
في أحد أحياء القاهرة، يعيش محمد قطن، الجندي اليمني المنتمي لمحافظة أبين – منطقة الدرجاج – مع أسرته الصغيرة، مشتتًا بين ضيق الحال ونداء الوطن، وبين نظرات طفله الرضيع الموجعة وسؤال أبنائه الآخرين: "متى نعود يا أبي؟".
بدأت القصة في أغسطس من العام الماضي، حين سافر محمد إلى جمهورية مصر العربية، حالمًا بشفاء طفله الأصغر "أوسان"، الذي وُلد بتشوّه خَلقي في جهازه التناسلي، يتطلب سلسلة عمليات جراحية دقيقة لا تتوفر في اليمن، بحسب تقارير طبية موثقة صادرة من وزارة الصحة ومستشفيات خاصة.
وبعد جهود مضنية، تمكّن محمد من إجراء عمليتين لطفله، لكن المرحلة الثالثة – وهي الأهم والأخطر – توقفت عند حاجز المال. تكلفة العملية تبلغ 2500 دولار أمريكي، وهو مبلغ يفوق قدرة جندي بسيط لا يملك سوى الدعاء وكرامة لا تسمح له بالاستجداء.
وبينما كان يحزم حقائبه للعودة إلى عدن بعد أن ضاق به الحال، صدمه خبر توقيف شركة "بلقيس للطيران"، التي يحمل تذاكرها هو وأسرته، بقرار صادر من وزارة النقل في عدن، دون أن توفر الوزارة أي بديل أو تُلزم الشركة بتعويض المسافرين العالقين. وهكذا، وجد محمد نفسه وأسرته – زوجته وثلاثة أطفال أحدهم مريض – عالقين في مصر، لا مأوى مستقر، ولا دخل، ولا أفق للعودة.
اليوم، يُناشد محمد قطن كل من يحمل ذرة إنسانية:
هل من مسؤول يملك القرار والرحمة؟
هل من فاعل خير، رجل أعمال، أو جمعية خيرية تمتد يده لإعادة هذه الأسرة إلى وطنها؟
هل من قيادة تتحمل مسؤوليتها وتُصدر توجيهًا باستبدال التذاكر الموقوفة بتذاكر جديدة على "الخطوط الجوية اليمنية" أو أي شركة أخرى؟
ليس المطلوب الكثير.. فقط فرصة للعودة بكرامة.
إن أسرة محمد قطن ليست مجرد حالة إنسانية، بل مرآة لواقع مئات الأسر اليمنية التي تتعثر خارج الحدود بقرارات غير مسؤولة، وأبواب مغلقة.
فهل لا زالت الدنيا بخير؟
نعم، إذا وصل صدى هذه القصة إلى قلوبكم.