آخر تحديث :الاثنين 20 مايو 2024 - الساعة:23:59:57
الألغام تحصد أرواح المواطنين بمناطق عديدة في أبين (تقرير وصور)
(تقرير / خضر عبدالله)

سقط  العديد  المواطنين من مناطق مختلفة بمحافظة أبين، ما بين قتلى وجرحى، وفاقدي أعضائهم، والبعض منهم يحمل عاهاتٍ دائمة، سترافقه طول حياته، وستذكره بمن خبّأ له هذه العاهة مدى الحياة، ويأتي ذلك كله، جرّاء انفجار الألغام المفاجئة والمُنتشرة في كل مكان، والتي قامت بزراعتها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح  في الأراضي الزراعية والسهول والوديان، وذلك منذ بدء  الحرب الشرسة  التي  قمت بها المليشيات ضد المحافظات الجنوبية. 

أرواح  بدم بارد

وارتكبت مليشيات “الحوثي وصالح” في المناطق التي كانت تخضع لسيطرتهم في أبين، أبشع الجرائم الإنسانية، من زراعتهم للألغام المحرمة دوليا، مما جعل الكثير من الأسر يتركون منازلهم هربا من الموت، والتي لم يحدد لها سببا حقيقياً، لتلك الجرائم التي كانت أسبابها عدائية، ولا هدف منها إلا زعزعة الأمن والاستقرار بالمحافظات الجنوبية المحررة، واستمرار لسقوط أكبر عددٍ ممكن من حياة الكثيرين.

وكشفت منظمة حقوقية عن مقتل 20شخصاً وإصابة 30 آخرين في مناطق مختلفة بأبين كأرقام أولية فقط؛ نتيجة الألغام التي زرعها مسلحو جماعة الحوثي وقوات صالح العائلية، والتي اتهمتها السلطات اليمنية بتلقي الدعم من إيران.

آلــة المــوت

وتعد الألغام آلة للموت، حيث تحصد أرواح المواطنين من دون سابق انذار، وكان آخر ضحاياها هو انفجار لغم أرضي، في منطقة "حسان" بزنجبار قبل يومين فقط، وهو ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة  أخرين، إصابات بالغة، كما أن هناك حوادث مماثلة لأنفجار اللالغام  بمنطقة لودر وشقرة..

وتأتي هذا الحوادث، ضمن سلسلة حوادث  تكررت جراء انفجار الألغام الأرضية، التي زرعها الحوثيون وحلفاؤهم في مناطق عديدة من أبين، وأسفرت عن سقوط العشرات من الضحايا.

جرائم ضد الإنسانية

وترى منظمات المجتمع المدني في هذه المحافظة، أن الألغام الفردية التي يزرعها الحوثيون تعد جرائم ضد الإنسانية؛ كونها محرمة دوليا وفقا للاتفاقيات الدولية, و أن تكرار حوادث انفجار الألغام  في الأشخاص الأبرياء بالمناطق التي  كانت تشهد نزاعاً مع الحوثيين يعد قتلاً متعمداً، ويتم السعي إليه، دون مراعاة لأي حرمة.

إلى ذلك، يقول المواطنون في أبين، أن يقع على عاتق الدولة حماية المواطنين، ويجب عليها أن لا تقف متفرجة عليهم، أو غض طرفها عن حصد أرواحهم، من قبل ألغام زرعتها قوى ظالمة تعمل لأجندة خارجية، بل يجب ملاحقتهم قانونياً وبالمحاكم الدولية، وهذا الحق لا يسقط بالتقادم، حسب قولهم.

وفي السياق ذاته، ناشد المواطنون الجهات الرسمية وغير الرسمية كمنظمات المجتمع المدني، وأن يتم تحديد جهة معينة لتسليمها بلاغاتهم وإيصال شكاويهم إلى من يهمه أمر سلامة المواطنين المسالمين، من دعاة حقوق الإنسان وغيرهم، مضيفين:"من حق أقارب الضحايا وذويهم أن يقدموا بلاغات للجهات الرسمية والمنظمات المعنية محددين فيها معظم المعلومات المطلوبة، كأسماء الضحايا وأماكن تعرضهم للوفاة أو للإصابة".

يذكر أن  مليشيات الحوثي و المخلوع صالح المسلحة اجتاحت مناطق أبين في 26 مارس 2015م، وسيطرت على كثير من المناطق فيها وهجّرت كثير من أبناء تلك المناطق وحدثت مواجهات مسلحة بين الحوثيين وبعض أبناء قبائل القاطنين في المناطق الوسطى بأبين .

وكانت جماعة الحوثي قد قامت بزراعة الألغام الأرضية قبيل انسحابها من المناطق مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، حتى الآن.

 ولا تزال الأعداد مرشحة للارتفاع كل يوم، ويتعاظم معها الخطر بأنه لا يوجد خارطة لتلك الألغام المزروعة والمغروسة في باطن الأرض، بعشوائية مطلقة، وهذا ما يزيد صعوبة توقع مكانها، إلى جانب أن وعي المواطن لا يكفي لمجابهة هذا الخطر المباغت..

توجــه عاجـــل

وبهذا الخصوص، دعت الأخت "أندا حسن الصلاحي" رئيسة مؤسسة إنسان التنموية، إلى التوجه العاجل والمساهمة بعملية التوعية في المدارس من خطر الألغام، وكيفية التعامل معها. وأكدت على أنه لابد من تعاون المختصين في شرح كيفية التعامل معها، وتحديد أماكن تواجدها او احتمالية تواجدها، على هذه الأرض في مساحات مناطق محافظة أبين، مشيرةً إلى انه يجب ان يتواكب مع التوعية، نزول خبراء لهم دراية بأماكن تواجد الألغام وإحاطة المنطقة بإشارات تنبيه كلوحات او رسومات وصور وعبارات احترازية توعوية تنبه المواطن المار من هذه المنطقة بأنها منطقة ألغام وجب الابتعاد عنها حرصا على حياته وأيضا نشر دليل امني بأرقام، يجب التواصل معها للإبلاغ عن هذه المناطق.

 وعن دور الجهات الخاصة، فتقول الصلاحي أنه يجب على المواطنين ومن قام مقامهم والمنظمات الحقوقية مخاطبة الجهات المعنية، وطلب تواجد فريق نزع الألغام بأسرع وقت الى المنطقة المبلغ عنها، حتى نتفادى خسارة الأرواح وعدم سقوط جرحى أو حدوث إعاقات جسدية، لا قدر الله.



شارك برأيك