل النزاعات المتعلقة بالجانب الرياضي للشباب حيث أثرت النزاعات على عدم استكمال بعض من المشاريع الرياضية للشباب. كما أظهر المسح وجود نزاعات متعلقة بالطرق حيث يتم إشراك الشباب في مثل هذه النزاعات التي تؤدي في كثير من الحالات إلى مزيد من التوترات بين الأهالي. كما أظهر التقرير التأثير التي تحدثه الألغام على كثير من الأطفال والشباب الذين يذهبون ضحايا بسبب عدم استخراج هذه الألغام من جبل الغاليات في المديرية.    

وشارك في تنفيذ المسح الميداني 26 وسيط ووسيطة محلية من الشباب والذين أشادوا بمستوى تفاعل وتعاون المجتمعات المحلية معهم لإنجاح المسح الميداني حيث توافد الكثير من الأهالي لحضور هذه الجلسات ،حيث بلغ عدد الأهالي الحاضرين في هذه الجلسات 226 من الذكور و196من الإناث ، وأسهمت القيادات المجتمعية في تسهيل استخدام المدارس والمرافق العامة لعقد هذه الجلسات.

الجدير بالذكر، أن منظمة البحث عن أرضية مشتركة وبالتنسيق مع السلطة المحلية ستقوم بوضع كل هذه المسوحات الخاصة للنزاعات تحت المجهر للفحص والتدقيق حسب آليات البرنامج بهدف الانتقال للخطوة التالية وهي تعزيز قدرة الشباب لقيادة حوارات مجتمعية لحل النزاعات ذات الأولوية في مجتمعاتهم..